أعلن مسؤول في حركة طالبان اليوم الأربعاء، أنّ قادة الحركة الأفغانية سيُظهِرون أنفسهم للعالم، خلافًا لما كانت الحال عليه قبل 20 عامًا، عندما كانوا يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الذي وصفته بـ"الكبير" قوله: إنّ "العالم سيرى كل قادتنا بالتدريج".
وأشار المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أنّه "لن يكون هناك أيّ تخفّ أو سرية" في تحركات قادة الحركة.
ولفت إلى أوامر صدرت لأعضاء حركة طالبان بـ"عدم الاحتفال" بسيطرتهم على أفغانستان، موضحًا أنّ النصر "ملك لأفغانستان".
لكنّه أكد في الوقت نفسه أنّه سيكون على المدنيين أن يسلّموا أسلحتهم وذخيرتهم.
حكم "مختلف" لأفغانستان
تأتي هذه التصريحات بعدما قدمت حركة طالبان عرض مصالحة، متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم "مختلف" لأفغانستان.
وقد صدر هذا الإعلان مساء الثلاثاء بعيد عودة نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر إلى أفغانستان بعد يومين من سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها على البلاد، ليكرس بذلك توليها الحكم مجددًا بعدما أطاح بها اجتياح غربي بقيادة الولايات المتحدة عام 2001.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحافي في كابل أمام الصحافيين المحليين والأجانب: "إن كل هؤلاء في المعسكر المعارض تم العفو عنهم بشكل تام"، كاشفًا هويته للمرة الاولى. وأضاف: "لن نسعى الى الثأر".
وأعلن أنّ حركة طالبان ستشكل حكومة قريبًا من دون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل عن أعضائها، مكتفيًا بالقول: إن الحركة "ستقيم روابط مع كل الأطراف".
هل تفي طالبان بوعودها؟
وفي ردود الفعل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء أن الولايات المتحدة تأمل في أن "تفي" طالبان بوعودها في شأن حقوق الإنسان.
وقال برايس في مؤتمر صحافي: "إذا كان طالبان يقولون إنهم سيحترمون حقوق مواطنيهم، فإننا نتوقع منهم أن يفوا بهذا الالتزام".
كما أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن تباحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء في الأزمة الأفغانية واتّفق وإيّاه على تنظيم قمّة افتراضية لمجموعة الدول السبع عن هذا الملف الأسبوع المقبل.
من جهته، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن على الاتحاد أن "يحاور" طالبان "في أسرع وقت" لأن هؤلاء "ربحوا الحرب" في أفغانستان.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء: "سنحكم على طالبان استنادًا إلى أفعالها"، معربًا عن أسفه لعرقلة وصول أفغان يرغبون في إجلائهم إلى مطار كابل.
عمليات الإجلاء مستمرة
في غضون ذلك تتواصل عمليات الإجلاء من كابل، حيث أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنّ طالبان وعدت بتأمين عبور آمن لآلاف المدنيين الساعين الى بلوغ مطار كابل تمهيدًا لمغادرة أفغانستان.
من جانب آخر أعلن مسؤول في البيت الأبيض أنّ الجيش الأميركي أجلى من أفغانستان لغاية اليوم أكثر من 3200 شخص، من بينهم 1100 شخص تم إجلاؤهم يوم الثلاثاء.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنّ بلاده ستستقبل "على المدى الطويل" ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني، من بينهم خمسة آلاف في السنة الأولى.
وأقلعت طائرة فرنسية جديدة تقل أشخاصًا تم إجلاؤهم من كابُل ليل الثلاثاء الأربعاء متوجهة إلى أبو ظبي، عاصمة الإمارات، كما أعلن شهود عيان في المطار.
وكانت فرنسا أجلت الثلاثاء 41 فرنسيًا وأجنبيًا من كابل عبر جسر جوي أقامته باريس بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان الأحد.