السبت 27 أبريل / أبريل 2024

حراك دبلوماسي عُماني إزاء الوضع باليمن.. هل سلمت واشنطن المهمة لمسقط؟

حراك دبلوماسي عُماني إزاء الوضع باليمن.. هل سلمت واشنطن المهمة لمسقط؟

Changed

يثير حراك دبلوماسي مركزه عُمان إزاء الوضع في اليمن، تساؤلات عمّا إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية سلّمت المُهمّة إلى مسقط، وعمّا إذا كان الوفد العُماني يحمل في جعبته مبادرة جديدة.

في مسعى للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، وصل وفد عُماني رفيع المستوى إلى العاصمة اليمينة صنعاء للقاء قادة الحوثيين.

وهناك في مسقط، يحلّ وزير خارجية الحكومة اليمينة أحمد عوض بن مبارك زائرًا لبضعة أيام في مهمة هي الأخرى لم تُكشف تفاصيلها.

وكان المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ اتهم الحوثيين بإحباط جهود إحلال السلام في البلاد.

ويثير الحراك الدبلوماسي الجاري، ومركزه عُمان، تساؤلات عمّا إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية سلّمت المُهمّة إلى مسقط، وعمّا إذا كان الوفد العُماني يحمل في جعبته مبادرة جديدة؟.

"الاجتماعات مستمرة"

يلفت القيادي في جماعة الحوثي عبدالوهاب المحبشي إلى أن الوفد العُماني وصل اليوم السبت إلى صنعاء ومعه رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، وهم في اجتماع متواصل مع رئيس المكتب السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشّاط.

ويشير إلى أن من المتوقّع أن يدلي عبدالسلام عقب انتهاء هذه الاجتماعات بكل ما يمكن الإدلاء به بخصوص مهمة وفد السلطنة إلى صنعاء.

ويوضح أن "ما من جديد حتى الآن، ولا معلومات دقيقة أو تفصيلية بشأن ما حمله الوفد إلى صنعاء، باعتبار أن الاجتماعات ما زالت مستمرة".

ويعتبر أن "الحصار الذي تقوم به السعودية والولايات المتحدة الأميركية على اليمن غير قانوني وغير شرعي وليس لديه أي خلفية أممية في الحد الأدنى، إذ لم يتح أي قرار أممي لأحد أن يمنع دخول المواد الغذائية أو المشتقات النفطية أو المواد الصحية إلى اليمن".

ويشرح أن "القرار 2216 نص على فرض الرقابة على دخول الأسلحة إلى اليمن، وما عدا ذلك يُعتبر جرائم ترتكبها السعودية والأميركيين بحصار اليمن ومحاولة استخدام سلاح التجويع".

ولا يرى من المنطقي أن "تُطرح الجرائم التي تُرتكب بحق اليمن على طاولة المفاوضات، وأن نقبل بدفع أثمان سياسية ليتوقفوا عن ارتكاب الجرائم التي تُعد جرائم عقاب جماعي وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب...".

"يحاولون تليين موقف الحوثيين"  

بدوره، يعتبر الكاتب والباحث السياسي اليمني عبدالناصر المودّع أن "العمانيين ربما يحاولون في الوقت الحالي توجيه رسائل خاصة بهم ورسائل من الأميركيين والسعوديين".

ويعرب عن اعتقاده بأن "المطروح الآن على الطاولة هو المبادرة السعودية، والتي تتضمن وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء وتسهيل دخول السلع من الحديدة، وأيضًا أن يضع الحوثيون إيرادات من الحديدة في البنك المركزي لدفع رواتب الموظفين".

ويضيف: "أعتقد أن ليس هناك من أفكار أخرى، ربما يكون الوفد العُماني قد ذهب برسائل خاصة لم تُعلن". 

ويشير إلى أنه "وفق التحليل السياسي وليس المعلومات، ربما يكون هناك تهديدات أميركية بأنها ـ بسبب التعنت الحوثي ـ ربما تُعطي السعودية ضوءًا أخضر لتحسين الاوضاع على الجبهات، وتحديدًا جبهة مأرب".

ويردف: "لهذا السبب، أعتقد أن العُمانيين في هذه المرحلة يحاولون أن يليّنوا موقف الحوثيين، لا سيما وأن عُمان لها تأثير على الحوثيين، الذين يحتاجون بدورهم إلى البوابة العمانية التي توفر لهم الحركة والمقر لمسؤوليهم في الخارج".

ويرى أن "الحوثيين يهدفون في الوقت الحالي إلى السيطرة على مأرب، وبالنسبة لهم أي وقف إطلاق نار كامل سيمنعهم من تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي".

كما يشير إلى أن "هناك مقاومة شديدة في مأرب، حيث يلعب الطيران دورًا كبيرًا في منع تقدم الحوثيين".

ويعتبر أن "الجهود تصب كلها الآن في ناحية كيفية الضغط على الحوثيين لإجبارهم على القبول بوقف إطلاق النار، أو على الأقل أن يتخلوا عن الهجوم على مأرب".

"الجميع مذنب"    

من ناحيته، يرى رئيس دائرة البحوث بالمركز العربي في واشنطن عماد حرب أن البيان الأميركي شديد اللهجة ضد الحوثيين أمس "ليس نعيًا للجهود الأميركية، ولكن وسيلة للضغط".

ويشرح أن "واشنطن تريد أن تضغط على الحوثيين بأن يقدّموا تنازلات يطالبهم الكل بها، كما يطالبون السعودية بتقديم تنازلات والحكومة اليمنية أيضًا".

ويردف: "بتقديري الولايات المتحدة لا تريد أن تصرف الكثير من الرصيد السياسي في اليمن، لأنها تريد بالفعل أن تساعد لكنها لا تريد أن تنغمس كليًا في المسألة اليمنية".

ويشير إلى أن من الطبيعي أن يكون لسلطنة عُمان الدور الأساسي في هذا الملف، لأن لعُمان باع طويل في التوسط والمساعدة في إيجاد الحلول ولها أيضًا علاقة مع جميع الفرقاء". 

ويضيف أن "الولايات المتحدة لها علاقة سيئة مع الحوثيين، الذين يعتبرون أنها تتآمر ضدهم".   

ويؤكد أن "الجميع مذنب في اليمن: الفرقاء اليمنيون والإقليميون والمنظومة الدولية"، لافتًا إلى أن الشعب اليمني لا يستطيع التحمل بعد الآن. 

ويقول إن على الجميع ألا يفكروا أن حل المسألة اليمنية خارجة عن نطاق اليمنيين.

ويوضح أن "المسألة اليمنية هي في أسُسها مسألة يمنية بحتة وليس للآخرين فيها أي تأثير إذا أراد اليمنيون أن يصلوا إلى فرصة سلام أو تسوية سلمية في ما بينهم".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close