الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

دول الجوار قلقة على حدودها.. طالبان تعلن السيطرة على 85% من أفغانستان

دول الجوار قلقة على حدودها.. طالبان تعلن السيطرة على 85% من أفغانستان

Changed

طالبان
سيطرت طالبان على الحكم في أفغانستان منتصف أغسطس الماضي (أرشيف - غيتي)
أوضح وفد من طالبان في موسكو أن الحركة تسيطر على أكثر من 85% من أراضي أفغانستان، وأكد لروسيا أنها لن تسمح باستخدام البلاد قاعدة لشن هجمات على بلدان أخرى.

تنسحب القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأميركية من أفغانستان، بعد قتال دام نحو 20 عامًا في خطوة شجعت طالبان على محاولة السيطرة على مناطق جديدة من البلاد.

ودفع هذا المئات من أفراد الأمن واللاجئين الأفغان إلى الفرار عبر الحدود إلى طاجيكستان المجاورة، وأثار مخاوف في موسكو وعواصم أخرى من إمكانية تسلل متشددين إلى آسيا الوسطى، وهي منطقة تعتبرها روسيا فناءها الخلفي.

"السيطرة على معبر تورغندي"

وأعلنت حركة طالبان اليوم الجمعة أن مقاتليها سيطروا على معبر حدودي رئيسي مع تركمانستان.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد للصحافيين: "تمت السيطرة بالكامل على معبر تورغندي الحدودي المهم"، فيما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان بأن القوات الأمنية في المعبر "نُقلت مؤقتًا"، مؤكدًا بدء مسعى لاستعادة السيطرة عليه.

وأشار وفد من طالبان في موسكو اليوم الجمعة، إلى أن الحركة تسيطر على أكثر من 85% من أراضي أفغانستان، وأكد لروسيا أنها لن تسمح باستخدام البلاد قاعدة لشن هجمات على بلدان أخرى.

وفي مؤتمر صحافي في العاصمة الروسية، سعى ثلاثة مسؤولين من طالبان لتوضيح أن الحركة لا تشكل تهديدًا للمنطقة.

وشددوا على أن طالبان ستبذل كل ما في وسعها لمنع تنظيم "الدولة الإسلامية" من العمل على أراضي أفغانستان، وأضافوا أنهم سيسعون للقضاء على إنتاج المخدرات.

وقال المسؤول في الحركة شهاب الدين ديلاوار: "سنتخذ كافة الإجراءات لمنع الدولة الإسلامية من العمل على أراض أفغانية.. لن تُستخدم أراضينا أبدًا ضد جيراننا".

وأفاد الوفد نفسه أمس الخميس بأن الحركة لن تهاجم الحدود الطاجيكية ـ الأفغانية، وهو الأمر الذي تركز عليه روسيا وآسيا الوسطى.

"زيادة حادة في التوتر"

وذكرت وكالة "إنترفاكس"، نقلًا عن وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة، أن موسكو لاحظت زيادة حادة في التوتر على الحدود بين البلدين والتي تسيطر طالبان على ثلثيها في الوقت الراهن.

وقالت وكالة الإعلام الروسية: إن وزارة الخارجية ناشدت جميع أطراف الصراع في أفغانستان ضبط النفس، وأشارت إلى أن موسكو وتكتل منظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي تقوده روسيا سيتحركان بحسم لمنع أي اعتداء على الحدود عند الضرورة.

وأكد وفد طالبان في نفس المؤتمر الصحافي، أن الحركة ستحترم حقوق الأقليات العرقية، وأن جميع المواطنين الأفغان سيكون لهم الحق في الحصول على تعليم لائق، في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الأفغانية.

وقال ديلاوار: "نريد من جميع ممثلي المجتمع الأفغاني.. المشاركة في تأسيس دولة أفغانية".

إيران تراقب "أدنى تحرك"

في سياق متصل، أكد الجيش الإيراني أنه يراقب "أدنى تحرك" عند الحدود مع أفغانستان حيث تشن حركة طالبان هجومًا واسعًا سيطرت خلاله على مناطق عدّة منها معبر حدودي مع الجمهورية الإسلامية، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية اليوم الجمعة.

ونقلت وكالة "إرنا" عن العميد فرهاد آريانفر، نائب قائد عمليات القوات البرية للجيش، قوله: "بفضل الحضور الذكي وجهود القوات البرية على مئات الكيلومترات من الحدود الشرقية، وأيضًا جهود حرس الحدود الشجاع، وأيضًا بفضل تواجد حرس الثورة الإسلامية العزيز، نحن نراقب عن قرب أدنى تحرك قرب الحدود".

وأضاف: "لن نسمح بأدنى (عملية) تهريب أو دخول غير قانوني عبر هذه الحدود".

وأتت تصريحات آريانفر على هامش زيارة إلى "الحدود الشرقية" للوقوف على جاهزية القوات العسكرية "في المناطق الحدودية الشرقية والجنوبية الشرقية"، وفق ما أوردت "إرنا".

ويأتي ذلك في يوم أعلنت طالبان سيطرتها على إسلام قلعة، وهو أهم معبر حدودي لأفغانستان مع إيران. ويُعد هذا المعبر من الأهم في أفغانستان، وتمرّ من خلاله معظم التجارة المشروعة مع إيران.

ونقلت وكالة "تسنيم" عن المفتش الجمركي في محافظة خراسان رضوي أميد جهانخواه قوله إن "45 شاحنة فارغة" عادت اليوم إلى داخل الأراضي الإيرانية، من دون أن يوضح ما إذا كان هذا هو العدد الكامل للشاحنات الموجودة عند النقطة الحدودية.

وكانت وكالة "إرنا" نقلت عن المتحدث باسم الجمارك الإيرانية روح الله لطيفي أمس الخميس، قوله إن الحركة التجارية عبر اثنين من المعابر البرية الثلاثة مع أفغانستان ستتوقف "حتى إشعار آخر".

"الحرب ليست الحل" 

وكانت العاصمة طهران شهدت لقاء امتد ليومين، وجمعت خلاله وزارة الخارجية الإيرانية بين ممثلين عن حركة طالبان والحكومة الأفغانية.

واعتبر الجانبان الأفغانيان في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، أن "الحرب ليست الحل للمشكلة الأفغانية ويجب تركيز جميع الجهود للتوصل إلى حل سياسي وسلمي".

واتفق الطرفان على "مناقشة القضايا التي تحتاج إلى مزيد من التشاور والوضوح، بما في ذلك إنشاء آلية للانتقال من الحرب إلى السلام الدائم، خلال الاجتماع المقبل الذي سيعقد في أقرب وقت ممكن"، دون تحديد موعد.

ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الطرفين إلى "انتهاز هذه الفرصة ووضع حد للحرب في أفغانستان في أسرع وقت ممكن"، مبديًا استعداد بلاده "لتسهيل استكمال المباحثات"، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية الخميس.

تأمين مطار كابُل

من ناحيته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على "ترتيبات" تولّي قوات تركية تأمين مطار كابُل بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وقال أردوغان للصحافيين خلال زيارة إلى مدينة ديار بكر، التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا: "حدّدنا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ترتيبات المهمة المستقبلية وما نقبله وما لا نقبله".

وأضاف: "طرحنا هذا الموضوع خلال اجتماعات الناتو وخلال لقائي مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن وأثناء المناقشات بين وفودنا.. سننفذ هذا الإجراء في أفغانستان بأفضل طريقة ممكنة".

وبعد اجتماع بين بايدن وأردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو/ حزيران في بروكسل، رحبت واشنطن بـ"التزام أنقرة الواضح" بلعب "دور رئيسي" في تأمين مطار كابُل.

وعقب الاجتماع، تطورت النقاشات بين الطرفين لتحديد ترتيبات المهمة التركية المستقبلية في مطار كابُل، لا سيما مع زيارة وفد أميركي إلى أنقرة في يونيو وعدة مكالمات هاتفية بين وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار والأميركي لويد أوستن.

ومطار كابُل هو طريق الخروج الرئيسي للدبلوماسيين الغربيين وعمال الإغاثة. والخوف من وقوعه في أيدي طالبان إثر انسحاب القوات الأجنبية يدفع الناتو للبحث عن حل سريع.

وتلعب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، منذ عام 2001 دورًا مهمًا في أفغانستان، حيث نشرت مئات العسكريين.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close