دعت الأمم المتحدة إثيوبيا والسودان ومصر اليوم الثلاثاء إلى تجديد التزامها بالمحادثات في قضية سد "النهضة" وحثّت الدول الثلاث على تجنّب أي عمل أحادي، وذلك بعد يوم من بدء إثيوبيا في ملء خزان السد.
وسيناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس القادم قضية سد "النهضة" الذي تشيده إثيوبيا بناء على طلب مصر والسودان.
غوتيريش يؤيد وساطة الاتحاد الإفريقي
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك، للصحفيين في نيويورك: "إن غوتيريش يؤيد دور الاتحاد الإفريقي في الوساطة بين الدول الثلاث".
وأضاف: "المهم أيضًا عدم القيام بأي عمل أحادي يمكن أن يقوض البحث عن حلول. لذا من الضروري أن يجدد الفرقاء التزامهم بالحوار بنية حسنة في عملية تفاوض حقيقية".
وتعتبر إثيوبيا أن السد، الذي تقيمه على النيل الأزرق، أساسيًا لتنميتها الاقتصادية وتزويد شعبها بالكهرباء.
وفي المقابل، ترى مصر أن السد تهديد خطير لحصتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بالكامل تقريبًا. وعبّر السودان، وهو دولة مصب أيضًا، عن قلقه إزاء السلامة الإنشائية للسد وأثره على السدود ومحطات المياه السودانية.
وقال دوجاريك: "الحلول لهذه القضية تحتاج إلى الاسترشاد بأمثلة ونماذج... بحلول توصل إليها آخرون يتقاسمون ممرات مائية وأنهارًا، وهذا يستند إلى مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول والالتزام بعدم التسبب في ضرر ذي شأن".
مصر والسودان تبلغتا رسميًا بدء الملء الثاني
وأعلن وزير الموارد المائية والريّ المصري محمد عبد العاطي الإثنين إنّه تلقّى خطابًا رسميًا من نظيره الإثيوبي يفيد بأن إثيوبيا بدأت الملء الثاني لخزان سد النهضة. ورفضت مصر هذا الإجراء وتعتبره "خرقًا صريحًا وخطيرًا لاتفاق إعلان المبادئ... وسيؤدي إلى خلق وضع خطير يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وفي خطوة مماثلة، أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، الثلاثاء، أن نظيرتها الإثيوبية أخطرتها رسميًا ببدء الملء الثاني للسد، مؤكدة رفضها للخطوة، واعتبرتها "مخالفة صريحة" للقانون الدولي واتفاق المبادئ، وذلك في بيان للمتحدث باسم فريق التفاوض السوداني لسد "النهضة" الإثيوبي السفير عمر الفاروق.
ترقب لجلسة مجلس الأمن
وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي بشأن الملء والتشغيل، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.
ويمثل إعلان إثيوبيا مضيها في الملء الثاني للسدّ بشكل أحادي تحديًا لكل من مصر والخرطوم اللتين تتطلعان إلى جلسة مجلس الأمن المرتقبة، التي ستكون الثانية من نوعها بعد جلسة عُقدت قبل عام، وانتهت بحثّ أطراف الأزمة على الحوار، تحت قيادة الاتحاد الإفريقي.