الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

اعتراف بايدن بـ"الإبادة الجماعية" للأرمن.. أنقرة تستدعي السفير الأميركي

اعتراف بايدن بـ"الإبادة الجماعية" للأرمن.. أنقرة تستدعي السفير الأميركي

Changed

الإبادة الجماعية للأرمن
أصبح بايدن أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل 1,5 مليون أرميني على أيدي السلطنة العثمانية عام 1915 بأنه "إبادة" (غيتي)
ذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال أبلغ السفير الأميركي "رفض أنقرة الشديد" لبيان بايدن ووصفه أحداث 1915 بـ"الإبادة" ضد الأرمن.

استدعت وزارة الخارجية التركية، أمس السبت، السفير الأميركي في أنقرة، ديفيد ساترفيلد، لإبلاغه رفض أنقرة الشديد لتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن حول أحداث 1915 ووصفه لها بـ"الإبادة"، ليصبح بذلك أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل 1,5 مليون أرميني على أيدي السلطنة العثمانية عام 1915 بأنه "إبادة".

وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال التقى مع ساترفيلد وأبلغه "رفض أنقرة الشديد" لبيان بايدن ووصفه أحداث 1915 بـ"الإبادة" ضد الأرمن.

وأكد أونال أن بيان بايدن خالٍ من الأسس التاريخية والقانونية ومرفوض تمامًا ومُدان بأشد الأشكال. وأضاف أن تصريح الرئيس الأميركي "باطل من حيث القانون الدولي، وأضر بالشعب التركي وتسبب في جرح في العلاقات يصعب علاجه".

وفي وقت سابق أمس السبت، وصف بايدن، أحداث 1915 بـ"الإبادة" ضد الأرمن، في مخالفة لتقاليد أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة الراسخة في الامتناع عن استخدام المصطلح.

"إبادة جماعية"

وقال بايدن، في بيان نشره البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني: "كل عام في مثل هذا اليوم (24 أبريل/ نيسان) نتذكر أرواح كل من ماتوا في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني، ونجدد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى".

وأضاف أنّ "الأميركيين يكرّمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم". وتابع: "نحن نؤكّد التاريخ. لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم على أحد وإنّما لضمان عدم تكرار ما حدث".

وكان الرئيس الديمقراطي، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالتحرك بشأن هذه المسألة، أبلغ نظيره التركي الجمعة بقراره هذا خلال محادثة هاتفية. وأعرب عن رغبته في "علاقة ثنائية بنّاءة مع توسيع مجالات التعاون والإدارة الفعالة للخلافات".

وسرعان ما ردّ نظيره التركي، رجب طيب أردوغان على الاعتراف، إذ اتهم في رسالة بعث بها إلى بطريرك الأرمن في إسطنبول "أطرافًا ثالثة" بالتدخل في شؤون بلاده، فيما أكد وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو أنّ تركيا "لا تتلقى دروسًا من أحد حول تاريخها".

واعتبرت وزارة الخارجية التركية أن بايدن لا يملك الحق القانوني في الحكم على المسائل التاريخية، مشيرة إلى أنّ تصريحاته عن "الإبادة" المزعومة للأرمن لا قيمة لها.

وكان الرئيس التركي وجّه تحذيرًا مبطنًا إلى واشنطن الخميس الماضي، من دون ذكرها. فقد صرح خلال اجتماع مع مستشارين أنه سيواصل "الدفاع عن الحقيقة ضد الذين يدعمون كذبة ما يسمى الإبادة الجماعية للأرمن لأغراض سياسية".

في المقابل، رحب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بقرار بايدن، معتبرًا أنه "خطوة قوية جدًا لصالح العدالة والحقيقة التاريخية".

خلاف مع الحليف

ولن يكون لإعلان بايدن أي تأثير قانوني لكنه لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تفاقم التوتر مع تركيا التي وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"الشريكة الاستراتيجية المفترضة" التي "لا تتصرف بصفتها حليفًا في العديد من الجوانب".

وقالت مسؤولة أميركية طلبت عدم كشف اسمها: إنّ الاعلان يشكّل "تكريمًا للضحايا"، مضيفة أن أنقرة "حليف مهم في حلف شمال الأطلسي".

واعترف الكونغرس الأميركي بإبادة الأرمن في ديسمبر/ كانون الأول 2019 في تصويت رمزي. لكن الرئيس دونالد ترمب الذي كانت تربطه علاقة جيدة إلى حد ما بأردوغان، رفض استخدام هذه العبارة واكتفى بالحديث عن "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين".

واعترفت تركيا التي نشأت عند تفكّك السلطنة العثمانية في 1920، بوقوع مجازر، لكنها ترفض عبارة "الإبادة"، مشيرة إلى أن منطقة الأناضول كانت تشهد حينذاك "حربًا أهلية" رافقتها مجاعة؛ ما أودى بحياة بين 300 ألف إلى نصف مليون أرمني وعدد كبير من الأتراك.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close