نالت حكومة عبد الحميد الدبيبة المنبثقة عن ملتقى الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة، ثقة البرلمان الليبي، اليوم الأربعاء.
وبحسب مراسل "العربي"، فقد منح البرلمان الليبي الثقة إلى الحكومة بأغلبية النواب الحاضرين، بعد يومين من المناقشات.
وأشار إلى أن أعضاء مجلس النواب صوّتوا لصالح منح الثقة للحكومة باتباع آلية التصويت العلني بدل التصويت السرّي، وذلك من خلال رفع الأيادي ونطق كلمة "ثقة" مباشرة.
ويفترض أن تقود حكومة الدبيبة (61 عامًا) الذي كلف في الخامس من فبراير/شباط تشكيلها، البلاد خلال مرحلة انتقالية وصولًا إلى انتخابات عامة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
الدبيبة يشكر النواب على "تغليب المصلحة الوطنية"
وفي أول كلمة له بعد حصول حكومته على الثقة، توجّه رئيس الحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة بالشكر للنواب على ما أظهروه من "تغليب للمصلحة الوطنية" في التئامهم بهذه الجلسة التي وصفها بـ"التاريخية".
وتوجه بالشكر إلى أهالي مدينة سرت على استضافة هذا الحدث العظيم، معتبرًا أنّهم "كتبوا التاريخ بتوحيد جهود الليبيين ضد عدوهم المشترك الذي تمثل بصورة الانقسام السياسي والحروب".
ودعا الدبيبة أعضاء مجلس النواب إلى الالتئام في مختلف المدن الليبية، وليس فقط في سرت، "لتعويض ما فات في فترة الانقسام التي حدثت في السنوات الماضية"، وقال متوجّهًا إليهم: "الأمة الليبية ما زالت بحاجة لكم ولنوابها وكل إمكانياتها".
الدبيبة: ليبيا وحدة واحدة
وأكد أن الكثير من الاستحقاقات ما زالت تنتظر البرلمان الليبي، بدءًا من إقرار الموازنة الموحدة وإقرار قانون الاستفتاء، وصولًا إلى اعتماد قانون فعال للحكم المحلي ومن ثم الانتخابات.
وأعلن أنه سيعمل بكل جهد في دعم المجلس الرئاسي وتحقيق العدالة الانتقالية لنجاح المصالحة الوطنية، مضيفًا: "سألتزم بدعم المفوضية العليا للانتخابات وإنجاز الاستحقاق الدستوري والقانوني في الموعد المحدد".
وإذ أكد أن "لا مركزية للدولة ولا مركزية للأقاليم"، رفع شعار "ليبيا وحدة واحدة"، مشدّدًا على أنّ "الحرب لا يمكن أن تتكرر مرة ثانية".
وأعلن الدبيبة أنه سيحرص على الاستماع لشكاوى الناس والمواطنين الذين يعانون في كل شارع ومنطقة ودار.
وشكر، في ختام كلمته، بعثة الأمم المتحدة وأعضاء لجنة الحوار السياسي وكل الدول التي ساهمت في استضافة جلسات الحوار ودعمته بكل قوة وعلى رأسها ألمانيا وسويسرا وتونس، كما شكر الدول الشقيقة والصديقة والجارة التي دعمت هذا المسار الذي توج بجلسة البرلمان.
وفي 5 فبراير/ شباط الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي، سلطة تنفيذية موحدة مهمتها الأساسية الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ويأمل الليبيون أن تُنهي هذه الخطوة سنوات من الصراع المسلح، حيت نازعت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الحكومة، المعترف بها دوليًا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.