سيطر مقاتلو طالبان، اليوم الأحد، على إقليم بانجواي ذي الأهمية الاستراتيجية في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان، معقل الحركة السابق، بعد معارك ليلية مع القوات الأفغانية، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية، في تقدّم جديد مع اقتراب الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد.
ويقع إقليم بانجواي على مسافة 15 كلم من مدينة قندهار، عاصمة الولاية، وكان لفترة طويلة بؤرة لطالبان، وشهد على مر السنين معارك بين المقاتلين وقوات حلف شمال الأطلسي.
القوات تعمّدت الانسحاب
وقال حاكم منطقة بانجواي هاستي محمد: إن معارك جرت بين طالبان والقوات الأفغانية خلال الليل، وأن القوات غادرت المنطقة في نهاية المطاف.
وسيطر مقاتلو طالبان على مركز الشرطة في المنطقة ومبنى الإدارة المحلية.
وأكد رئيس مجلس ولاية قندهار جان خاكريوال سقوط بانجواي، متهمًا القوات الأفغانية التي كانت موجودة "بأعداد كافية" بأنها "تعمدت الانسحاب".
وتدور معارك ضارية منذ أسابيع في عدد من الولايات الأفغانية وتؤكد طالبان السيطرة على 100 إقليم من أصل حوالى 400 في البلد.
وتنفي السلطات الأفغانية سقوط هذا العدد من الأقاليم، لكنها تقر بأن القوات الحكومية انسحبت من بعض الأقاليم.
سقوط 5 مقاطعات بيد طالبان
في السياق نفسه، أعلنت مصادر أفغانية، اليوم الأحد، سقوط 5 مقاطعات أفغانية جديدة في يد حركة "طالبان"، في أقل من 12 ساعة.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤولين أفغان سقوط عشرات المقاطعات في جميع أنحاء البلاد بيد الحركة في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب قناة "طلوع نيوز" المحلية، فإن المقاطعات هي بانجواي في قندهار، وزيروك في باكتيا، وكوفاب وأرغو وكوهيستان في بدخشان.
ويذكر أن بدخشان تتمتع بموقع استراتيجي فهي متاخمة لحدود الصين وطاجيكستان وباكستان.
مقتل سكرتير حاكم قندهار
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام محلية، أمس السبت، عن مقتل سكرتير حاكم ولاية قندهار وحارسه الأمني في تفجير استهدف مقر حاكم الولاية.
ونقلت قناة طلوع نيوز المحلية عن مصادر قولها: إن سكرتير حاكم قندهار وحارسه الأمني قتلا في انفجار عبوة ناسفة مزروعة بموقف سيارات بمقر حاكم الولاية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.
ومنذ أن باشرت واشنطن في الأول من مايو/ أيار سحب قواتها من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عامًا، كثفت طالبان هجماتها على القوات الأفغانية للسيطرة على مناطق ريفية عبر البلاد.
وتأتي السيطرة على بانجواي بعد يومين على انسحاب القوات الأميركية والأطلسية من قاعدة باغرام، أكبر قاعدة للتحالف في أفغانستان، على مسافة 50 كلم شمال كابل، والتي شكلت مركزًا للعمليات ضد المقاتلين خلال العقدين الماضيين.