يلتقي الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، في قمة لا يتوقّع محلّلون أن تحمل مفاجآت، حيث تسودها أجواء من التوتر على غرار قمم بوتين مع أسلاف بايدن.
تُعتبر اللقاءات بين الرؤساء الأميركيين والروس أمرًا معتادًا منذ الحرب الباردة، حيث حافظ البلدان على علاقات مفتوحة، وإن كانت متوترة في كثير من الأحيان.
عاصر بوتين 4 رؤساء أميركيين منذ عهد بيل كلينتون، والتقى بهم في لحظات مليئة بالصمت المحرج والنظرات الباردة. ورصدت صحيفة "واشنطن بوست" أجواء اللقاءات بينهم.
ترمب وبوتين.. سريّة غير عادية
عندما التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وبوتين في هلسنكي عام 2018، انطلقت القمة دون عوائق - بالنسبة لبوتين على الأقل، بينما صدم ترمب، الذي أعرب عن إعجابه بالزعيم الروسي، مسؤولي المخابرات الأميركية عندما تحدّى النتائج التي توصّلوا إليها، وبدلًا من ذلك، أيّد ادعاء بوتين بأن روسيا لم تتدخّل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. ووصف التحقيق الأميركي بأنه "مطاردة للساحرات".
حافظ بوتين وترمب على علاقة حميمية نسبيًا طوال فترة رئاسة الأخير، حيث التقيا خمس مرات على الأقل. وبعد اجتماع في هامبورغ عام 2017، أخذ ترمب ملاحظات مترجميه، وأمرهم بعدم مشاركة أي تفاصيل عن الاجتماع. وهذا التصرّف هو جزء من السرية غير العادية التي طبعت علاقة ترمب ببوتين.
أوباما وبوتين.. نظرة للتاريخ
كانت علاقة بوتين مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فاترة بشكل كبير. عارض أوباما ضمّ بوتين لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، واشتبك الاثنان بسبب الدعم الروسي للنظام السوري برئاسة الأسد، ومزاعم الغرب وآخرين بأن الأخير استخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين. وفي عام 2016، خلال الأشهر الأخيرة من ولاية أوباما الثانية، وتحديدًا في قمة مجموعة العشرين في الصين، تبادل الرئيسان نظرة مطوّلة للتاريخ تحمل الكثير من المعاني.
وكانت واحدة من المرات العديدة التي شارك فيها الرئيسان في محادثات وصفاها بالمثمرة، على الرغم من أن لغة الجسد القوية بينهما لم تكن توحي بذلك.
بوتين وبوش.. علاقة عداء
غير أن العلاقة بين بوتين والرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، تطوّرت من علاقة احترام وثقة خارجية إلى علاقة عداء. عندما التقى الرئيسان لأول مرة عام 2001، بعد نصف عام من ولايته الأولى، التمس بوش من عيني بوتين "الوضوح، وأنه جدير بالثقة".
لكن هذه الكلمات الرقيقة أصبحت بالية في النهاية. ففي عام 2006، اشتكى بوش لرئيس وزراء الدنمارك من صعوبة التفاوض مع نظيره الروسي، قائلًا: "الأمر يشبه الجدال مع طالب في الصف الثامن بأن معلوماته خاطئة".
كما أخبر صديقه المقرّب رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير أن تفاعلًا واحدًا مع بوتين كاد أن يفقد أعصابه. وقال: "بسببه، كدت أصفع المترجم بينما كان بوتين يتكلّم بنبرة ساخرة، أثناء توجيه الاتهامات للولايات المتحدة".
بايدن وبوتين.. ولقاء سابق
هذا ليس اللقاء الأول بين بوتين وبايدن، إذ سبق والتقيا في موسكو عام 2011، خلال توليه منصب نائب الرئيس الأميركي.
في مارس/ آذار 2021، وصف بايدن بوتين بـ"القاتل"، وهو تعليق أثار ردود فعل سلبية من قبل الرئاسة الروسية، التي وصفت بدورها، العلاقة بين واشنطن وموسكو بـأنها "سيئة للغاية".
بعد ثلاثة أشهر على الحادثة، يُخطّط بايدن لتزويد بوتين بقائمة من المطالب، بما في ذلك منع الهجمات الإلكترونية من الأراضي الروسية، وتخفيف التوترات في أماكن مثل شرق أوكرانيا.
ويبقى أن نرى ما إذا كان بوتين سيوافق على تلبيتها.
ووصل بايدن إلى سويسرا عشية لقائه مع بوتين، بعدما جدّد بايدن عزمه إعطاء زخم جديد للعلاقات بين جانبي الأطلسي وتوجيه رسالة واضحة إلى موسكو.