الخميس 9 مايو / مايو 2024

إرباك أميركي وقلق أوروبي.. عمليات الإجلاء من مطار كابل تتواصل

إرباك أميركي وقلق أوروبي.. عمليات الإجلاء من مطار كابل تتواصل

Changed

بينما تعود الحياة شيئًا فشيئًا إلى سابق عهدها في كابل بعد أسبوع على سيطرة طالبان، تستمرّ الأزمة الإنسانية في محيط مطارها (غيتي)
بينما تعود الحياة شيئًا فشيئًا إلى سابق عهدها في كابل بعد أسبوع على سيطرة طالبان، تستمرّ الأزمة الإنسانية في محيط مطارها (غيتي)
في حين يسيطر "إرباك أميركي" على عمليات الإجلاء المستمرّة من مطار كابل، يبرز قلق أوروبي من أداء واشنطن في أفغانستان.

تتواصل المشاورات السياسية في أفغانستان لرسم ملامح النظام المقبل للبلاد، وذلك بعد مرور أسبوع على سيطرة حركة طالبان.

وبينما تعود الحياة شيئًا فشيئًا إلى سابق عهدها في العاصمة الأفغانية كابل، تستمرّ الأزمة الإنسانية في محيط مطارها، فيما قال مسؤول في حركة طالبان إنّ الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية الفوضى هناك.

وفي حين يسيطر "إرباك أميركي" واضح على عمليات الإجلاء من مطار كابل، رغم الحديث عن تسجيل رقم "مبشّر" اليوم، عبر إجلاء ثمانية آلاف شخص في 24 ساعة، يبرز قلق أوروبي من أداء واشنطن في أفغانستان.

تحذيرات أميركية لحركة طالبان

في أبرز المواقف التي سُجّلت اليوم الأحد، قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان: إن بلاده وفّرت إمكانات المرور الآمن لعدد كبير من الأميركيين عبر مطار كابل.

وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، حذر سوليفان حركة طالبان من مغبّة عرقلة وصول الأميركيين والمتعاونين الأفغان إلى مطار كابل، منبّهًا إلى أنّ ذلك سيُقابَل بردّ سريع وقوي.

كما أكّد أنّ لدى واشنطن اتفاقًا مع 26 دولة في 4 قارات لاستضافة المتعاونين الأفغان.

"تفعيل" الأسطول الجوي الاحتياطي

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام أميركية بأنّ وزير الدفاع لويد أوستن أمر بتفعيل الأسطول الجوي الاحتياطي المدني، استعدادًا لإجلاء رعايا الولايات المتحدة والأفغان المتعاونين معها.

وطلب أوستن 16 إلى 18 طائرة من كلٍ من شركات الطيران الأميركية بحيث تكون جاهزة للمساعدة في عمليات الجسر الجوي لنقل الأميركيين الموجودين في أفغانستان والمتعاونين الأفغان.

مجموعة الدول السبع تجتمع الثلاثاء

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إنه سيعقد اجتماعًا لزعماء مجموعة الدول السبع الثلاثاء المقبل، لإجراء "محادثات عاجلة" بشأن الوضع في أفغانستان.

وأضاف جونسون في بيان عبر "تويتر"، أنّه "من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على ضمان عمليات الإجلاء الآمنة من أفغانستان ومنع حدوث أزمة إنسانية".

وأكد البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن سيناقش مع زعماء مجموعة الدول السبع التنسيق بشأن الوضع في أفغانستان وجهود عمليات الإجلاء الجارية.

20 شخصًا لقوا حتفهم في أسبوع

إلى ذلك، ذكر مسؤول في حلف شمال الأطلسي أنّ ما لا يقلّ عن 20 شخصًا لقوا حتفهم في الأيام الماضية داخل مطار كابل وحوله خلال جهود الإجلاء.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية، نقلًا عن وزارة الدفاع البريطانية، أن 7 أشخاص قُتِلوا في حشد قرب مطار كابل وسط حالة من الفوضى مع تجمّع آلاف الأشخاص لمحاولة الفرار من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.

"الفوضى" تغلب على أطراف مطار كابل

وبحسب مراسل "العربي" في كابل صابر أيوب، فإنّ صعوبات كثيرة تعتري عملية الإجلاء أولها أنّ الولايات المتحدة فقدت السيطرة تمامًا، حتى إنّ السفارة باتت تعمل من داخل المطار وليس في مقر السفارة الذي أضحى فارغًا تمامًا.

ويشير أيوب إلى أنّ الوجود الأميركي بات محصورًا في المطار وهو ما يصعّب وصول الأميركيّين، علمًا أنّ حركة طالبان تنفي الاتهامات الأميركية أنّها تعيق تنقل رعاياها والمتعاونين معها.

ويلفت إلى أنّ الحركة تقرّ بأنّها تستجوب بعض الأميركيين والغربيين، لكنّها تخلي سبيلهم نحو المطار، مؤكدًا أنّ هذه المشكلة لم تُحَلّ بعد.

ووفقًا لمراسل "العربي"، فإنّ حالة الفوضى لا تزال تسيطر على أطراف المطار وحول أسواره وعلى بواباته.

وفيما يشير إلى أنّ الوضع الأمني هناك خطير جدًا، يلفت إلى أنّ مقاتلي حركة طالبان لا يفرّقون في الكثير من الأحيان بين من لديه وثائق للعبور ومن يتشبّث بأمل طفيف لتجاوز أسوار المطار.

أمر "مبشّر" بالنسبة إلى الأميركيين

من جهته، يرصد مراسل "العربي" في واشنطن زيد بنيامين المتابعات في الولايات المتحدة للتطورات الأفغانية، التي تخضع لمراقبة حثيثة من قبل الإدارة الأميركية.

ويشير بنيامين إلى أنّ الأكثر إثارة للاهتمام في تطورات اليوم كان إعلان وزير الدفاع الأميركي بأنّ الولايات المتحدة قد تبقى إلى ما بعد 31 أغسطس في أفغانستان، وإشارته إلى أنّ ذلك سيكون رهنًا بعمليات الإجلاء القائمة.

ويتحدّث مراسل "العربي" عن أمر "مبشّر" طرأ اليوم بالنسبة للأميركيين وهو أنّ عدد الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم في آخر 24 ساعة وصل إلى ثمانية آلاف شخص، علمًا أنّ الرقم المستهدف هو تسعة آلاف يوميًا.

ويلفت إلى وجود عتب دولي بالإضافة إلى عتب داخلي على إدارة الرئيس جو بايدن وقد حاول سوليفان الدفاع عن قرار الرئيس بشأن الانسحاب من أفغانستان.

لندن "متفائلة" بتحسّن عمليات الإجلاء

أما مراسل "العربي" في لندن كمال العلواني، فيلفت إلى أنّ مسعى بوريس جونسون هو إشراك الحلفاء والشركاء في مجموعة السبع ليس فقط في الملفات الكبرى التي تتعلق بالاستراتيجية التي يجب أن تتوخاها المجموعة الدولية في مواجهة طالبان ومراقبة سلوك الحركة فيما يخص حقوق الإنسان وحقوق المرأة وبناء النظام السياسي الجديد.

ويشير العلواني إلى أنّ جونسون يرمي من خلال هذا الاجتماع المرتقب الثلاثاء لزعماء مجموعة السبع أيضًا إلى إشراك الحلفاء في العمليات اللوجستية المرتبطة بعمليات الإجلاء الحاصلة.

وينقل العلواني عن مصادر متابعة لعمليات الإجلاء أنّها عكس كل ما قيل قد تحسّنت وذلك يعود إلى ما قامت به حركة طالبان من تنظيم للطوابير خارج المطار وفرزها بين طوابير مخصصة للرحلات الأميركية وأخرى تخص تلك التي تقوم بها بريطانيا.

وتتفاءل المصادر ذاتها، بحسب مراسل "العربي"، بإرادة الولايات المتحدة في عدم الوقوف عند تاريخ 31 أغسطس لإنهاء الانسحاب والإجلاء وتمديده ما سيفسح المجال لبريطانيا كي تقوم برحلات أشمل وأوسع وبطريقة منظمة لكي تتمّ هذه العمليات في سلامة ولكي يتمكّن هؤلاء اللاجئون من الخروج آمنين من أفغانستان.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close