فشلت الأحزاب الإسرائيلية في إنتاج حكومات متجانسة، فكانت الانتخابات التشريعية الرابعة في غضون عامين، في محاولةٍ من كلّ فريق للحصول على أغلبية تمكّنه من تشكيل حكومة مستقرّة.
إلا أنّ هذه الانتخابات انتهت إلى "غموض" على مستوى نتائجها، وعلى مستوى فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالسلطة، بعد أن أشارت استطلاعات لآراء الناخبين إلى جمود سياسي جديد.
ومن المقرر أن تصدر النتائج النهائية للانتخابات في وقت لاحق هذا الأسبوع، فيما بدا بعد فرز 88% تقريبًا من الأصوات أن نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني سيضطر للعمل على تكوين ائتلاف جديد ليتمكن من تشكيل حكومة.
انتخابات خامسة في الأفق؟
وإذا لم تحدث مفاجآت في الأصوات التي لم يتم فرزها فربما تسفر النتائج عن إجراء انتخابات من جديد.
وكانت الانتخابات التي جرت هي الرابعة بعد ثلاث جولات غير حاسمة لم يفز فيها نتنياهو (71 عامًا) أو خصومه من يسار الوسط بأغلبية في البرلمان.
وتشير التوقعات إلى أن حزب الليكود سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بعدد 30 مقعدًا بدلًا من 36 مقعدًا فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب "هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد (57 عامًا) خلفه بعدد 17 مقعدًا.
"فوز ضخم" لنتنياهو؟
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أعلن نتنياهو (71 عاما) عن "فوز ضخم" لتيار اليمين وحزبه الليكود، لكن التوقعات المذاعة على القنوات التلفزيونية لم تؤكد ذلك.
ولم يكرر مزاعمه هذه في كلمة ألقاها ليلًا على حشد من أعضاء حزب ليكود، إذ اكتفى بالإشارة إلى أن العدد المتوقع لمقاعد الحزب في البرلمان في حدود 30 مقعدًا، واصفًا ذلك بأنه "إنجاز عظيم".
إلا أنّه حذر، في سلسلة تغريدات صباح الأربعاء، من انتخابات خامسة حال لم تتشكل حكومة مستقرة برئاسته. وقال: "في الأيام المقبلة، لن أدخر جهدي في التحدث مع جميع أعضاء الكنيست (البرلمان) لإحضار حكومة مستقرة إلى إسرائيل". وأضاف: "هذا ما يتوقعه منا الإسرائيليون، منع الانتخابات الخامسة، وتشكيل حكومة جيدة ومستقرة لإسرائيل".
"حالة هزلية" وملل في الأوساط الإسرائيلية
من جهته، يشير الباحث السياسي والأستاذ الزائر في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم الخطيب إلى أنّ النتائج الأولية لا تعطي نتنياهو الغالبية المطلوبة، وإن بقي أقرب لتشكيل حكومة من الآخرين.
ولا يستبعد الخطيب، في حديث إلى "العربي"، سيناريو الانتخابات الخامسة، مشيرًا إلى أنّ لنتنياهو تجربة سابقة في تكوين الائتلافات مع تحالف "أزرق أبيض" الذي جرّه إلى انتخابات رابعة.
ويتحدث الباحث السياسي عن حالة من اليأس السياسي تسيطر على الحلبة السياسية الإسرائيلية، وهو ما تجلّى بتراجع نسبة التصويت بأربعة في المئة، ما يعكس أيضًا حالة من الملل السياسي وعدم الثقة بالتركيبة السياسية الإسرائيلية.
ويعتبر أنّ الإسرائيليين ملّوا من هذه "الحالة الهزلية" القائمة على إجراء انتخابات كل ستة أشهر، "ولذلك سيحاول جميع الفرقاء تشكيل حكومة بكل الأثمان".