الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

أميركا تحذّر.. كوبا تريد "الدفاع عن الثورة" في مواجهة المتظاهرين

أميركا تحذّر.. كوبا تريد "الدفاع عن الثورة" في مواجهة المتظاهرين

Changed

عمد متظاهرون غاضبون إلى قلب سيارات عدة للشرطة الكوبية
عمد متظاهرون غاضبون إلى قلب سيارات عدة للشرطة الكوبية (تويتر)
حذر السناتور الأميركي بوب مينينديس من أنه "يجب أن يدرك النظام الديكتاتوري أننا لن نسمح باستخدام العنف لإسكات تطلّعات الشعب الكوبي".

أكدت الحكومة الكوبية عزمها الدفاع عن الثورة "بأي ثمن" في مواجهة تظاهرات غير مسبوقة ضد "الديكتاتورية"، في وقت حذّرت واشنطن هافانا من أي استخدام للعنف.

وتظاهر آلاف الكوبيّين الغاضبين من الأزمة الاقتصاديّة، في كلّ أنحاء البلاد الأحد، هاتفين "حرّية" و"لتسقط الديكتاتوريّة" و"فليَرحلوا"، في حدث نادر للغاية في هذا البلد الذي يحكمه الحزب الشيوعي، وحيث التجمّعات الوحيدة المصرّح بها هي بشكل عامّ تلك الخاصّة بالحزب.

وردّدت الحشود التي تجمعت أمام مقار للحزب الشيوعي الوحيد المرخص له في البلاد "كوبا ليست لكم"، و"نحن جياع"، و"حرية"، و"لتسقط الديكتاتورية".

ووقعت مواجهات خصوصًا في هافانا، حيث استخدمت القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع، وأطلقت النار في الهواء وضربت بهراوات بلاستيكية المتظاهرين.

وعمد متظاهرون غاضبون إلى قلب سيارات عدة للشرطة وإلحاق الضرر بها وحصلت توقيفات عدة. ونشرت تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة في العاصمة ومدن عدة أخرى.

أمر بـ"النضال"

من جهته، شدد نائب وزير الخارجية الكوبي خيراردو بينيالفير على "أننا سندافع عن الثورة الكوبية بأي ثمن"، عارضًا مقطعًا مصورًا يُظهر مؤيدين للنظام الشيوعي يتظاهرون وهم يهتفون "أنا فيدل كاسترو"، حاملين الأعلام الكوبية.

وكان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، الذي فوجئ بهذه التظاهرات العفوية، أصدر "أمرًا بالنضال" إلى مؤيدي الثورة، متّهمًا "المافيا الكوبيّة-الأميركيّة" بالوقوف وراء ما تشهده البلاد.

 وقال في خطاب متلفز: "ندعو جميع ثوّار البلاد، جميع الشيوعيّين، للخروج إلى الشوارع حيث ستحدث هذه الاستفزازات الآن وفي الأيّام القليلة المقبلة، وإلى مواجهتها بطريقة حازمة وشجاعة".

تحذير أميركي وقلق دولي

من جهتها، حذّرت الإدارة الأميركية السلطات الكوبية من أي استخدام للعنف ضد "المتظاهرين السلميين".

وغرّد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان على تويتر قائلًا: "الولايات المتحدة تدعم حرية التعبير والتجمع في كل أنحاء كوبا، وستدين بشدة أي عنف أو استهداف للمتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقوقهم".

كما حذر السناتور الأميركي بوب مينينديس من أنه "يجب أن يدرك النظام الديكتاتوري أننا لن نسمح باستخدام العنف لإسكات تطلّعات الشعب الكوبي".

بدوره، غرّد لويس ألماغرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، قائلًا: "نؤيد مطلب المجتمع الكوبي المشروع للحصول على أدوية وأغذية وحريات أساسية".

وندّد ألماغرو بالنظام "الديكتاتوري الكوبي لأنه دعا مدنيين للجوء إلى قمع ومواجهة الذين يمارسون حقهم بالتظاهر".

40 تظاهرة

وأفاد موقع "إينفنتاريو" للبيانات الصحافية بأن حوالي أربعين تظاهرة سُجّلت الأحد في مناطق مختلفة من البلاد.

وقد بُثّت غالبيتها مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في هذا البلد الذي ساهمت خدمة الإنترنت النقال، اعتبارًا من نهاية 2018، في نقل مطالب المجتمع  المدني.

واعتبارًا من ظهر الأحد، قطعت خدمة الجيل الثالث في جزء كبير من البلاد، وأُعيد العمل بها مساء.

كوفيد-19

وأغرق الحصار المفروض على الجزيرة منذ عام 1962، فضلًا عن غياب السياح بسبب جائحة كوفيد-19، كوبا في أزمة اقتصادية عميقة وأدت إلى استياء اجتماعي قوي تتابعه واشنطن والقارة الأميركية من كثب.

ومنذ بداية جائحة كوفيد-19، يضطر الكوبيون إلى الانتظار في طوابير طويلة للحصول على الطعام وباتوا يواجهون نقصًا في الأدوية، وهو ما يتسبّب باضطرابات اجتماعية شديدة.

وخرجت التظاهرات في اليوم الذي سجّلت فيه كوبا رقمًا قياسيًا جديدًا يوميًا من الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا؛ إذ أحصت 6923 حالة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 238,491، فضلًا عن 47 وفاة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 1537 حالة.

ممر إنساني

وتكثر عبر شبكات التواصل الاجتماعي الدعوات والنداءات الموجّهة إلى الحكومة لتسهيل إرسال التبرّعات من الخارج.

ودعت مجموعة من المعارضين، السبت، إلى إقامة "ممر إنساني" وهي مبادرة رفضتها الحكومة.

لكن مدير الشؤون القنصلية والمكلّف بملف الكوبيين المقيمين بالخارج في المستشارية الكوبية إرنستو سوبيرون قال: إن "مفاهيم الممر الإنساني والمساعدات الإنسانية مرتبطة بمناطق النزاع ولا تنطبق على كوبا".

كما ندّدت السلطات بـ"حملة" تسعى إلى "تقديم صورة فوضى كاملة في البلاد لا تتوافق مع الوضع الراهن".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close