دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الجمعة، نظيره الأميركي لويد أوستن، إلى العمل على إحباط ما وصفه بـ"العدوان الإيراني"، في إشارة إلى إطلاق "حزب الله" صواريخ تجاه إسرائيل في وقت سابق اليوم.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخاصة عن وزارة الأمن قولها: إن غانتس طلب من أوستن خلال اتصال هاتفي، أن تعمل "الولايات المتحدة بشكل خاص، والمجتمع الدولي كلّه، لوقف إطلاق النار غير القانوني تجاه إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن غانتس وصف إطلاق الصواريخ من لبنان بإنه "عدوان إيراني".
"تل أبيب جاهزة لأي سيناريو"
وأضافت أن غانتس قال لأوستن إن "تل أبيب جاهزة لأي سيناريو، وستستمر في العمل ضد حزب الله ووكلائه للدفاع عن مواطني إسرائيل"، على حدّ تعبيره.
وادعى غانتس أن إسرائيل "مستعدة إلى جانب المجتمع الدولي لتحويل مساعدات إنسانية للبنان بما في ذلك مساعدات مباشرة إذا استدعت الحاجة".
وفي 4 أغسطس/ آب الجاري، أُطلقت صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق حرجية جنوبي لبنان.
وفي وقت سابق الجمعة، تجدد إطلاق صواريخ من لبنان، وأعلن "حزب الله"، في بيان، مسؤوليته عن العملية.
وقال إنه "تم قصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم، ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس".
قيادة "اليونيفيل" تصف الوضع بـ"المتوتر"
في غضون ذلك، وصفت قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" الوضع بين لبنان وإسرائيل بـ"المتوتر"، ودعت العاملين لديها إلى التزام الحذر في تحركاتهم.
وكانت قوات "اليونيفيل" حذرت في وقت سابق من "وضع خطير جدًا" جراء التصعيد العسكري بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وأعلنت اليونيفيل في بيان أن "قواتنا رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردًا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطير جدًا"، وحثت "جميع الأطراف على وقف إطلاق النار".
انتقادات من خصوم "حزب الله"
وفجر الهجوم موجة انتقادات من خصوم حزب الله في لبنان، وهو بلد يعاني من أزمة مالية طاحنة فشلت النخبة الحاكمة في التصدي لها.
وفي تحد نادر لحزب الله، اعترض سكان طريق المقاتلين الذين أطلقوا الصواريخ أثناء مرورهم عبر إحدى المناطق بعد ذلك، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إنّ ما يجري "خطير للغاية"، مضيفًا: "يكفي الشعب اللبناني عذابًا ومعاناة يومية ونضالًا مستمرًا حتى يأتي اليوم من يلعب بالنار التي إن هبّت، لا سمح الله، ستقضي على ما تبقى من شعب لبنان".
"محاولة لفرض قواعد اشتباك جديدة"
في المقابل، اعتبر "حزب الله" على لسان النائب في البرلمان حسين الحاج حسن أنّ ما حصل فجر أمس الخميس هو "محاولة من العدو الصهيوني لفرض قواعد اشتباك جديدة". وقال في حديث إلى "العربي" من بيروت: "هذا الأمر لن تسمح به المقاومة بأي شكل من الأشكال".
وأشار الحاج حسن إلى أن العدو الصهيوني لم يقدم منذ انتهاء عدوان تموز/يوليو 2006 وطائراته الحربية المعادية على شن أي غارة على مناطق لبنانية مفتوحة. وأضاف: "سنقوم بالرد على كل اعتداء". وأكّد أن هدف المقاومة هو منع العدو من خلق أي قواعد اشتباك جديدة بمعزل عما يريده العدو أو يفعله.