في وقت أعلنت فيه طالبان قرب التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، أطلقت الحركة معركة على وادي بنجشير، آخر معقل تتحصن فيه المعارضة المسلحة المناهضة للحركة.
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين أن الصين تعهّدت بالإبقاء على سفارتها في كابل.
إضافة إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عن عودة الرحلات الجوية الإنسانية إلى شمال أفغانستان وجنوبها بعد سيطرة طالبان على السلطة في البلاد.
كما أعلنت إحدى الشركات المالية الأميركية العملاقة استئناف عملياتها في أفغانستان، ما يفسح المجال لوصول تحويلات مالية أساسية بالنسبة إلى البلد.
السفارة الصينية في كابل
وأعلن المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، في تغريدة على تويتر، أن الصين تعهدت الإبقاء على سفارتها مفتوحة في أفغانستان، وتعزيز حجم مساعداتها الإنسانية لهذه الدولة التي مزقتها الحروب.
وقال شاهين: إن عبد السلام حنفي عضو المكتب السياسي للحركة في الدوحة، "أجرى محادثة هاتفية مع وو جيانغهاو، نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية".
وتابع شاهين: "أكد نائب وزير الخارجية الصيني أن بلاده ستُبقي على سفارتها في كابل".
وأضاف: علاقاتنا سوف تتعزز مقارنة بالماضي، والصين ستواصل أيضًا مساعداتها الإنسانية وتعمل على تعزيزها خاصة لعلاج مرضى كوفيد-19.
1/3 Abdul Salam Hanafi, Deputy Director, PO held a phone conversation with Wu Jianghao, Deputy Foreign Minister of the People’s Republic of China. Both sides discussed the ongoing situation of the country and future relations. The Chinese Deputy Foreign Minister said that
— Suhail Shaheen. محمد سهیل شاهین (@suhailshaheen1) September 2, 2021
ولا تزال سفارة الصين في كابل تعمل، على الرغم من أن بكين بدأت إجلاء المواطنين الصينيين من البلاد، منذ أشهر مع تدهور الوضع الأمني.
أنشطة المنظمات الإنسانية
من جهة أخرى، استأنفت الأمم المتحدة الرحلات الجوية الإنسانية إلى شمال أفغانستان وجنوبها بعد سيطرة طالبان على السلطة في البلاد، وفق ما أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك: إن الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تُسيّر حاليًا رحلات جوية "لتمكين 160 منظمة إنسانية من مواصلة أنشطتها المنقذة للأرواح" في أفغانستان.
وتربط هذه الخدمات الجوية العاصمة الباكستانية إسلام آباد بمدينة مزار الشريف في شمال أفغانتسان وبقندهار في الجنوب.
وأقلعت ثلاث رحلات حتى الآن إلى مزار الشريف منذ 29 أغسطس/ آب.
وقال دوجاريك: هناك جهود تبذل لتسيير مزيد من تلك الرحلات إلى وجهات إضافية.
وأوضح أنه اعتبارًا "من 2002 إلى 2021، خدمت الخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان أكثر من 20 وجهة في البلاد".
وأضاف: "ستسعى الخدمة للعودة إلى هذه المواقع ما إن يسمح الوضع الأمني والتمويل بذلك".
ولفت دوجاريك إلى أن المسؤولين يعملون على إنشاء جسر جوي لنقل مواد غير غذائية، كالإمدادات الطبية ومعدات الطوارئ.
عودة الشركات الأجنبية إلى البلاد
على صعيد آخر، أعلنت شركة "ويسترن يونيون" الأميركية العملاقة أنها ستستأنف عملياتها في أفغانستان، ما يفسح المجال لوصول تحويلات مالية أساسية، بالنسبة إلى البلد الذي يواجه صعوبات اقتصادية ضخمة في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة الشهر الماضي.
وقالت ناطقة باسم شركة "ويسترن يونيون"، في بيان: "يسر ويسترن يونيون أن تعلن أنها تستأنف خدمات تحويل الأموال إلى أفغانستان اعتبارًا من 2 سبتمبر/ أيلول، حتى يتمكن عملاؤنا مجددًا من إرسال الأموال ودعم أحبائهم".
وأضافت: "نتفهم الحاجات الملحة لزبائننا وعائلاتهم ونلتزم دعمهم". ولفتت إلى أنه لن تفرض رسوم على تحويل الأموال لمدة أسبوعين بين 3 سبتمبر و17 منه.
وأفادت المتحدثة بأن الخدمة تمكن من القيام بالدفوعات بالعملتين الأفغانية والدولار الأميركي من خلال سبعة بنوك، مشيرة إلى أن الحوالات كانت معلّقة نظرًا إلى أن "الشبكة المصرفية كانت مغلقة أساسًا وكانت هناك مشاكل واضحة في توافر السيولة".
وأضافت: "لكن لدينا تأكيدات الآن من شركائنا المصرفيين تفيد بأنه تم فتح عدد من الفروع خلال الأيام الأخيرة ويجري فتح المزيد والمزيد كل يوم، كما لدينا تطمينات بأن لديهم سيولة جيّدة".
وكانت المؤسسة التي تتخذ من واشنطن مقرًا أعلنت الأسبوع الماضي تعليق مساعدتها للبلاد، معربة عن "القلق العميق حيال الوضع في أفغانستان وتأثيره على آفاق التنمية في البلاد، خصوصًا بالنسبة للنساء".
تطورات بنجشير وتشكيل الحكومة
أمنيًا، شنّت حركة طالبان هجومًا جديدًا على وادي بنجشير أحد آخر جيوب المقاومة للحركة في شرق البلاد، عقب اشتباكات راح ضحيتها 4 أشخاص على الأقل.
وشن مقاتلو طالبان الأربعاء هجومًا على جنوب بنجشير من ولاية كابيسا التي كانت تخضع لسيطرة الجيش الفرنسي قبل انسحابه من أفغانستان عام 2013. كما قادوا هجومًا في شرق الوادي.
بالتزامن مع التطورات العسكرية، أعلن الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم أنّ الحكومة الجديدة في أفغانستان ستُعلَن خلال أيام، رافضًا الغوص في تفاصيل تشكيلتها ورئيسها.
وأكد أنّ العمل جارٍ لإنهاء ما وصفها بـ"المشكلة الصغيرة جدًا" الباقية في بنجشير، "من خلال التفاهم والحوار"، مشدّدًا على وجوب الاستفادة من "الفرصة التاريخية العظيمة" المتاحة للشعب الأفغاني.
في هذا السياق، يرى الباحث في المركز العربي في واشنطن رضوان زيادة أن نظام الحكم في أفغانستان سيكون شبيهًا لنظام الحكم الحالي في إيران.
ويشير زيادة، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أنه قد يكون في نظام الحكم الجديد منصب سياسي ديني، كمنصب المرشد الأعلى في إيران، يكون غير خاضع للمساءلة أو المحاسبة، ويُشرف على عمل الحكومة.
ويقول: وظيفة المنصب الجديد هو الإشراف على عمل الحكومة وتقييم إجراءاتها وفق الشريعة الإسلامية.