السبت 18 مايو / مايو 2024

طالبان تبسط سيطرتها على مناطق جديدة وتشدد الخناق على مزار شريف

طالبان تبسط سيطرتها على مناطق جديدة وتشدد الخناق على مزار شريف

Changed

تعهد المقاتلون في مزار شريف المقاومة حتى آخر نقطة دم (غيتي)
تعهد المقاتلون في مزار شريف بالمقاومة حتى آخر نقطة دم (غيتي)
تسعى طالبان للسيطرة على كبرى مدن شمال أفغانستان في الوقت الذي تبسط سيطرتها على مساحة واسعة من البلاد، فيما بدأ بالدوحة اجتماع دولي يهدف للوصول إلى اتفاق سياسي.

بدأت طالبان، اليوم الثلاثاء، تشديد الخناق على مزار الشريف، كبرى المدن في شمال أفغانستان الذي كان المدنيون يفرون منه بشكل جماعي، قبل تقدم المسلحين المحتوم على ما يبدو؛ وفي الوقت نفسه، بدأ في الدوحة اجتماع بين ممثلين للمجتمع الدولي بينهم المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد، بعد ظهر اليوم.

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت في بيان، مساء الإثنين، أنه "سيتوجه السفير خليل زاد إلى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان".

وأضافت أنه "سيحض طالبان على وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان".

هذه معركتهم

وستغادر  القوات الأميركية والأجنبية أفغانستان بحلول نهاية أغسطس/ آب وخلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضحت إدارة الرئيس جو بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابُل، خصوصًا في ما يتعلق بالتدريب العسكري.

وأضافت: "لكن بالنسبة لبقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم؛ هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه وهذه معركتهم".

وفي شمال البلاد، تتغير خريطة الانتشار العسكري بسرعة؛ فبعد احتلال مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك مدينتي ساري بول وتالقان، أضافت طالبان الإثنين إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، والتي سقطت من دون مقاومة.

وباتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت السبت على شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم، على مسافة حوالي 50 كيلومترًا شمال ساري بول، والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.

مزار شريف

وليل الإثنين الثلاثاء، هاجم المسلحون ضواحي مزار الشريف التي حضت الهند رعاياها على مغادرتها، وبول الخمري وفايز آباد، وهي ثلاث عواصم ولايات في الشمال، لكن تم صدهم وفق وزارة الدفاع.

من جانبها، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال في أفغانستان، وطالبت طالبان بإنهاء العمليات العسكرية في المدن.

وقالت ميشيل باشليه، في بيان: "على أطراف النزاع وقف القتال لمنع المزيد من إراقة الدماء، وعلى طالبان أن توقف العمليات العسكرية في المدن، وإذا لم تعد جميع الأطراف إلى طاولة الحوار وتتوصل إلى تسوية سلمية، فإن الوضع المتردي أصلًا للعديد من الأفغان سيزداد سوءًا".

كما أشارت إلى أن سيطرة طالبان على العديد من المدن "زرع الخوف والرعب"، لكنها حذرت من أن انتشار الميليشيات الموالية للحكومة قد يعرض أيضًا المدنيين للخطر.

مدينة رئيسية 

وفر الآلاف من شمال البلاد ووصل كثر إلى كابُل، أمس الإثنين، بعد رحلة لعشر ساعات في السيارة عبروا فيها العديد من حواجز طالبان. وأعلن المسلحون أنهم هاجموا مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. لكن السكان والمسؤولين أكدوا أنهم لم يصلوا إليها بعد.

وقالت الشرطة في ولاية بلخ: إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومترًا على الأقل منها؛ واتهمت طالبان بأنها تستخدم "الدعاية لترويع السكان".

وقال مرويس ستانيكزاي الناطق باسم وزارة الداخلية في رسالة إلى وسائل الإعلام: إن "العدو يتحرك الآن باتجاه مزار الشريف، لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان حول المدينة قوية وتم صد العدو".

ومزار شريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري. وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد. وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جدًا للسلطات.

وتعهد محمد عطا نور الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار الشريف والشمال،بالمقاومة "حتى آخر قطرة دم". وكتب على تويتر: "أفضل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس".

 السيطرة على قندوز 

وقد يكون عجز السلطات في كابُل عن السيطرة على شمال البلاد أمرًا حاسمًا لفرص الحكومة في البقاء. ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينيات.

وتشكّل السيطرة على قندوز الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال كابُل، والتي احتلها المسلحون مرتين عامي 2015 و2016، مفترق الطرق الاستراتيجي في شمال أفغانستان بين كابُل وطاجيكستان، أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو/ أيار مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُتوقع أن ينتهي بحلول 31 أغسطس.

وفي حين أثبت الجيش الأفغاني عدم قدرته على وقف هجوم طالبان في الشمال، فإنه مستمر في مواجهة المسلحين في قندهار ولشكركاه، وهما معقلان تاريخيان للمسلحين في جنوب أفغانستان، وكذلك في هرات في غرب البلاد.

لكن هذه المقاومة تتم لقاء خسائر مدنية فادحة، إذا أفادت اليونيسف الإثنين عن مقتل 20 طفلًا على الأقل، وإصابة 130 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في ولاية قندهار وحدها.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close