الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

مفاوضات "في الكواليس".. قطر تعمل مع طالبان على فتح "ممرات آمنة"

مفاوضات "في الكواليس".. قطر تعمل مع طالبان على فتح "ممرات آمنة"

Changed

تعيش المنظمات غير الحكومية حالة عدم يقين بينما تحاول الحصول على ضمانات بشأن استمرارية برامجها (غيتي)
تعيش المنظمات غير الحكومية حالة عدم يقين بينما تحاول الحصول على ضمانات بشأن استمرارية برامجها (غيتي)
ذكر المبعوث الخاص مطلق بن ماجد القحطاني في بيان أن "قطر تعمل مع حركة طالبان لضمان انتقال سلس للسلطة إلى حكومة شاملة وفعالة".

أعلن مسؤول في وزارة الخارجية القطرية، اليوم الجمعة، أن بلاده تعمل على تسهيل فتح ممرات إنسانية لإدخال مساعدات إلى أفغانستان.

وذكر المبعوث الخاص مطلق بن ماجد القحطاني في بيان أن "قطر تعمل مع حركة طالبان لضمان انتقال سلس للسلطة إلى حكومة شاملة وفعالة".

وكان مصدر قطري مطلع قد ذكر في وقت سابق أن القحطاني وصل إلى كابل اليوم الجمعة لإجراء محادثات بخصوص تشكيل حكومة أفغانية تشمل جميع الأطياف وإعادة فتح مطار العاصمة.

يذكر أنّ قطر استضافت مفاوضات بين واشنطن و"طالبان" الأفغانية توجت بتوقيعهما، في 29 فبراير/ شباط 2020، اتفاقًا لإحلال السلام نص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

كما استضافت مفاوضات بين "طالبان" والحكومة الأفغانية، قبل أن تتسارع الأحداث وتسيطر الحركة على البلاد.

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، بقيادة واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول من العام ذاته.

مفاوضات بين منظمات إنسانية وطالبان

وفي سياق متصل، تتفاوض المنظمات الإنسانية في الكواليس مع نظام طالبان الجديد بهدف مواصلة أنشطتها داخل أفغانستان، التي باتت على شفير "كارثة إنسانية" محتملة، فيما تخيّم الضبابية على الوضع الاقتصادي والمالي.

وتعيش المنظمات غير الحكومية حالة عدم يقين بينما تحاول الحصول على ضمانات بشأن استمرارية برامجها.

من جهتها، تقول المتحدثة الرسمية باسم المجلس النروجي للاجئين ميشيل ديلاني: "إن فرقنا على الأرض بدأت تنخرط في مناقشات مع طالبان في عدّة ولايات. وطلبوا منّا في كلّ مرّة أن نواصل القيام بعملنا".

كما أكّدت منظمات غير حكومية أخرى أنها تجري محادثات مع طالبان بغية مواصلة عملياتها على الأرض، أو أنها تبلّغت بضمانات أمنية لمواصلة البرامج القائمة.

وكانت حركة طالبان علّقت تصاريح العمل الممنوحة لمنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر في المناطق التي سيطرت عليها، قبل إعادتها لاحقًا.

وفي هذا السياق، تقول نائبة مدير منظمة كير الدولية في أفغانستان ماريان أوغرادي: "الجميع يسأل عمّا سيحصل" وكلّ أعمال المنظمة المروّجة لحقوق المرأة لا تزال قائمة.

ويشكّل الحفاظ على أمن المهمات مسألة حساسة أيضًا في واحدة من أكثر المناطق خطورة لأعمال الإغاثة. 

الوقت ينفد

غير أن المنظمات غير الحكومية تؤكّد أن لا نية لديها لأن تخفف وجودها ونشاطها، خصوصًا تلك التي كانت تعمل أصلًا في مناطق سيطرة طالبان.

ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر فلوريان سيريكس: إن "التحولات في أفغانستان لم تؤثر على علاقتنا مع طالبان والوضع الحالي لا يبدّل من طريقة تصرّفنا".

وأعرب عناصر إغاثة أجانب آخرون غادروا البلد نهاية أغسطس/آب، عن رغبتهم بالعودة.

ويحذّر ممثّل أطباء بلا حدود في أفغانستان فيليبي ريبيرو من أن الوقت ينفد وقد تواجه البلاد نقصًا في الإمدادات الطبية في الأشهر المقبلة.

وتمّ تطعيم قرابة 1% من سكان أفغانستان بالكامل ضد فيروس كورونا الشهر الماضي، وفقًا للبيانات التي جمعتها وكالة فرانس برس.

ويهدد تجميد الاحتياطيات الوطنية الأفغانية في الخارج وتجميد المساعدات الدولية استمرار العمليات الإنسانية على المدى القصير أو أكثر بقليل.

وفي هذا الصدد، أعربت أوغرادي عن قلقها حيال "مستقبل" المساعدات الإنسانية" في البلد.

انهيار شامل

ويعاني البلد الذي يعد بين أفقر دول العالم من انهيار شامل، إذ يرزح تحت وطأة الجفاف وجائحة كوفيد وتدفّق الجرحى إلى المستشفيات ونزوح مئات آلاف السكان، فيما يعتمد الاقتصاد على المساعدات الدولية المعلّقة تقريبًا في الوقت الحالي.

ويعيش 18 مليونًا من أصل سكان أفغانستان المقدّر عددهم بنحو 35 إلى 40 مليون شخص في أوضاع إنسانية كارثية، وحذّرت الأمم المتحدة مؤخرًا من أن عددًا مماثلًا قد ينضم إلى هذه الفئة داعية إلى تقديم مساعدات دولية.

والثلاثاء، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "كارثة إنسانية" وشيكة في أفغانستان، وحضّ دول العالم على تقديم مساعدات مالية عاجلة في أعقاب انسحاب القوات الأميركية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close