الخميس 2 مايو / مايو 2024

تحقيق حكومي واجتماع برلماني.. عشرات القتلى والمصابين في حريق مستشفى الناصرية

تحقيق حكومي واجتماع برلماني.. عشرات القتلى والمصابين في حريق مستشفى الناصرية

Changed

يضمّ مركز العزل الذي احترق 70 سريرًا لمرضى كوفيد 19 (غيتي)
يضمّ مركز العزل الذي احترق 70 سريرًا لمرضى كوفيد 19 (غيتي)
أوعز رئيس الحكومة بتوجيه فريق حكومي إلى محافظة ذي قار لمتابعة الإجراءات ميدانيًا، وطلب إرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى المحافظة.

أعلنت السلطات العراقية مصرع 52 شخصًا على الأقلّ، في حريق اندلع في قسم مخصّص لعزل المصابين بكوفيد-19 في مستشفى بمدينة الناصريّة في جنوب العراق، في مأساة تأتي بعد شهرين ونصف على مصرع أكثر من 80 شخصًا بحريق مماثل اندلع في مستشفى ببغداد.

وقال الناطق باسم دائرة الصحّة في محافظة ذي قار حيدر الزاملي: إنّ الحريق اندلع في مركز عزل مرضى كوفيد-19 ضمن المبنى الرئيسي لمستشفى الإمام الحسين التعليمي في وسط مدينة الناصرية، وأسفر، في حصيلة غير نهائية، عن 52 قتيلًا و22 جريحًا.

وأوضح الزاملي أنّ مركز العزل الذي احترق كان فيه 70 سريرًا.

اجتماع حكومي

وعقب اندلاع الحريق، عقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعًا طارئًا مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنيّة للوقوف على أسباب المأساة وتداعياتها.

وذكر المكتب الاعلامي للكاظمي، أن "رئيس الوزراء أمر بالبدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة".

وأوعز الكاظمي بتوجيه فريق حكومي "فورًا" إلى محافظة ذي قار لمتابعة الإجراءات ميدانيًا، إضافة لسحب يد وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق.

وطلب رئيس الحكومة توجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار، إضافة إلى اعتبار ضحايا الحادث شهداء، وإنجاز معاملاتهم فوريًا، وتسفير الجرحى أصحاب الحالات الحرجة إلى خارج العراق.

إعلان حال الطوارئ

ومن بين الضحايا ممرّضة قضت في الحريق، فيما هرع مئات المتطوّعين لتقديم المساعدة لإنقاذ المرضى الذين حاصرتهم ألسنة النيران.

وأوضح الزاملي أنّ "20 مريضًا تمّ إنقاذهم خلال عمليّات الإخلاء التي جرت وشارك فيها عدد كبير من فرق الدفاع المدني".

وأعلنت السلطات المحلية في المحافظة حال الطوارئ، فيما استدعت دائرة صحّة ذي قار الأطبّاء المجازين للالتحاق بعملهم.

وبعد السيطرة على الحريق، خرجت تظاهرة صاخبة أمام المستشفى وهتف المتظاهرون "الله أكبر، الأحزاب حرقونا".

من جهته، شكّل محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي لجنة تحقيق بالحادثة، مهمتها "إخضاع كل من له صلة إدارية أو فنية لإجراءاتها، وتستمع لكل من يدلي بمعلومات عن مسببات الحريق، وتقدم اللجنة تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط من تشكيلها لإعلانها للرأي العام".

ولفت الخفاجي إلى أنه سيتم نقل "جميع منتسبي مستشفى الإمام الحسين التعليمي إلى مستشفى الناصرية المركزي والمباشرة به فورًا، وتحويل مستشفى الإمام الحسين التعليمي إلى مركز لعزل مصابي كورونا فورًا، فضلًا عن إغلاق جميع المراكز المخصصة لعزل مصابي كورونا والاستعانة بمراكز ومشافي مجهزة لهذا الغرض".

"فشل كارثي"

وقال رئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي، في تغريدة على تويتر: إنّ "فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيّين، وقد آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفشل الكارثي".

وأضاف: "البرلمان سيحوّل جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.

ووفقًا لمصدر في دائرة الصحّة في المحافظة فإنّ الحريق نجم عن انفجار إسطوانات أكسجين. وإذا صحّت هذه المعلومات، تكون هذه المأساة نسخة طبق الأصل عن تلك التي وقعت في مستشفى ابن الخطيب في بغداد في نهاية أبريل/ نيسان، ونجمت أيضًا عن سوء تخزين إسطوانات الأكسجين التي يستخدمها مرضى كوفيد-19.

وعزت مصادر صحية لوكالة الصحافة الفرنسية، سبب الحادث إلى "الإهمال الذي غالبًا ما يكون مرتبطًا بالفساد"، في بلد تعاني مستشفياته من حالة سيّئة، وهاجر عدد كبير من أطبّائه بسبب الحروب المتكرّرة منذ أربعين عامًا.

وكان العراق معروفًا حتّى ثمانينيات القرن الفائت بمستشفياته في العالم العربي وبجودة خدماتها ومجّانيّتها. لكنّه بات اليوم يعاني تدهورًا على هذا الصعيد، وسط ضعف تدريب كوادره الصحيّين وقلّة موارد وزارة الصحّة التي لا تتجاوز الـ2% من مجمل موازنة الدولة.

وأعلنت وزارة الداخليّة في أبريل/نيسان اندلاع سبعة آلاف حريق بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار، كان سبب غالبيتها احتكاكات كهربائية في متاجر أو مطاعم أو مبان، فيما تضرب البلاد حاليًا موجة حرّ تجاوزت 50 درجة مئوية.

تكرار المأساة

وفي نهاية أبريل الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى ابن الخطيب المخصّص لمرضى كورونا في بغداد، مما أسفر عن أكثر من 80 قتيلًا.

وكان كثير من ضحايا حريق ابن الخطيب على أجهزة التنفّس الصناعي ويتلقّون العلاج من كوفيد-19، وقد أصيبوا بحروق أو اختناق في الحريق الذي انتشر بسرعة في أروقة المستشفى، حيث كان عشرات الأقارب يزورون المرضى في وحدة العناية المركزة.

وأثار الحريق يومها غضبًا واسعًا، ما أدّى إلى تعليق مهام وزير الصحّة آنذاك حسن التميمي الذي ما لبث أن استقال بسبب تلك المأساة.

والعراق الذي لا يزال اقتصاده المعتمد على النفط يتعافى إثر عقود من الحروب ويعيش كثير من سكّانه تحت خطّ الفقر، سجّل أكثر من 1,4 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 17 ألف وفاة.

ولا تزال البنية التحتيّة الصحية في البلاد متهالكة، والاستثمار في الخدمات العامّة محدود بسبب الفساد المستشري.

ويأتي حريق المستشفى بعد ساعات على اندلاع حريق محدود في مقرّ وزارة الصحة في بغداد، سرعان ما تمّ احتواؤه من دون تسجيل أي وفيات.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close