الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

بعد "عبرة" أفغانستان.. الاتحاد الأوروبي يحيي مشروع القوة العسكرية المشتركة

بعد "عبرة" أفغانستان.. الاتحاد الأوروبي يحيي مشروع القوة العسكرية المشتركة

Changed

يتباحث وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في تشكيل قوة رد سريع أوروبية بعد تهميش الكتلة خلال عملية الإجلاء في أفغانستان
يتباحث وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في تشكيل قوة رد سريع أوروبية بعد تهميش الكتلة خلال عملية الإجلاء في أفغانستان (غيتي)
تكثفت الدعوات لكي تطور الدول الأعضاء قدرتها العسكرية المشتركة للرد سريعًا على الأزمات بعد مشاهد الفوضى في كابل التي تلت تولي طالبان السلطة.

تباحث وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي الخميس بشأن مقترحات لتشكيل قوة رد سريع أوروبية بعد تهميش الكتلة خلال عملية الإجلاء التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان.

وتكثفت الدعوات في الأيام الماضية لكي تطور الدول الأعضاء الـ 27 قدرتها العسكرية المشتركة الخاصة للرد سريعًا على الأزمات بعد مشاهد الفوضى في مطار كابل التي تلت تولي طالبان السلطة.

مراجعة استراتيجية الدفاع

من جهته قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحافيين بعد الاجتماع في سلوفينيا: "لقد أظهرت أفغانستان أنّ هناك ثمنًا لأوجه القصور على صعيد استقلالنا الاستراتيجي والسبيل الوحيد للمضي قدمًا هو توحيد قواتنا وتعزيز ليس فقط قدرتنا ولكن أيضًا إرادتنا للتحرك".

وتابع "إذا أردنا أن نكون قادرين على التصرف بشكل مستقل وألا نعتمد على الخيارات التي يتخذها الآخرون، حتى لو كان هؤلاء الآخرون هم أصدقاءنا وحلفاءنا، فعلينا إذًا أن نطور قدراتنا الخاصة".

ومن بين المقترحات أمام الوزراء الأوروبيين مشروع قدّم للمرة الأولى في مايو/ أيار ويهدف الى تشكيل قوة قوامها خمسة آلاف عنصر في إطار مراجعة استراتيجية الدفاع لدى الاتحاد الأوروبي والمقرر عرضها كمسوّدة في نوفمبر/ تشرين الثاني.

لكن ثمة شكوك جدية حيال قدرة الأوروبيين على التوصل الى مثل هذا المشروع، إذ إن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن يومًا من استخدام نظام "تجمعات تكتيكية" وضع في 2007 لكن يتطلب إجماعًا من الدول الأعضاء لكي يتم تفعيله.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "يجب أن يكون للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه وزن أكبر في العالم للدفاع عن مصالحنا وقيمنا ولحماية مواطنينا".

وأضاف أنّ "الانسحاب الفوضوي من أفغانستان يجبرنا على إسراع التفكير بصدق بشأن الدفاع الأوروبي".

أوروبا "مستقلة"

من جانبه قدر وزير الدفاع السلوفيني ماتي تونين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن قوة الرد السريع يمكن أن يتراوح عددها بين "خمسة آلاف و20 ألف عنصر".

ودعا إلى وضع نظام جديد يسمح بإرسال قوات من "الدول المتطوعة" باسم الاتحاد الأوروبي إذا وافقت غالبية الدول الأعضاء على ذلك بدلًا من الإجماع المطلوب من أجل "التجمعات التكتيكية".

ورأت نظيرته الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور أن العبرة مما حصل في أفغانستان هي أنه "علينا أن نصبح مستقلين أكثر بصفتنا أوروبيين وأن نكون قادرين على التحرك بشكل مستقل أكثر". مضيفة "لكن من المهم جدًا ألا نتصرف كبديل عن حلف الأطلسي والأميركيين".

وبدت الوزيرة معارضة لفكرة تشكيل قوة دائمة قائلة على تويتر إن على "تحالفات من الراغبين" ضمن الدول الأعضاء أن توحّد صفوفها للتعامل مع أي أزمات مستقبلية.

بدوره أعلن وزير الدفاع اللاتفي أرتيس بابريكس أن التكتل يجب أن يثبت أن لديه "الرغبة السياسية" في استخدام هذه القوة.

وتساءل "نحاول وضع خطط هائلة حول الدفاع المشترك في الاتحاد الأوروبي لكن المجموعات القتالية قائمة منذ عقد، هل استخدمناها؟".

والاتحاد الأوروبي منقسم منذ سنوات حول الدور الذي يجب أن يلعبه في مجال الدفاع. ولطالما كانت الدول الأعضاء في الاتحاد ومعظمها ضمن حلف شمال الأطلسي، مترددة في الموافقة على خطوات لدمج القدرات العسكرية.

واستؤنفت المحادثات بعد خروج بريطانيا من التكتل ولا سيما أنها كانت تعارض بشدة احتمال تشكيل جيش أوروبي.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close