اختتم مؤتمر برلين 2 بشأن الأزمة الليبية أعماله برسائل واضحة، أبرزها رفض تأجيل الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام، إضافة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب دون تأخير.
وأكدت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي نجوى وهيبة أن هذين الملفين: الانتخابات وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية كانا أكثر الملفات اهتمامًا لدى الدول المشاركة في المؤتمر.
وكشفت في حديث إلى "العربي" عن تنسيق عالٍ مع دول الجوار بشأن سحب المرتزقة والقوات الأجنبية، مشيرة إلى وعود مشجعة في هذا الموضوع.
وشددت على أن المجلس يفضل أن يتم اعتماد نسب مئوية في هذا السحب وليس الأعداد من قِبل كل الأطراف والقوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة على أرض ليبيا.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب في حديث لصحيفة "لا ريباليكا" الإيطالية، عن اعتقاده بأن عملية سحب القوات الأجنبية من ليبيا ستبدأ قريبًا.
إلى ذلك، حثّ المبعوث الخاص إلى ليبيا والشركاء الدوليون الأطراف الليبية الفاعلة، بما في ذلك أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي على إقرار القاعدة الدستورية للانتخابات.
ويجتمع نحو 75 موفدًا ليبيًا من أعضاء ملتقى الحوار في جنيف لتهيئة الظروف القانونية المواتية لإجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
نجاح الاستحقاق الانتخابي
وفي هذا الصدد، يعتبر الكاتب السياسي علي الوندي في حديث إلى "العربي" من طرابلس، أن ما ستتوصل إليه الأطراف الليبية في ملتقى جنيف هو ما سيُحدّد إمكانية خروج المرتزقة مستقبلًا.
ويرى أن بإمكان الليبيين الآن إيجاد حلول داخلية فيما بينهم للتوصل إلى قاعدة دستورية مُتفق عليها، لكن يظل نجاح الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر المقبل محصورًا بالتوافق الدولي والضمانات الدولية، من جانب تركيا وروسيا تحديدًا".
ويلفت إلى أن هاتين الدولتين هما الطرف القوي في ليبيا الآن؛ فتركيا موجودة وفق مذكرات رسمية، وروسيا ـ رغم تنصلها من قوات فاغنر ـ إلا أن الأخيرة موجودة بقوة على الأراضي الليبية".
ويذكّر بأن هاتين القوتين تمكنتا العام الماضي، عند توصلهما إلى بعض التفاهمات، من إحداث وقف إطلاق نار مؤقت، ونجح هذا الأمر.