الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

جولة الدبيبة "الضبابية" في الخليج.. الحكومة الليبية "ترتّب أوراقها"

جولة الدبيبة "الضبابية" في الخليج.. الحكومة الليبية "ترتّب أوراقها"

Changed

تأتي تحركات رئيس الحكومة الليبية الجديدة في سياق البحث عن حلول لأزمات بلاده، حيث تحتاج ليبيا إلى مساعدات لإعادة إعمارها وإنعاش اقتصادها المتعثر.

يبدو أنّ الحكومة الليبية الجديدة ترتّب أوراقها في محيطها العربي والإقليمي، أو هذا ما يُفهَم من جولة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في منطقة الخليج، زار خلالها دولتي الكويت والإمارات.

وتأتي تحركات الدبيبة في سياق البحث عن حلول لأزمات بلاده المتراكمة، فليبيا التي عاشت سنوات طويلة من الحرب، تحتاج إلى مساعدات لإعادة إعمارها وإنعاش اقتصادها المتعثّر إضافة إلى استقرارها السياسي والأمني.

وكان لافتًا ما جاء في بيان إعلامي مشترك عن أنّ اللقاء بين الدبيبة وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان طغت عليه محادثات بشأن تحفيز الاستثمارات الإماراتية في ليبيا.

ويبدو أنّ الدبيبة يدرك أنّ إفساح المجال لأطراف بعينها لعبت دورًا في الأزمة الليبية ودعمت طرفًا على حساب آخر من شأنه أن يدعم استقرار البلاد خلال هذه المرحلة الانتقالية.

دول الخليج "على طرفي نقيض" في ليبيا

ولعلّ اختيار الدبيبة أن يبدأ رحلته من الكويت يأتي في هذا السياق، فقد لعبت الكويت دورًا حياديًا في الأزمة الليبية وتحتاج حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا إلى قدرة قصر بيان في توحيد الصف الخليجي بشأن الملف الليبي، لا سيما وأنّ الكويت سبق أن أعلنت نهاية العام الماضي عزمها حشد تحرّك خليجي لحلّ الأزمة في ليبيا.

وكانت دول الخليج وقفت على طرفي نقيض في الأزمة الليبية، طوال سنوات الحرب. ففي الوقت الذي دعمت فيه الإمارات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ومعها الرياض والمنامة بشكل غير مباشر، كانت الدوحة تقف إلى جانب حكومة الوفاق الوطني المعترَف بها دوليًا.

وتعوّل الحكومة الليبية الجديدة اليوم على أن تتّحد المواقف المتضاربة بعد المصالحة الخليجية، فأي توافق ودور فعّال لدول الخليج قد يساعد الدبيبة وفريقه على إدارة أزمات البلاد الداخلية ويسهّل قيادة المرحلة في بلد خرج قريبًا من نفق الحرب.

بوسع دول الخليج أن تفعل الكثير في ليبيا

يرى الكاتب الصحافي والمحلل السياسي عبد الله الكبير أنه لم يكن هناك تحضير جيّد للجولة، "ولا يمكن اعتبارها جولة خليجية لأنها اقتصرت على الإمارات، في حين أنّ زيارة الدبيبة للكويت لم تكن إلا محطة سريعة".

ويعتبر الكبير، في حديث إلى "العربي"، أنّه "بوسع دول الخليج أن تفعل الكثير في الأزمة الليبية وأن تساهم في حلها". ويشير إلى أنّ الموقف السعودي من الأزمة الليبية تغير لأن الموقف الأميركي يريد إنهاء الأزمة ولأن حكومة الدبيبة خالية من ممثلي الإخوان المسلمين.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة قد تُؤجل نظرًا لوجود أطراف لا ترغب في ترك مناصبها.

الجولة محاطة بالضبابية ولم يتم التجهيز لها

من جهته، يرى مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري أنّ الجولة محاطة بالضبابية ولم يتم التجهيز لها مسبقًا بشكل جيد خصوصًا في ظل جائحة كورونا التي تقتضي بروتوكولات صحية مستحدثة.

ويشير الزويري، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ زيارة الدبيبة للكويت كانت محاولة للاعتماد على الكويت باعتبارها طرفًا محايدًا خصوصًا أنه كان لها دور فعّال في المصالحة الليبية.

ويتحدّث عن قراءة جديدة للأوضاع في ليبيا والمصالحة الخليجية أثرت على الموقف من الأزمة الليبية، لافتًا إلى وجود "تذبذب وغياب يقين من الموقف الأميركي من الأزمة؛ ما أثر على أدوار الدول الإقليمية".

ويرى أنّ "هناك حالة ترقب سعودية وعدم أخذ مواقف راديكالية من الأزمة الليبية"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ "الدور التركي الحاسم في ليبيا يتراجع تكتيكيًا في المرحلة الحالية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close