الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

مواقف بشأن أفغانستان ومصر والإمارات.. تركيا لا تُمانع تحسين العلاقات مع السعودية

مواقف بشأن أفغانستان ومصر والإمارات.. تركيا لا تُمانع تحسين العلاقات مع السعودية

Changed

وزير الخارجية التركي
تناول وزير الخارجية التركي جملة من القضايا والمستجدات في ملفات السياسة الخارجية لبلاده (غيتي)
اعتبر وزير الخارجية أن دخول العلاقات بين السعودية والإمارات وقطر مرحلة جديدة، يُمكن أن يسهم في تحسين العلاقات بين أنقرة من جهة، والرياض وأبو ظبي من جهة أخرى.

أبدى وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو استعداد بلاده للتجاوب مع أي خطوات إيجابية من الرياض والإمارات لتحسين العلاقات معهما، معلنًا استئناف أنقرة والقاهرة "الاتصالات الدبلوماسية غير المشروطة" من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها.

وتناول أوغلو جملة من القضايا والمستجدات في ملفات السياسة الخارجية التركية، في تصريحات لـ"الأناضول" و"التلفزيون التركي"، من الأوضاع في أفغانستان والصومال والمباحثات القبرصية إلى الخلاف مع واشنطن حول منظومة "إس-400".

وقال أوغلو إن دخول العلاقات بين السعودية والإمارات وقطر مرحلة جديدة (إثر المصالحة الخليجية)، يُمكن أن يسهم في تحسين العلاقات بين أنقرة من جهة، والرياض وأبو ظبي من جهة أخرى. وأضاف: "في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنُقابلها بالمثل، والأمر ذاته ينطبق على الإمارات".

وأشار إلى رسائل "إيجابية" بدرت مؤخرًا من أبو ظبي، مع تراجع الحملات السلبية ضد تركيا، واصفًا مواقف الإمارات تجاه تركيا بأنها "أكثر اعتدالًا" في الوقت الراهن.

قضية خاشقجي

وأوضح شاووش أوغلو أن العلاقات مع السعودية كانت على ما يرام، قبل حادثة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول، "لكن الجانب السعودي هو من جعل من هذه القضية مشكلة" على صعيد العلاقات الثنائية.

وشرح: "في الواقع لم تكن هذه مسألة ثنائية، بل كانت مسألة بحث عن العدالة من أجل شخص قُتل. وكل ما قلناه هو أنه يجب محاسبة القتلة أمام القضاء"، مشددًا على أن أنقرة "لم توجّه الاتهام للسعودية حول هذه القضية في أي وقت".

وأشار إلى أنه أجرى لقاء وديًا ومفيدًا مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في النيجر، وأنهما اتفقا على مواصلة الحوار، وقال: "نتراسل بين الفينة والأخرى".

استئناف العلاقات مع مصر

وأعلن شاووش أوغلو أن تركيا ومصر استأنفتا، الجمعة، "الاتصالات الدبلوماسية" من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، مع عدم طرح البلدين أي شروط مسبقة لتحقيق ذلك. 

وقال: "لا يوجد أي شرط مسبق سواء من قبل المصريين أو من قبلنا حاليًا، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئا لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة". وأضاف أن تطبيع العلاقات يتم لكن ببطء، من خلال المباحثات ورسم خارطة طريق تتضمن الإقدام على خطوات لتحقيق ذلك.

وأكد الوزير التركي وجود اتصالات مع مصر، سواء على مستوى الاستخبارات أو وزارتي الخارجية. وأشار إلى أنه سبق أن التقى مع نظيره المصري سامح شكري، خلال مشاركتهما في اجتماعات دولية، كما أنهما التقيا في نيويورك قبل عامين.

وكان "العربي" قد نشر تحقيقًا موسعًا مطلع فبراير/ شباط، كشف كواليس الاتفاق التركيّ المصريّ في ليبيا، وكيف مهّد الصراع في منطقة شرق المتوسط الطريق لعودة الاتصالات بين الطرفين.

ففي يونيو/ حزيران 2020، كانت مجريات الأحداث على الأرض الليبية في تصاعد مضطرد، قبل أن تفتح قنوات محادثات سرية بين مصر وتركيا، بحسب مصدر خاص بـ"العربي"، في أغسطس/ آب من العام 2020. 

أفغانستان والصومال

وحول أفغانستان، أعلن شاووش أوغلو أنّ أنقرة تعمل على عقد اجتماع حول عملية السلام في أفغانستان في إسطنبول في أبريل/ نيسان المقبل، مؤكدًا أن الاجتماع المرتقب "ليس بديلًا عن اجتماع الدوحة إنما مكمل له، وسيكون بالتنسيق مع دولة قطر، بهدف إيجاد صيغة من أجل ديمومة واستمرارية المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان". 

كما أعلن أوغلو عزمه زيارة الصومال خلال الأيام المقبلة، للتأكيد على دعم تركيا للعملية الانتخابية، داعيًا الأطراف السياسية إلى التوصّل إلى تفاهم حول الانتخابات بأسرع وقت. 

"إس-400"

وأكد أوغلو أنه لم يتم التحدث إطلاقا مع الجانب الأمريكي حول "نموذج كريت" من أجل حل الخلاف حول منظومة صواريخ "إس-400".

وأشار إلى أنه لا يمكن الحديث عن موعد معين للقاء على مستوى الرئيسين التركي والأميركي، وقال: "هذا اللقاء سيتم في الوقت المناسب".

وذكّر أوغلو باتصال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، وكذلك اتصاله مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، مؤكداً أن الاتصال كان "طويلًا وصادقًا".

قبرص والصين

وحول مباحثات مجموعة "5+1" حول جزيرة قبرص، والمزمع انطلاقها أواخر أبريل/ نيسان المقبل، قال شاووش أوغلو إن هذه المباحثات تهدف إلى الوصول إلى أرضية للتفاوض بين الطرفين، سعيًا إلى إيجاد حلول واقعية. وأضاف: "بالنظر إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس طرفًا في المحادثات وبسبب أزمة الثقة، فإن جمهورية شمال قبرص التركية على وجه خاصّ لا ترغب في انضمام الاتحاد إليها (الاجتماعات)". 

لكنّه ذكر، في الوقت نفسه، أنه في حال تشكّلت أرضية ما وبدأت المباحثات، فإن الاتحاد سيُشارك مرة أخرى في المحادثات كمراقب، قائلا: "نحن لا نستبعد الاتحاد الأوروبي".

وحول العلاقات مع الصين، كشف وزير الخارجية التركي أنّ نظيره الصيني وانغ يي، سيزور تركيا في 25 مارس/ آذار المقبل، في إطار جولة في المنطقة.

المصادر:
العربي/ الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close