الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

بين روسيا وأوروبا.. مساعٍ مصرية وسودانية لإيجاد حلول لأزمة سد النهضة

بين روسيا وأوروبا.. مساعٍ مصرية وسودانية لإيجاد حلول لأزمة سد النهضة

Changed

تشهد أزمة سد النهضة تحرّكات دبلوماسية، في ظل رغبة مصر والسودان بإشراك المجتمع الدولي بالمفاوضات الجارية مع إثيوبيا، لعدم الوصول لمواجهة بين الأطراف المتنازعة.

استكمل وزير الخارجية المصري سامح شكري اجتماعاته مع المسؤولين الأوروبيين خلال زيارته لبروكسل، من بينهم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الأوروبية جوزيب بوريل؛ حيث نوقشت العديد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها أزمة سد النهضة.

وفيما أعلن شكري أن مصر تنتظر مقترحات من الاتحاد الإفريقي بشأن السد لتقييمها مع السودان، أشارت الخارجية الإثيوبية إلى أن الاتحاد نفسه تمكن من التوصل إلى تفاهم في الملفات العالقة، وأكدت إمكانيته معالجة مخاوف كل الأطراف في ملف السد.

مشاركة لا مراقبة

في هذا السياق، توضح أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة نجلاء مرعي، أن لجوء مصر إلى مجلس الأمن خلال الجلسة التي انعقدت مؤخرًا لا يعد انسلاخًا عن الاتحاد الإفريقي، إنما كان التحرك لإلزام المجلس بدوره في حفظ السلم والأمن الدولي.

وتشير مرعي، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن مشروع القرار الذي تقدمت به تونس لمجلس الأمن بدعم مصري، لا يخرج الملف من المظلة الإفريقية، إنما يؤمن مشاركة دولية بدلًا من الاكتفاء بموقف المراقب.

وترى مرعي أن مواقف الدول الكبرى التي سجلت في مجلس الأمن لم تكن تعبر عن قضية ملف سد النهضة، إنما كانت مواقف تستند لمصالح تلك الدول في المنطقة، وكذلك عدم رغبة بعض الدول بدخول الملف كونها تعاني نزاعات مائية مشابهة.

وتوضح أن المرحلة الراهنة تتضمن مشاورات مصرية أوروبية حول المشروع الذي تقدمت به تونس، حيث تبدي القاهرة رغبتها بتحويل الاتحاد الأوروبي من مراقب إلى مشارك في مسألة السد.

الدور الروسي

وكان وزير الري المصري محمد عبد العاطي قد اتجه إلى الكونغو، التي ترأس الاتحاد الإفريقي حاليًا، فيما كانت أديس أبابا توقع اتفاقية تعاون عسكري مع الجيش الروسي بهدف تحديث قدرات الجيش الإثيوبي.

ويعتبر الباحث السياسي الروسي أندريه أنتيكوف أنه لا يمكن اعتبار الاتفاقية الأخيرة انحيازًا روسيًا لإثيوبيا، كون موسكو اتفقت مع الطرف السوداني حول إنشاء مركز بحري لوجستي، بالإضافة لاتفاقيات عديدة مع مصر، ومنها بناء المحطة النووية والمنطقة الصناعية وغيرها من المشاريع المشتركة.

وكانت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي قد أعلنت من موسكو خلال لقائها نظيرها الروسي سيرغي لافروف، أن الأخيرة تستطيع إقناع أديس أبابا بتغليب صوت العقل.

ويؤكد أنتيكوف أن روسيا على مسافة واحدة مع جميع الأطراف في ملف السد، ورغم أنها تعتبر سد النهضة برنامجًا حيويًا لشريكتها إثيوبيا، فهي تؤمن بأن القضية وجودية بالنسبة لمصر.

ويعتقد أنتيكوف أن الملف سيعود بنهاية المطاف إلى مجلس الأمن كونه يأخذ منحى خطيرًا، ويرى أن بلاده لن تسمح أن يهدد السد مصر التي يعول عليها دوليًا لاستقرار المنطقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close