انطلقت في مدينة سرت الليبية اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 بمشاركة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والمبعوث الدولي إلى ليبيا يان كوبيتش، حيث سيتمّ بحث آلية وقف إطلاق النار، إضافة إلى فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة وإخراج المرتزقة من ليبيا.
ولا يبدو ما يُناقَش في مصراتة بعيدًا عن التوتر بين طرابلس وبنغازي، بعد منع طائرة حكومة الوحدة الوطنية من الهبوط، وهو ما دفع برئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لتأجيل زيارته إلى المدينة إلى أجَلٍ غير مسمّى، فيما صرّحت مصادر أمنية حكومية بأنّ بعض المسلحين الموالين للواء المتقاعد خليفة حفتر يقفون وراء عرقلة زيارة الدبيبة.
وفي سياق متّصل، أعلن الجيش الليبي رصده تحرّكًا لرتل عسكري تابع لقوات حفتر جنوب شرقي طرابلس، ما يشكّل الخرق الثاني لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرّ في جنيف في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بعد تحليق طيران حربي في شهر فبراير/ شباط الماضي تابع لمرتزقة فاغنز الداعمين لحفتر في سماء مدينة الجفرة.
ولعلّ حكومة الدبيبة نجحت في تحقيق ما بدا مستحيلًا في خلال سنوات الحرب، حيث جمعت شرق ليبيا وغربها على تسليم زمام الأمور إليها، فيما يخطو الفرقاء أولى خطواتهم نحو العملية السياسية، ويبدو أنّه قد يكون أطول وأكثر مشقّة ممّا توقّعوه.
تحركات عسكرية "مشبوهة" لخليفة حفتر
ويرى الباحث السياسي إسلام النويصري أنّ مسألة وقف إطلاق النار تسير في الاتجاه الصحيح لأنّ هناك مراقبة دولية كثيفة رغم الخروقات التي تُسجَّل.
لكن النويصري يجزم، في حديث إلى "العربي"، أنّ روسيا لن تخرج بذراعها العسكري من ليبيا إلا بصفقة تكون كبيرة جدًا سواء على صعيد الملف الليبي أو على صعيد آخر بالتفاوض بين واشنطن وموسكو بشكل فوري أو بين تركيا وروسيا.
ويضيف: "أما أن نعوّل على اللجنة العسكرية المشتركة في أمر مفصلي كبير جدًا كإخراج هؤلاء المرتزقة، فعندها نكون نكذب على أنفسنا".
وإذ يتحدّث عن تحركات عسكرية "مشبوهة" لخليفة حفتر في الأيام الأخيرة، يعتبر أنّ هذا الأمر ليس بالمُستغرَب، لا سيما وأنّ "حفتر مستبعد بشكل كبير من الملف الليبي، ويعتقد أنّ ليس لديه ما يخسره من شن حرب عسكرية قادمة".