الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

موسكو تستعد لتصنيف مناصري نافالني "حركة متطرفة"

موسكو تستعد لتصنيف مناصري نافالني "حركة متطرفة"

Changed

أصبحت حملات القمع ضد المعارضين وسجن النشطاء "جزءًا من الحياة اليومية" في روسيا.
أصبحت حملات القمع ضد المعارضين وسجن النشطاء "جزءًا من الحياة اليومية" في روسيا. (غيتي)
قالت منظمة العفو الدولية إن ذلك سيكون "أحد أخطر انتهاكات حقّ حرية التعبير وتكوين الجمعيات في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي".

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن موسكو تستعدّ لحظر الشبكات السياسية المؤيدة لزعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، وتصنفيها على أنها جماعات متطرّفة، في حكم من شأنه سحق أكبر تهديد سياسي للكرملين.

وذكرت الصحيفة أن محكمة في موسكو تستمع خلال جلسة مغلقة، الاثنين، إلى طلب المدعي العام بإعلان جماعة نافالني السياسية ومؤسسة مكافحة الفساد التابعة له منظمات متطرفة.

وأضافت أن الأدلة التي ستُستخدم في القضية هي بحد ذاتها من أسرار الدولة. وذكر حليف نافالني إيفان زدانوف إن محامي نافالني قيل له إنه سيطلع على الملف قبل وقت قصير.

ومن شأن هذا التصنيف أن يضع شبكات نافالني في مصاف تنظيمات "الدولة الاسلامية" و"القاعدة" و"طالبان" في نظر السلطات الروسية. 

وقالت منظمة العفو الدولية إن ذلك سيكون "أحد أخطر انتهاكات حقّ حرية التعبير وتكوين الجمعيات في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي".

وذكرت الصحيفة أنه من الممكن أن يتسبّب ارتداء قمصان عليها شعار نافالني "روسيا ستكون سعيدة" إلى السجن أيضًا، كما سيكون التبرّع للمنظمات التابعة له أقرب إلى دعم الإرهابيين، مع عقوبات تصل إلى السجن لمدة 10 سنوات، فضلًا عن أن إعادة تغريد مقاطع الفيديو السابقة لمجموعة نافالني، والتي تكشف فساد السياسيين والبيروقراطيين الروس، قد تؤدي إلى السجن ايضًا.

ويرتقي حكم المحكمة بجهود الرئيس فلاديمير بوتين للقضاء على نفوذ نافالني إلى مستوى آخر. ويقارن نشطاء المعارضة بين قبضة بوتين المشددة بشكل متزايد والحكم السوفياتي السابق، وسط استياء شعبي متزايد من انخفاض الأجور الحقيقية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقال مدير مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد، الذي فرّ من البلاد في وقت سابق من هذا العام: "هذا يُذكّرني بالمحاكمات السوفياتية عندما يتمّ الإعلان عن شخص جاسوس أو عميل أجنبي، وبعد ذلك ستكون هناك محاكمة سرية مغلقة. بوتين يُحاول إعادة روسيا إلى الماضي السوفياتي".

وأضاف أن حظر التنظيم على أنه متطرّف "سيفتح الباب أمام قمع جماهيري. السلطات تريد حقًا تدميرنا، لأن نشاطنا الآن يجعلهم عرضة للخطر ويشعرون بذلك"، مشيرًا إلى أنه "لن يكون الأمر آمنًا لموظفينا والأشخاص الذين يعملون لدينا للاستمرار. سيتعيّن علينا إعادة تنسيق أجزاء معينة من نشاطنا، لكننا لن نتوقف". 

وبالفعل، داهمت الشرطة العديد من مكاتب نافالني الإقليمية في الأسابيع الأخيرة واعتقلت العشرات من الموظفين، بحيث أصبحت حملات القمع ضد المعارضين وسجن النشطاء "جزءًا من الحياة اليومية" في روسيا.

وتقول رئيسة المقر الإقليمي لشركة نافالني في تومسك كسينيا فادييفا: "نعلم جميعًا ما هي المخاطر التي نواجهها. يمكنهم رفع قضايا جنائية جديدة أو اتهامات سخيفة. سوف يبذلون قصارى جهدهم لتدمير حياتنا. نحن نتفهم ما قد يحدث، لكن لا يمكننا التفكير في ذلك كثيرًا وإلا سنصاب بالجنون".

وكان نافالني أعلن، الجمعة، إنهاء إضرابه عن الطعام الذي بدأه في 31 مارس/ آذار اعتراضًا على ظروف اعتقاله.

وفي فبراير/ شباط الماضي، اعتقلت السلطات الروسية نافالني بعد عودته من رحلة خارجية للعلاج اثر تعرّضه للتسمّم بغاز أعصاب كيميائي في أغسطس/ آب 2020.

المصادر:
واشنطن بوست

شارك القصة

تابع القراءة
Close