الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

اقتحام قصر المعاشيق.. احتجاجات برسائل أمنية وسياسية

اقتحام قصر المعاشيق.. احتجاجات برسائل أمنية وسياسية

Changed

حكومة اليمن التي استُقبلت قبل أشهر في المطار في عدن بالتفجيرات، تستيقظ اليوم في عقر حكمها على الاقتحامات.

يهدد مشهد اقتحام عشرات الجنوبيين قصر المعاشيق الذي يشكل مقر الحكومة اليمنية الشرعية في مدينة عدن؛ اتفاق الرياض ويختبر متانته لصياغة حل للأزمة السياسية في الجنوب خصوصًا.

فحكومة اليمن التي استُقبلت قبل 3 أشهر في المطار في عدن بالتفجيرات، تستيقظ اليوم في عقر حكمها على الاقتحامات.

وقد يشكل اقتحام قصر المعاشيق الانكسار الأكبر لاتفاق الرياض.

وقد يتكرر مشهد الاقتحام مرة أخرى، فليس هناك جهاز أمني مستقل يحمي الحكومة بثقل مسماها "الشرعية". ولم يسبق أن أدخلت المطالب الاجتماعية الاحتجاجات إلى القصور في اليمن، لكنها تفعل ذلك عندما يُراد لها ذلك بحسب المراقبين.

القصر، بغياب البند الأمني العسكري لاتفاق الرياض؛ مؤتمن بيد المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا. وربما لا يغيب عن العارفين أن الإمارات لا تحتمل وجود تلك الحكومة، ولا تريد لها أداء أي دور. وربما أسهم غياب أساسيات قرارها في عدن بتعجيزها وإعاقة أدوارها إلى أن يتم اجتياحها بمطالب رواتب وسعر صرف وغلاء أسعار.

ولم تستفد هذه الحكومة من وديعة في البنك المركزي لتسيير الملفات العالقة ومساعدة من جاءت لأجلهم من الرياض إلى عدن. نفسها تلك الحكومة ومن يسندون عودتها يمنعون تصديرها النفط وتحريكها الاقتصاد في الشق الجنوبي للبلاد.

"عسكريون متقاعدون وآلاف المدنيين"

رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلسي الانتقالي الجنوبي عيدروس النقيب؛ يقول إن "المحتجين في عدن خرجوا اليوم في مسيرة سلمية يطالبون بالماء والكهرباء وصرف الرواتب المتأخرة، والحكومة جاءت لتنفيذ هذه المهمات المحددة".

ويشير إلى أن الذين اقتحموا قصر المعاشيق هم من العسكريين المتقاعدين، ومعهم آلاف المدنيين المتضررين من الوضع في الجنوب، لافتًا إلى أنهم توجهوا ليتقدموا بمطالبهم إلى مجلس الوزراء، مستغربًا عدم استماع حرس القصر إلى مطالبهم والسماح لهم بالدخول لمقابلة رئيس الوزراء. ويقول عيدروس:" بدلًا من الاستماع إليهم، اختفى الحرس الرئاسي ولم يكن هناك أي ضابط في المكان".

ويضيف أنه وعلى الإثر:" تحرك المحتجون باتجاه القصر لكنهم لم يجدوا أحدًا"، مبديًا اعتقاده بأنه تم نقل الوزراء ورئيس الوزراء إلى مكان آمن تحسبًا لحصول فوضى.

"انقلاب واضح"

يرى الصحفي في رئاسة الجمهورية اليمنية ياسر الحسني أن ما حصل اليوم "انقلاب واضح" على اتفاق الرياض، لافتًا إلى أن "أغلب المتظاهرين الذين اقتحموا القصر ويرتدون الزي المدني؛ هم في الحقيقة ميليشيات تابعة للمجلس الانتقالي".

ويعتبر أن ما حصل هو نتيجة للتحريض والتخطيط منذ أيام، بعد تصريحات لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي حول اقتحام قصر المعاشيق سابقًا.

ويقول إن الحكومة أتت إلى عدن ولم تتمكن بعد من إتمام عملها. ويكشف الحسني أن لقاءً عُقد قبل 3 أيام بين رئيس الوزراء ووفد من المجلس الانتقالي؛ تم خلاله الاتفاق على تسليم مقرات ومواقع مهمة للحكومة الشرعية، بينها مقر وزارة الداخلية، إلا أن وفد الانتقالي الذي وافق على ما دار في الاجتماع خرج ولم ينفذ أي شيء على حد تعبير الحسني.

ويشير إلى أن المجلس الانتقالي رد على الاجتماع باقتحام قصر المعاشيق الذي جرى اليوم. وشدد على أن الحكومة باقية في عدن، وأنها تتعامل بحكمة ولا تريد أن تواجه الحوثيين في الشمال والمجلس الانتقالي في الجنوب.

وأضاف:" صمود مأرب أفشل مؤامرات وخططًا كبيرة، قبل أن تُعطى الأوامرُ إلى الأدوات من أجل خلق البلبلة."

"اتفاق ولد ميتًا"

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر بكيل الزنداني يعتبر أن اتفاق الرياض ولد ميتًا، لافتًا إلى أن المخاض الذي مر به الاتفاق لأكثر من سنة إضافة إلى عدم التوافق بين القوى السياسية؛ كان مؤشرًا على أنه سيواجه أخطارًا في المستقبل.

ويقول:"أصرت السعودية وضغطت بقوة على الشرعية للقبول بالاتفاق والشروع في الخطوة الأولى، لكن لم تكن هناك ضمانات حقيقية لتنفيذ الشق المتعلق بالبعد الأمني للاتفاق".

ويلفت إلى أن الاتفاق وجد من الأصل لشرعنة فصيل سياسي معين، لتكون تحركاته المستقبلية ذات طابع شرعي، على عكس ما كان يحصل قبل اتفاق الرياض.

وتحدث الزنداني عن تحركات غير محصورة للمجلس الانتقالي في عدن، بل تتعداها إلى مناطق أخرى تحت شعار محاربة الإرهاب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close