الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

زيارة آكار المفاجئة لبغداد.. ماذا تريد تركيا من العراق؟

زيارة آكار المفاجئة لبغداد.. ماذا تريد تركيا من العراق؟

Changed

زيارة وزير الدفاع التركي غير المعلنة إلى العراق تثير التساؤلات حول خلفياتها، والبحث يشمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها وجود حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة على الأراضي العراقية.

أثارت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار المفاجئة وغير المُعلَنة للعاصمة العراقية بغداد؛ الكثير من التساؤلات حول خلفيّاتها ودوافعها، في ظلّ الحديث الإعلاميّ عن تعاونٍ بين تركيا والعراق على صعيد مكافحة الإرهاب.

وجاءت بعد شهرٍ على زيارةٍ لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتركيا على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، اندرجت في إطار توسيع التعاون بين البلدين، وبحث تعزيز التعاون الثنائي، فضلاً عن بحث عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي حين حضرت الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها وجود حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة على الأراضي العراقية، ومياه دجلة والفرات، طُرِحت تساؤلات عن مستقبل العلاقات في ظلّ هذه الزيارة، وما الذي تريده تركيا من العراق.

ربيع العلاقات التركية العربية؟

يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين حسين علاوي أنّ تركيا تستعد لربيع علاقاتها مع الدول العربية، ويعتبر انطلاقًا من ذلك أنّ الزيارة لها معانٍ كبيرة بعد أن كادت لا تتحقق، عقب تأجيلها مرارًا وتكرارًا نتيجة التطورات الميدانية.

ويوضح علاوي، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "للخبر بقية"، أنّ أنقرة تحاول أن تنقل رسائل سياسية أكثر من البعد الخاص بعملية مكافحة الإرهاب، معربًا عن اعتقاده بأنّ هذه الرسائل تنطلق من تركيا عبر العراق إلى الإمارات وكذلك مصر وصولاً إلى المملكة العربية السعودية.

ويشدّد على أنّ العراق يسعى أن يكون لاعباً أساسيا في بناء نظرية جديدة للأمن الإقليمي من خلال الشرق الجديد.

العراق أمام خيارين

في المقابل، يتحدّث الكاتب والباحث السياسي كفاح محمود عن إشكالية أساسيّة تصطدم بها العلاقات بين تركيا والعراق، على ارتباط بمسألة حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه تركيا "إرهابيًّا".

ويعتبر محمود، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الكلام الذي يتكرّر من المسؤولين "دبلوماسي أكثر ممّا هو واقعي على الأرض"، ويلفت إلى أنّ الإشكاليّة بدأت بعد اتفاقية سنجر وربما كان لها جذور قبلها، وتتمثل بالتعاون الوثيق بين حزب العمال الكردستاني وفصائل من الحشد الشعبي.

ويشير إلى أنّ قيادة الحشد أبلِغت بأن هذا التعاون سيؤثر كثيرًا على العلاقات مع تركيا، مضيفًا أنّه "بعد اتفاق سنجار حصلت عملية تمثيلية بائسة جداً وهي أنّ فصائل حزب العمال تمّ احتواؤها بشكل رسمي ضمن جسد هذه الميليشيات في الحشد الشعبي وأصبحت جزءًا من الحشد".

ويعتبر أنّ الأتراك يدركون هذه الحقيقية ويعرفون سرّ هذه الطبخة وهناك تسريبات غير سارّة بأنّ الأتراك ربما سيضعون العراق أمام خيارين، فإما يتخلى بشكل مطلق عن حزب العمال الكردستاني، وإما سيضطرون إلى بناء قاعدة هناك على غرار القاعدة التي بنوها في الموصل.

علاقات "حتميّة"

من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون برهان كور أوغلو أنّ تركيا ترغب في أن تؤدي دورًا إيجابيًا بإعادة الإعمار والمساهمة في تحقيق الاستقرار الأمني في العراق.

ويوضح أوغلو، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ أنقرة تؤمن بأنّ العلاقات الجيّدة مع العراق "حتميّة"، لافتًا إلى وجود مصالح مشتركة وقضايا أمنية تهدد استقرار المنطقة.

ويؤكد أنّ تركيا تريد حكومة مستقرة في العراق وتعاملاً بين دولتين بشكل أفضل، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الأمن في المنطقة. ويشدّد على أنّ أنقرة تسعى لهذا الأمر منذ سنوات، لكن أزمات العراق الداخلية، وحالة عدم الاستقرار فيه، أدّت إلى التأخر الحاصل.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة