الجمعة 10 مايو / مايو 2024

بين الانتخابات وإخراج المرتزقة.. هل ينجح مؤتمر "برلين 2" بإنهاء الصراع في ليبيا؟

بين الانتخابات وإخراج المرتزقة.. هل ينجح مؤتمر "برلين 2" بإنهاء الصراع في ليبيا؟

Changed

حث مؤتمر برلين – 2 أطراف النزاع في ليبيا لإجراء انتخابات في ديسمبر المقبل (غيتي)
حث مؤتمر "برلين 2" أطراف النزاع في ليبيا على إجراء انتخابات في ديسمبر المقبل (غيتي)
يتعارض التفاؤل المرتبط بانعقاد المؤتمر مع التطورات على الأرض، في ظل وجود قوات المرتزقة التي تعد رقمًا صعبًا في معادلة الصراع الليبي.

اختتم مؤتمر "برلين 2" الخاص بالأزمة الليبية أعماله بإصدار بيان حث أطراف النزاع في البلاد على إجراء الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وبحضور وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية وغربية أخرى، أكد المجتمعون في العاصمة الألمانية برلين دعم المسار السياسي في ليبيا، من دون تدخّل في الشؤون الداخلية للبلد.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين مع نظيره الألماني هايكو ماس، قبل بدء الاجتماع، إلى "تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، بما في ذلك انسحاب كافة القوات الأجنبية من ليبيا".

من جهته، أكد ماس أنّ المحادثات لم تعد بشأن ليبيا، بل أصبحت "مع ليبيا"، معتبرًا ذلك "تطورًا كبيرًا نحو حل الأزمة".

ولفت إلى أنّ هدف مؤتمر برلين كان التطلع نحو المستقبل والتوصل إلى سلام دائم في ليبيا، مشيرًا إلى أنّه "يتعين على جميع المرتزقة مغادرة ليبيا".

بدورها، شدّدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش على أنّ إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا ضروري لتحقيق الاستقرار، مشيرة إلى أنّ سحب القوات الأجنبية ضروري كذلك لنجاح المسار السياسي.

وقالت: "أطلقنا مبادرة إرساء استقرار ليبيا، وهي مبادرة مملوكة للشعب الليبي وتعبّر عن تطلعاته"، من دون تفاصيل أكثر.

وأضافت: "نثمن الإنجازات التي حدثت في ليبيا وأتينا لإرسال رسالة مفادها دعونا نعمل معًا لإرساء السلام والاستقرار في البلاد".

تشكيك بأهمية المؤتمر

وعلى الرغم من الإيجابية التي صدرت عن المؤتمر، شكّك كثيرون بجديته، لأن القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا لم تتزحزح من مواقعها منذ مؤتمر برلين الأول، في ظل اعتقاد القوى الليبية أن هذه القوات تشكّل ضمانة لها من التهميش.

فاللواء المتقاعد خليفة حفتر ربط اسمه بمجموعة فاغنر الروسية، بهدف تأمين موقع له على الخريطة السياسية؛ أما في غرب ليبيا، حيث ينتشر الخوف من حفتر، توجد القوى التركية التي وصلت عقب تفاهمات واتفاقات مع ليبيا.

وطلب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة العون من المجتمع الدولي، لكن المفارقة أن بعض المشاركين في "برلين 2" يضعون العقبات أمام الحلول في ليبيا.

أمل الليبيين

ويأمل الليبيون في أن تسفر هذه الاجتماعات عن الاستقرار المنشود في البلاد، بعد سنوات من الحرب.

ويرى الصحافي وائل أحمد في حديث إلى "العربي" أن "برلين 1" قدّم للأزمة الليبية "بداية حل"، متمنيًا أن يحمل "برلين 2" معه "الحل النهائي"، في ظل توافق على إجراء الانتخابات وتثبيت وقف إطلاق النار.

لكن هذا التفاؤل المرتبط بانعقاد المؤتمر تعارضه التطورات على الأرض، في ظل وجود المرتزقة والقوات الأجنبية التي تعد رقمًا صعبًا في معادلة الصراع الليبي.

ويشدد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عادل كرموس، في حديث إلى "العربي"، على أن الفشل في فتح الطريق بين مصراتة وسرت يدل على أن ما يصدر عن المؤتمرات "لا يمكن ترجمته على الأرض".

تفاؤل مبالغ فيه

وفي السياق نفسه، يشير الكاتب والباحث السياسي علي أبو زيد إلى عدم وجود دلائل على قرب التوصل إلى تفاهم تركي - روسي حول سحب القوات الأجنبية أو المرتزقة الموجودين في ليبيا.

ويلفت أبو زيد في حديث إلى "العربي" من مصراتة إلى أن تركيا تتحفظ على الخطاب الموجه ضد قواتها الموجودة في البلاد، نظرًا لأنها استقدمت هذه العناصر وفق اتفاقيات، كما أن موسكو لا تعترف بمسؤوليتها عن القوات الروسية الموجودة في ليبيا.

ويضيف: ما تم الحديث عنه في برلين هو "تفاؤل مبالغ فيه"، فالدوافع الأوروبية لمؤتمر برلين هي زحزحة الدورين الروسي والتركي فقط.

ويرى أن الأوروبيين "يسوقون لفكرة أن برلين - 1 هو الذي أنهى الحرب" في ليبيا، لكن "هذا الأمر غير واقعي"، لأن ما أنهى الصراع هو "مذكرة التفاهم التركية الليبية، التي أعادت التوازن على الأرض".

الأمن القومي المصري

وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تدعم كل الحلول السياسية للأزمة الليبية، مع أولوية إخراج كافة المقاتلين الأجانب من البلاد، وإقامة انتخابات نيابية في موعدها من دون أي تسويف.

ويرى مدير منتدى شرق المتوسط للأبحاث محمد حامد أن حفتر كان على أبواب طرابلس قبل مؤتمر برلين -1، أما اليوم فهناك حكومة متوافق عليها مع المجتمع الدولي، ما يؤكد أهمية المؤتمرات الدولية.

وعن موقف مصر من أي تغيير حكومي في ليبيا، يشير حامد، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن الحدود الغربية لمصر مؤمنة بشكل كامل ولا مشكلة عند القاهرة في التعامل مع أي حكومة، طالما أنها "لا تخضع للاصطفافات" الإقليمية.

ويؤكد أن "التحركات البراغماتية لمصر" في غزة وليبيا، أظهرت ألا مشكلة عند القاهرة في أي تحركات سياسية، طالما أنها لا تمس الأمن القومي للبلاد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close