الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

بعد نجاح وساطتها لإنهاء عدوان غزة.. هل تعود مصر لواجهة الدبلوماسية بالإقليم؟

بعد نجاح وساطتها لإنهاء عدوان غزة.. هل تعود مصر لواجهة الدبلوماسية بالإقليم؟

Changed

نجحت جهود مصر الدبلوماسية في التوسط من أجل إنهاء العدوان على غزة، فهل عادت القاهرة للقيام بدور إقليمي ذي ثقل في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟

تبدو مصر ممسكة بالملف الإقليمي الأسخن. إنه حبل نجاتها وعودتها إلى الواجهة الدبلوماسية في الإقليم.

وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي زار القاهرة والتقى نظيره سامح شكري، في أول زيارة بعد 13 عامًا.

ومدير المخابرات المصرية عباس كامل في القدس، والإثنين يزور رام الله في مساعٍ مصرية حثيثة لتثبيت التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل.

عودة مصرية لافتة ونجاح دبلوماسي للقاهرة في التوسط من أجل إنهاء الهجوم على غزة، أشادت به حتى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

فإلى أي حد نقترب مع هذه الزيارات من تثبيت وقف إطلاق النار وانطلاق عملية إعادة الإعمار، وهل عادت القاهرة للقيام بدور إقليمي ذات ثقل في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟.

"الهدف الاستراتيجي لمصر حل الدولتين"

يعتبر الكاتب المتخصّص في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين أن "الأجندة الإسرائيلية تختلف وتتقاطع كثيرًا مع الأجندات العربية، وأهمها الأجندة المصرية".

ويلفت إلى أن "اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار الذي نجحت الدبلوماسية والإدارة السياسية في القاهرة بتحقيقه أمر مهم، القاهرة حريصة على البناء عليه".

ويشرح أن "هذا التزامن في زيارة وزير خارجية دولة الاحتلال إلى مصر وزيارة وزير الأمن القومي إلى الأراضي المحتلة يعبر عن إدراك مصر أهمية استغلال والإستفادة من كل الجهود الدبلوماسية للبناء على هذا الاتفاق".

ويشير إلى أن القاهرة أكدت في لقاء كامل "مع رئيس وزراء دولة الاحتلال، على: أولًا تجنب التصعيد وتوتير الأجواء، وثانيًا التمهيد وخلق بيئة مناسبة لاستئناف المسار السياسي في التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وثالثًا وجوب أن تعلم تل أبيب أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها والسلام للشعب الإسرائيلي يتم من خلال الدخول في بوابة الشرعية الدولية وأهمها تطبيق مقررات مجلس الامن الدولي والعودة إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

ويوضح أن القاهرة ليست فقط حريصة على تدعيم والبناء على اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة، ولكن الهدف الاستراتيجي لها هو حل الدولتين وفقًا لمقررات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية.

"مصر معنية بتكريس دورها"

بدوره، يرى الباحث السياسي ساري عرابي أن مصر معنية بتكريس دورها كعامل إقليمي مهم جدًا في ما يتعلق بقطاع غزة والصراع مع الاحتلال الاسرائيلي بشكل عام.

ويشير إلى أن السياسة المصرية المستجدة مع العدوان الأخير على قطاع غزة كانت مفيدة جدًا للمصريين، لافتًا إلى أنه "بالإمكان القول الآن أن مصر هي أكبر المستفيدين الإقليميين من هذه السياسة".

ويتحدث في هذا الإطار عن الاتصالات التي جرت مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للدور الجوهري الذي قامت به مصر، ولأن القاهرة خطت خطوة للأمام عما كان عليه الحال عام 2014.

ويضيف: "أن مصر تسعى لتكريس هذه المكانة الإقليمية التي اكتسبتها من دورها الجديد في هذا العدوان".

ويردف: "هناك بالتأكيد سعي لتثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي"، معتبرًا أن "العامل الأساسي في هذا الموضوع هو المقاومة الفلسطينية في القطاع وليس السلطة الفلسطينية في رام الله". 

ويتدارك بالقول: "لكن لا يمكن للقاهرة أو أي فاعل سياسي في الإقليم أو في العالم تجاوز السلطة الفلسطينية في رام الله، باعتبار أنها العنوان الذي يتعامل معه العالم أجمع أقله على المستوى النظري والرسمي في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني".

ويلفت إلى أن حركة "حماس" نفسها تعترف بشكل عام بشرعية السلطة الفلسطينية أقله على المستوى الهيكلي والرسمي بغض النظر عن الانقسام الفلسطيني.

"زيارة بلينكن أساسية"  

من ناحيته، يشير الباحث السياسي جون زغبي إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة أساسية.

ويشير إلى أن كلًا من بلينكن والرئيس الأميركي جو بايدن كانا يأملان، وعلى الرغم من الطيف الواسع من القضايا بين أيديهما، بتقديم شيء بنّاء في هذه الجولة من العنف.

ويضيف: "لكن من الواضح أن الإدارة الأميركية ذكّرت بهذه السياسة من قبل القيادة الديموقراطية: بأن هناك اهتمامًا أو دعمًا متناميًا في صفوف الديموقراطيين تحديدًا، وبين المصوّتين من الأجيال الشابة في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل دور أكثر دعمًا للفلسطينيين. وبالتالي فإن الوزير بلينكن لم يستطع المكوث في الولايات المتحدة والبقاء مكتوف الأيدي".

ويلفت إلى أن "مقاربة الولايات المتحدة كانت من منظور حل الدولتين ومن خلال الانخراط المباشر في إعادة إعمار غزة جنبًا إلى جنب مع الجهود المصرية، حيث أكدت مصر دورها بوصفها لاعبًا إقليميًا وقوة نافذة في المنطقة".

ويشير إلى أن هذا الأمر غيّر ديناميات في المنطقة 180 درجة.

ويوضح زغبي أنه لا يمكنه التعارض مع فرضية تقول إن الإدارة الأميركية عملت من خلال مزيج قوامه بالدرجة الأولى الدور المصري، مذكرًا بأن هذه الإدارة الأميركية الجديدة تأتي في أعقاب إدارة دونالد ترمب التي كانت منحازة إلى طرف واحد".

ويشرح أن إدارة بايدن تدعم حل الدولتين الذي نحّته الإدارة السابقة بشكل مطلق عن طاولة المفاوضات. ويضيف: "الولايات المتحدة ربما لم تستطع أن تمسك بزمام المبادرة في التحرك نحو وقف لإطلاق النار، لولا أن المصداقية مُنحت لها من جانب الدور المصري".

ويلفت إلى أن الرأي العام الأميركي، وتحديدًا الناخبون الديموقراطيون، فرضوا ضرورة إعادة انخراط الدبلوماسية الأميركية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close