الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

عبدالغني برادر.. زعيم طالبان "المنتصر بلا منازع"

عبدالغني برادر.. زعيم طالبان "المنتصر بلا منازع"

Changed

قضى بارادار 20 عامًا من المنفى (غيتي)
قضى بارادر 20 عامًا في المنفى (غيتي)
لعب برادر أدوارًا عسكرية وإدارية متعاقبة في نظام طالبان، وكان يشغل منصب وزير الدفاع حين أطاحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأفغان بحكم الحركة.

قبل أقلّ من ثلاث سنوات، أُطلق سراح المؤسس المُشارك لحركة طالبان عبد الغني برادر من سجن باكستاني بناء على طلب الولايات المتحدة. ومع استلام طالبان السلطة في أفغانستان أمس الأحد، ظهر برادر بمظهر "المنتصر بلا منازع" في الحرب التي استمرّت 20 عامًا، وفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

واعتبرت الصحيفة أن عودة برادر إلى السلطة تجسّد عجز أفغانستان عن الهروب من تاريخها الدموي. وعلى الرغم من أن هيبة الله أخوند زاده هو الزعيم العام لطالبان، إلا أن برادر هو زعيمها السياسي وأكثر وجه علني بين قادة الحركة.

فمن هو برادر؟

ولد برادر في مقاطعة أوروزغان عام 1968. قاتل في صفوف المجاهدين الأفغان ضد السوفيات في الثمانينيات. بعد طرد الروس عام 1989، وسقوط البلاد في حرب أهلية بين أمراء الحرب المتنافسين، أنشأ برادر مدرسة في قندهار مع قائده السابق وصهره الشهير محمد عمر، حيث أسّسا معًا حركة طالبان.

وبدافع من الحماسة الدينية، والكراهية المنتشرة لأمراء الحرب، والدعم الكبير من وكالة الاستخبارات الباكستانية (ISI)، اكتسحت طالبان السلطة عام 1996 بعد سلسلة من "الفتوحات المذهلة" لعواصم المقاطعات التي فاجأت العالم، تمامًا مثلما فعلت الحركة في الأسابيع الأخيرة. وكان برادر، نائب الملا عمر، مهندسًا رئيسيًا لتلك الانتصارات.

كما لعب برادر أدوارًا عسكرية وإدارية متعاقبة في نظام طالبان الذي استمرّ خمس سنوات، وكان يشغل منصب وزير الدفاع حين أطاحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأفغان بحكم الحركة.

قائد عسكري ومشغّل سياسي بارع

وخلال 20 عامًا من المنفى، اشتهر برادر بكونه قائدًا عسكريًا فعالًا، ومشغلًا سياسيًا بارعًا. ينظر إليه دبلوماسيون غربيون على أنه جزء أساسي من مقرّ قيادة المقاومة الأفغانية "مجلس شورى كويتا"- قيادة طالبان في المنفى، والتي كانت الأكثر مقاومة لسيطرة المخابرات الباكستانية، والأكثر قابلية للتواصل السياسي مع كابُل.

ومع ذلك، كانت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما متخوّفة من خبرته العسكرية أكثر من أملها في ميوله المعتدلة المفترضة. وقامت وكالة المخابرات المركزية بتتبّعه حتى كراتشي عام 2010، وفي فبراير/شباط من ذلك العام، أقنعت المخابرات الباكستانية باعتقاله.

وقال مسؤول سابق: "تمّ القبض على برادر بسبب دوره في الحرب، وليس لأنه يُمكن أن يصنع السلام فجأة. الحقيقة هي أن الباكستانيين تمسّكوا به طوال تلك السنوات، لأن الولايات المتحدة طلبت منهم ذلك".

لكن عام 2018، تغيّر موقف واشنطن، وطالب المبعوث الأميركي الخاصّ إلى أفغانستان سابقًا زلماي خليل زاد الباكستانيين بالإفراج عن برادر حتى يتمكّن من قيادة المفاوضات في قطر، على أساس بأنه سيوافق على ترتيب لتقاسم السلطة.

وفي فبراير 2020، وقّع برادر اتفاق الدوحة مع الولايات المتحدة، فيما وصفته إدارة ترمب بأنه اختراق نحو السلام، لكنه يبدو الآن مجرد نقطة انطلاق نحو نصر كامل لطالبان.

وكان من المفترض أن يتبع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، محادثات لتقاسم السلطة بين طالبان وحكومة كابُل برئاسة أشرف غني. لكن المحادثات تعثّرت، ومن الواضح الآن أن برادر وطالبان كانا يتلاعبان بالوقت، في انتظار انسحاب القوات الأميركية والاستعداد للهجوم الأخير.

المصادر:
الغارديان

شارك القصة

تابع القراءة
Close