الأحد 12 مايو / مايو 2024

واشنطن تتمسك بـ"انحيازها التام" لإسرائيل وتعطّل قرار مجلس الأمن

واشنطن تتمسك بـ"انحيازها التام" لإسرائيل وتعطّل قرار مجلس الأمن

Changed

الاحتلال يواصل شن غاراته على قطاع غزة
عطلت الولايات المتحدة قرارًا مشتركًا لمجلس الأمن في وقت وصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 69 شهيدًا (الأناضول)
عقد مجلس الأمن اجتماعًا طارئًا ثانيًا حول التصعيد في غزة، عارضت خلاله الولايات المتحدة مرة أخرى تبني قرار اعتبرت أنه سيؤدي إلى "نتائج عكسية".

في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أهمية وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في كل مكان،  دعت واشنطن السلطة الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ، مجدّدة الحديث عن "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، على حدّ زعمها.

وترجمت واشنطن "انحيازها التام" لجانب إسرائيل، رغم عدوانها الوحشيّ المتواصل على قطاع غزة، بتعطيل قرار لمجلس الأمن حول التطورات في الأراضي الفلسطينية، بزعم أنّه "سيأتي بنتائج عكسية" في هذه المرحلة، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر دبلوماسية.

ودعت تونس والنروج والصين مساء الأربعاء إلى عقد اجتماع طارئ جديد لمجلس الأمن الدولي الجمعة بشأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين على الرغم من تحفظات الولايات المتحدة على دور للأمم المتحدة لإعادة الهدوء إلى الشرق الأوسط. 

بلينكن يطالب عباس بإنهاء "الهجمات الصاروخية"

وفي أوّل اتّصال رفيع المستوى بين الإدارة الأميركية والفلسطينيّين، أعلن وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن مساء الأربعاء إنّه تحدّث مع رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس وطالب بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة على إسرائيل.

وكتب بلينكن على تويتر: "تحدثتُ مع الرئيس عبّاس حول الوضع الحالي في القدس والضفة الغربيّة وغزّة. أعربتُ عن تعازيّ للخسائر في الأرواح وشدّدتُ على ضرورة إنهاء الهجمات الصاروخيّة وتخفيف التوتّرات".

وأضاف أنّ "الإسرائيليّين والفلسطينيّين، على السواء، يستحقّون الحرّية والكرامة والأمن والازدهار"، على حدّ تعبيره.

وقبل ذلك أعلن بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستوفد مبعوثًا إلى الشرق الأوسط لحض الإسرائيليين والفلسطينيين على "وقف التصعيد".

وقال: إنّ هادي عمرو، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، سيكلف بالحضّ "نيابة عن الرئيس بايدن على وقف تصعيد العنف".

وكرّر وزير الخارجية الأميركي إدانة الهجمات الصاروخية التي شنّتها حركة حماس باتجاه إسرائيل "بأقصى درجات الحزم"، وقال إنّ "مقتل مدنيين" يمثّل "مأساة".

بلينكن يتصل بنتنياهو ويدعو إلى "إنهاء العنف"

وفي اتصال سابق، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، شدّد بلينكن على دعوته إلى "إنهاء العنف" بين إسرائيل والفلسطينيين.

وذكرت  وزارة الخارجية في بيان: إن "وزير الخارجية كرر دعوته لكافة الأطراف إلى خفض تصعيد التوترات وإنهاء العنف".

وأشارت الوزارة إلى "حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين للعيش بأمان" و"التمتع بالقدر نفسه من الحرية والأمان والازدهار والديمقراطية" وسط التأكيد على "دعم الولايات المتحدة الراسخ لإسرائيل في الدفاع عن النفس".

وأعرب بلينكن عن "الاعتقاد بأن على إسرائيل واجبًا إضافيًا يتمثل في محاولة بذل كل ما في وسعها لتفادي سقوط ضحايا مدنيين، حتى لو كان لهم الحق في الدفاع عن شعبهم"، على حدّ زعمه.

وأشار إلى أن صور مقتل الأطفال الفلسطينيين كانت "مفجعة"، مضيفًا أنّ "للفلسطينيين الحق في الأمن".

موقف بايدن من العدوان على غزة

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أنّ لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها، معبّرًا بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن الأمل في أن تنتهي الاشتباكات العنيفة مع الفلسطينيين قريبًا.

وقال بايدن للصحافيين: "أجريتُ محادثة مع نتنياهو منذ وقت ليس ببعيد". وأضاف: "أتطلع وآمل في انتهاء ذلك (العنف) عاجلًا وليس آجلًا، لكنّ لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها عندما تُطلق آلاف الصواريخ نحو أرضها".

كما تباحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس لدعوة "جميع الأطراف المعنية" إلى "اتخاذ خطوات لاستعادة الهدوء".

اعتراض أميركي

والأربعاء، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا مغلقًا ثانيًا حول التصعيد في غزة، عارضت خلاله الولايات المتحدة مرة أخرى تبني قرار اعتبرت أنه سيؤدي إلى "نتائج عكسيّة".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي طلب عدم كشف هويته قوله: "بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يظهر مجلس الأمن قلقه من خلال الاجتماع، ولا حاجة للمزيد".

وقال دبلوماسي آخر طلب أيضًا عدم كشف هويته: "لا يبدو أن الولايات المتحدة تعتبر أنّ إصدار بيان يساهم في وقف التصعيد".

ولفتت مصادر عدّة إلى أنّ 14 عضوًا في المجلس المكوّن من 15 أيدوا تبني المجلس قرارًا يهدف إلى تخفيف التوتر، اقترحته تونس والنروج والصين.

وصرّح مصدر على دراية بالنقاشات بأن "الولايات المتحدة تعمل بنشاط وراء الكواليس على المستوى الدبلوماسي مع جميع الأطراف وفي المنطقة لصالح خفض التصعيد، وحاليًا، ستكون لقرار المجلس نتائج عكسيّة".

أمر مقلق وغير مقبول

ونتيجة إحباطهم، نشر أربعة أعضاء أوروبيين في مجلس الأمن، هم النروج وإستونيا وفرنسا وأيرلندا، بيانا صحافيًا الأربعاء.

وجاء في البيان الرباعي: "ندين الهجمات الصاروخية لحماس وجماعات مسلحة أخرى من غزة على السكان المدنيين في إسرائيل، وهو أمر غير مقبول إطلاقًا ويجب أن يتوقف فورًا".

وأضافت الدول الموقعة أن "العدد الكبير من الضحايا المدنيين، بمن فيهم الأطفال، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة والوفيات الإسرائيلية الناجمة عن الصواريخ المطلقة من غزة، أمر مقلق وغير مقبول".

وتابعت: "ندعو إسرائيل إلى وقف أنشطة الاستعمار والهدم والإخلاء، بما في ذلك في القدس الشرقية"، في إشارة إلى أحد العوامل المسببة للتصعيد.

من جهته، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن أمله في "إصدار قرار"، مضيفًا أن "أي موقف دولي سيستفيد دائمًا من الصوت القوي والموحد لمجلس الأمن".

وذكر مصدر دبلوماسي أن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور فينيسلاند أكد خلال الاجتماع عبر الفيديو أنّ "الوضع تدهور منذ الإثنين"، محذرًا من "دوامة عنف".

ورفضت الولايات المتحدة الإثنين خلال أول اجتماع طارئ، تبني نصّ مشترك اقترحته تونس والنروج والصين يدعو الطرفين إلى تجنب أي استفزاز.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المستمر على قطاع غزة، حيث أسفر قصفها عن سقوط 69 شهيدًا من بينهم 17 طفلًا و6 سيدات ورجل مسن و388 إصابة بجراح مختلفة، فيما لا تزال المقاومة مستمرة في قصف الأراضي الفلسطينية المحتلة ردًا على استمرار العدوان.

 

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close