أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أنه يتعين على التحالف الرد على صعود الصين الاقتصادي والسياسي والعسكري.
وأوضح ستولتنبرغ اليوم الإثنين أن بيانًا ختاميًا لقمة الحلف المقررة اليوم، سيعزز استراتيجية جديدة تجاه بكين، مشيرًا إلى أن الصين لا تعدّ عدوًا أو خصمًا للحلف.
وقال ستولتنبرغ للصحافيين، في مقر الحلف: "الصين تقترب منا. نراهم في الفضاء الإلكتروني، ونرى الصين في إفريقيا، لكننا نرى الصين أيضا تستثمر بكثافة في بنيتنا الأساسية الحيوية".
وأضاف: "نعلم أن الصين لا تشاركنا القيم، لذا يتعين أن نرد معًا باعتبارنا حلفًا".
وتشارك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، اليوم الإثنين، في "قمة لمّ شمل" في بروكسل، مع رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في "إحياء" التحالفات؛ لكن الأوروبيين حذرون ومنقسمون بشأن إعادة التوجيه الاستراتيجي التي يريدها الأميركيون.
وتشهد القمة نقطتان شائكتان: تمويل الدفاع والصين.
تعاون الصين وروسيا
وفي السياق عينه، اعتبر ستولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، أن روسيا والصين تتعاونان "بشكل متزايد" أخيرًا على الصعيدين السياسي والعسكري، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع هو "تحدٍ خطير" لحلف شمال الأطلسي.
كما أشار ستولتنبرغ إلى أن "الأمر لا يتعلق بنقل حلف الأطلسي إلى آسيا، بل مراعاة حقيقة أن الصين تقترب منا وتحاول السيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية".
حلف الناتو يحذر من تصاعد قوة #الصين الاقتصادية وازدياد التقارب بينها وبين #روسيا pic.twitter.com/HdDwIeQRAO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 8, 2021
أمن المنطقة الأوروبية
وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي يأمل بأن "يظهر التحدي الأمني الذي تمثله الصين في البيان الختامي".
لكن ذلك أثار استياء بعص الحلفاء. حيث قال قصر الإليزيه: إن "قلب حلف الأطلسي هو أمن المنطقة الأوروبية الأطلسية، والآن ليس الوقت المناسب لتخفيف جهدنا في هذا الإطار".
وردّ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على ذلك، موضحًا، أمس الأحد، أنه لن توضع "فقرات وفقرات" حول الصين في البيان، مضيفًا: "اللغة لن تكون تحريضية، ستكون واضحة ومباشرة وصريحة".
ومن المفترض أن تطلق قمة الناتو مراجعة المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تم تبنيه في 2010 بهدف الاستعداد لمواجهة التهديدات الجديدة في الفضاء والفضاء الإلكتروني.
موت دماغي
لكن يتوجّب على حلف الأطلسي أيضًا أن يبلسم الجروح التي تسبب بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وأدى الانسحاب من أفغانستان الذي تقرر من دون التشاور مع الحلفاء، إلى تشويه صدقية العمليات الخارجية للحلف.
من ناحية أخرى، أصبحت أوروبا أكثر عرضة للخطر بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدات عدة أبرمت مع موسكو بشأن التسلح النووي. كما رفع "غياب ثقة" ترمب في الأوروبيين إلى تضرر العلاقات مع أوروبا.
وفي مواجهة كل ذلك، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضع التحالف بأنه "في حالة موت دماغي". وأكد ماكرون، عشية القمة، أنه "يجب على حلف الأطلسي بناء قواعد للسلوك بين الحلفاء".