أعلنت طالبان الأحد توجه "مئات" المقاتلين إلى منطقة وادي بنجشير شمال كابل الخارجة عن سيطرتها، وحيث تسعى معارضة مسلحة لتنظيم صفوفها والتصدي للحركة التي تكاد تحكم قبضتها على كامل أفغانستان.
وكتبت الحركة في تغريدة على حسابها على تويتر بالعربية: "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي".
ونشرت تسجيلًا مصورًا تظهر فيه آليات محمّلة بالعتاد والمقاتلين.
مئات من مجاهدي #الإمارة_الإسلامية يتوجهون نحو ولاية #بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسئولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي. pic.twitter.com/FwAYBZeopq
— الإمارة الإسلامية (@alemara_ar) August 22, 2021
وتتهيّأ قوات تابعة للحكومة الأفغانية السابقة في الوادي الشديد التحصين الواقع شمال شرق كابل لـ"نزاع طويل الأمد"، من دون استبعاد إمكان التفاوض مع طالبان، وفق ما أعلن متحدّث باسمها علي ميسم نظري في مقابلة مع وكالة "فرانس برس".
وأحد قادة هذا التحرك الذي سمي "جبهة المقاومة الوطنية" هو نجل القائد الشهير المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود، الذي اغتاله تنظيم القاعدة قبيل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ويحشد مسعود قوة مقاتلة عديدها تسعة آلاف عنصر، وفق نظري.
ومنذ استولت طالبان على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على العاصمة كابل، توجّه آلاف الأشخاص إلى بنجشير بهدف الانضمام إلى حركة المقاومة وإيجاد ملاذ آمن لمتابعة حياتهم.
أردوغان: لا يمكننا تحمل مهاجرين جدد
وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد أن بلاده لا يمكنها تحمل مسؤولية دول أخرى بالنسبة إلى الأفغان الذين عملوا في المؤسسات الغربية وينتظرون إجلاءهم بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.
وقال أردوغان في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "لقد تلقينا طلبًا لاستضافة موظفين محليين لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان. إن الدول الأعضاء لا تفتح أبوابها سوى لجزء ضئيل من الأشخاص الذين خدموها ويواجهون صعوبات. (..) لا يمكن لتركيا تحمل مسؤولية الدول الأخرى"، بحسب بيان الرئاسة التركية.
وجدد الرئيس التركي، غداة تصريحات مماثلة أدلى بها خلال محادثة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قوله: إن "تركيا التي تستضيف بالفعل خمسة ملايين لاجئ لا يمكنها تحمل عبء هجرة إضافية".
وأورد ميشال في تغريدة إنه ناقش مع أردوغان "التطورات الأخيرة" في أفغانستان، معتبرًا أنها "تحد مشترك لتركيا والاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن هناك "إدراكًا كاملًا لضرورة ضمان الإجلاء الآمن للمواطنين والموظفين المحليين وكذلك العائلات وتقديم الدعم للأفغان الضعفاء والمجتمعات المضيفة في المنطقة".
Discussed recent developments in Afghanistan with @RTErdogan A common challenge for both Turkey and the EU. Full understanding on need to ensure safe exit of nationals, local staff and families and to ensure support for vulnerable Afghans and host communities in the region.
— Charles Michel (@eucopresident) August 22, 2021
وحضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت كل الدول وفي مقدمها الدول الأوروبية على استقبال قسم من اللاجئين الأفغان الذين تم اجلاؤهم من كابل.
من جانبه، اعتبر أردوغان السبت أنّه "ليس من الواقعيّ" أن ينتظر الاتّحاد الأوروبي المزيد من جانب تركيا فيما يتعلق باستقبال المهاجرين ما دام لم يتم تنفيذ اتفاق تركيا والاتحاد الأوروبي بالكامل.
واتّهمت أنقرة مرارًا عواصم الاتّحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماتها في الاتّفاق الموقع العام 2016 الذي يُمكِن بموجبه إعادة المهاجرين "غير الشرعيّين" الذين يصلون الى الاتّحاد الأوروبي إلى تركيا مقابل مساعدات، وأعلنت رغبتها في إعادة النظر فيه.