أوقفت الشرطة التركية، الجمعة، عشرات الأفراد من قادة "حزب الشعوب الديموقراطي"، أبرز الأحزاب الموالية للأكراد والمُهدّد بحظر نشاطه قضائيًا.
وأوقف عشرة من قادة الحزب في أنقرة، وعشرة آخرون في إسطنبول، و15 في أضنة و11 في قوجه إيلي واسكي شهير (شمال غرب)، بتهمة ارتباطهم مع المتمردين الأكراد، وفق ما أفاد التنظيم ووسائل إعلام محلية.
وكان النائب العام التركي قد قدّم الأربعاء إلى المحكمة الدستورية التماسًا يُطالب فيه بحلّ "حزب الشعوب الديموقراطي"، ثالث أكبر أحزاب البلاد، والذي يتّهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بارتباطه بـ"الإرهاب".
وفي لائحة الاتهام التي قدّمها، تبنّى المدعي العام آراء الرئيس أردوغان، مؤكدًا أن الحزب مرتبط "بشكل عضوي" مع حزب "العمال الكردستاني" الذي تُصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "إرهابيًا".
ويُطالب النائب العام أيضًا بمنع 687 عضوًا من حزب "الشعوب الديموقراطي" من تولّي وظائف سياسية لخمسة أعوام، وبينهم زعيمه الحالي دميرتاش ووجوه أخرى بارزة في الحزب.
الاعتقال يمثّل "إشكالية كبيرة"
من جهتها، حذّرت الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيغينوفيتش بوريتش، الخميس، من حظر القضاء التركي للحزب، معتبرة أن ذلك يمثّل "إشكالية كبيرة".
ومن جانب آخر، أعلنت "جمعية حقوق الإنسان" أن الشرطة أوقفت رئيسها أزتورك تركدوغان أثناء تفتيش منزله في أنقرة الجمعة. وقالت المنظمة: "يحاول محامونا الحصول على معلومات عنه. اعتقاله انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. يجب إطلاق سراحه فورًا".
والخميس، أعلنت ألمانيا عن تطلّعها بأن ينأى حزب "الشعوب الديمقراطي" التركي بنفسه بوضوح عن منظمة "بي كا كا" الانفصالية، المدرجة على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
من جانبها، انتقدت الولايات المتحدة وأوروبا فتح القضية، وقالتا إن هذا يقوض الديمقراطية، لكن المتحدث باسم أردوغان قال إن حزب "الشعوب الديمقراطي" على صلة بحزب "العمال الكردستاني" المحظور.
بدوره، دان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ما وصفه بالتراجع الذي تشهده تركيا على صعيد الحقوق الأساسية، محذّراً من المضي قدمًا في حظر "حزب الشعوب الديموقراطي"، أكبر حزب سياسي تركي مؤيد للأكراد.
#Turkey : Joint Statement by High Representative/Vice-President Josep Borrell and Neighbourhood and Enlargement Commissioner Olivér Várhelyi on latest actions regarding the Peoples’ Democratic Party (#HDP )#HumanRights https://t.co/5EsSQUkCk2 pic.twitter.com/BnXkq5u7bH
— George Voskopoulos (@G_Voskopoulos) March 19, 2021
ويتعرّض حزب "الشعوب الديموقراطي" لحملة ملاحقة منذ عام 2016، حين أُوقف زعيمه صلاح الدين دميرتاش. ولا يزال السياسي المعارض في السجن رغم دعوات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المتكررة للإفراج عنه.