طالب المدعون العامون الروس بسجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني، بعد يوم من الاعتقالات التي طالت أعدادا قياسية من المتظاهرين الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة موسكو دعمًا لنافالني للأسبوع الثاني على التوالي.
وأعلن مكتب المدعي العام اليوم الإثنين أنه اتفق مع دائرة السجون الفيدرالية على "وجوب حصول نافالني على عقوبة سجن حقيقية". وقال: "نافالني انتهك مرارًا شروط السجن لمدة 3 سنوات ونصف مع وقف التنفيذ بتهمة الاحتيال".
كما يواجه نافالني تهم احتيال جديدة محتملة قد تؤدي إلى عقوبة إضافية بالسجن لمدة 10 سنوات.
خطر المواجهة
وتثير الدعوة إلى الحكم على نافالني في جلسة استماع في المحكمة المُقرر عقدها يوم الثلاثاء مخاطر من مواجهة بين الكرملين والمعارضة المناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتأتي هذه المخاوف بعدما احتجزت الشرطة ما لا يقل عن 5611 شخصًا خلال احتجاجات يوم الأحد، وفقًا لمنظمة "أو في دي إنفو". واعتقلت الشرطة متظاهرين في 88 مدينة على الأقل في جميع أنحاء روسيا، بما في ذلك 1848 في موسكو و1311 في سانت بطرسبرغ، حسبما ذكرت المنظمة.
كما أشارت إلى احتجاز عشرات الصحفيين. وقبضت السلطات على معظم مساعدي نافالني الذين لم يُسجنوا قبل الاحتجاجات. ويواجهون الآن تهماً جنائية.
كما سعت السلطات في موسكو إلى ردع المتظاهرين بإغلاق جزء كبير من وسط العاصمة أمام حركة المرور والمشاة.
وجاءت المظاهرات في أعقاب احتجاجات 23 يناير/ كانون الثاني المنصرم، إذ اعتقلت السلطات يومها حوالي 3600 شخص في أكثر من 150 مدينة. ودافع يومها المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، عن سلوك الشرطة كرد على "استفزازات" المتظاهرين. واتهم حلفاء نافالني بالعمل مع حكومات أجنبية بالدعوة إلى فرض عقوبات على شركاء بوتين.
تنديد دولي
ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا للإفراج عن نافالني.
وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكينفي مقابلة تلفزيونية: "إن الاعتقالات والعنف الذي تستخدمه الشرطة مقلق للغاية". واعتبر الاحتجاجات التي أثارها اعتقال نافالني "انعكاساً للإحباط الذي يشعر به الشعب الروسي من الفساد والاستبداد".
Protests erupted across #Russia for the second weekend in a row as thousands demanded the release of opposition leader Alexei Navalny, the chief critic of Russian President Vladimir Putin. https://t.co/jT8FYyHQw1
— KyivPost (@KyivPost) January 31, 2021
كذلك دانت ألمانيا استخدام قوات الأمن الروسية للعنف، والإجراءات التي اتخذت مرة أخرى ضد المتظاهرين السلميين. ودعت إلى إطلاق المعتقلين فوراً.
الاستحقاق
ونجح بوتين في صد موجات المعارضة الروسية المتكررة عبر تشديد القيود على المظاهرات. ويبدو أن صراع المعارضة سيمتد حتى العام 2024 عندما يتعيّن على الرئيس الروسي، الذي يتبوّأ السلطة منذ أكثر من عقدين؛ اتخاذ قرار الاستمرار في الرئاسة لولاية خامسة.