الجمعة 17 مايو / مايو 2024

أفغانستان.. هل تغيّر واشنطن جدول انسحابها وأي تأثير لباكستان؟

أفغانستان.. هل تغيّر واشنطن جدول انسحابها وأي تأثير لباكستان؟

Changed

لفت كلام لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان رفض فيه أن تكون بلاده "الحديقة الخلفية"، حسب وصفه، للوجود الأميركي بعد الانسحاب من أفغانستان.

تلوّح وزارة الدفاع الأميركية بإمكانية إبطاء وتيرة الانسحاب من أفغانستان، وهي التي لم تصل بعد إلى آليّة تصبّ فيها مساعداتها ومساعدات الناتو الأمنية لكابل.

ويبدو أنّ الأميركيين الذين يستعجلون الانسحاب ستبقيهم المحاذير، حيث نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر أن مسؤولي الأمن القومي الأميركيين سيعقدون اجتماعًا لبحث الانسحاب العسكري من أفغانستان.

يأتي ذلك في ظلّ الضربات التي توجّهها طالبان لقوات الحكومة الأفغانية، التي تتخوّف من وصول الحركة إلى العاصمة كابُل، ما قد تنكشف معه سطوة أميركية للبلاد عمرها عقدان من الزمن.

باكستان لن تكون "حديقة خلفية" للوجود الأميركي

في غضون ذلك، تحاول إدارة بايدن تجنّب آثار الخروج من أفغانستان، في وقت تتهيّأ فيه دول إقليمية وجارة للمشهد في أفغانستان بعد الانسحاب.

وفي هذا السياق، لفت كلام لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان رفض فيه أن تكون بلاده "الحديقة الخلفية"، حسب وصفه، للوجود الأميركي، وهو العارف في خبايا السياسة والميدان في أفغانستان، كما يقول كثيرون.

وسط ذلك، تُطرَح علامات استفهام بالجملة، فهل يطرأ فعلًا تغيير في الجدولة المرتقبة للانسحاب الأميركي من أفغانستان؟ وما تأثير ذلك على التطورات الميدانية في وقت تقوم به حركة طالبان بالتوسيع أكثر من رقعة سيطرتها عسكريًا؟ وهل تصمد حكومة كابل بعد هذا الانسحاب؟ وأي تأثير محتمل لباكستان وسط كلّ ذلك؟

إدارة بايدن لن تعيد النظر بانسحابها من أفغانستان

لا يعتقد محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز غاي تايلور أنّ إدارة الرئيس بايدن تفكّر في إعادة النظر بخطة انسحابها من أفغانستان.

ويوضح تايلور، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أنّ جميع المعطيات الراهنة تؤشر إلى أن الانسحاب سيجري في موعده وربما بصورة أسرع ممّا أعلن عنه في منتصف يوليو/ تموز.

لكنّه، مع ذلك، يؤكد وجود سجال محتدم في واشنطن بشأن هذا الأمر، لافتًا إلى أنّ هناك أصواتًا عديدة من الجمهوريين والديمقراطيين تطالب الإدارة بإعادة النظر بمسألة الانسحاب.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ زيادة حجم الأراضي التي تسيطر عليها حركة طالبان تقف وراء هذا السجال في واشنطن، مشيرًا إلى أنّ محادثات السلام تشكّل النقطة المحورية الأساسية في هذا السجال، لا سيما بوجود اعتقاد بضرورة إبقاء عدد ولو قليل من القوات الأميركية وقوات الناتو في المرحلة المقبلة.

باكستان عانت لـ20 سنة وليست مستعدة لتكرار التجربة

من جهته، يؤكد الكاتب الصحفي براء هلال أن باكستان تنظر بقلق شديد إلى الأوضاع في أفغانستان، مشيرًا إلى أنّ رئيس الوزراء عمران خان ألغى لذلك زيارته التي كانت مقررة لبريطانيا لمراقبة الأوضاع عن كثب، ولا سيما التقدم الذي أحرزته طالبان في قندوز.

ويلفت هلال في حديث إلى "العربي" من إسلام آباد إلى أن باكستان استعدّت جيّدًا للانسحاب الأميركي وبنت سياجًا أمنيًا على طول حدودها مع أفغانستان رغم أن هذه الحدود هي حدود أمر واقع وليست حدودًا متّفَق عليها باتفاقيات دولية، وأعلن الكثير من الأفغان رفضهم لهذه الحدود.

ويشدّد على أنّ باكستان مرتاحة نوعًا ما لما ستؤول إليه الأوضاع بعد الانسحاب الأميركي لأنها لعبت خلال المفاوضات دور الملاك البريء؛ حيث ظهرت بمظهر الذي يريد الخير لجميع الأطياف الأفغانية، علمًا أنّ الوقوف على مسافة واحدة هو تشجيع للأقوى، والأقوى الآن في الساحة الأفغانية هي طالبان.

ويوضح أنّ باكستان عانت لمدة 20 سنة بسبب وقوفها إلى جانب الأميركيين عام 2001؛ مما أدى إلى هجمة شرسة من قبل طالبان باكستان، وبالتالي فإنّ باكستان غير مستعدة لتخوض هذه التجربة من جديد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close