اعتبر وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، أن لبنان قادر على تخطي الصعوبات التي تواجهه، وذلك خلال زيارة رسمية إلى البلد تستمر يومين.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحافي عقده عقب وصوله، إلى مطار "رفيق الحريري" الدولي في العاصمة بيروت: إن "إيران لن تبخل على لبنان بأي مساعدة في حال طلب منها ذلك"، حسب تعبيره.
وأضاف: "نحن على ثقة أن لبنان قادر على تخطي الصعوبات كما تخطى مشاكله في مراحل سابقة".
يذكَر أنّ عددًا من المحتجّين استبقوا وصول عبد اللهيان، فنظّموا مساء أمس مسيرة في العاصمة بيروت، رفضًا للزيارة. وطالبوا بـ"تطبيق القرارات الدولية ونزع السلاح غير الشرعي"، رافعين شعار "لا للاحتلال، لا لسلطة الخضوع والخنوع".
عبد اللهيان يؤكد لعون "دعم" إيران "الثابت" للبنان
واستهلّ وزير الخارجية الإيراني جولته على المسؤولين اللبنانيين بلقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا.
وأكد عبد اللهيان في مستهلّ اللقاء، "دعم طهران الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها لبنان خصوصا في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها".
وقدّم عبد اللهيان للرئيس عون عرضًا لموقف بلاده من التطورات الإقليمية والدولية ولأجواء المفاوضات التي تجريها طهران مع عدد من الدول العربية والأجنبية، والاقتراحات المتداولة لتحسينها وتطويرها، وكذلك ما يتعلق منها بالملف النووي.
من جهته، أبلغ عون ضيفه "دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية"، معتبرًا أنّ مثل هذا الحوار يمكن أن يقرب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها.
ونوه عون بالتضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدّمتها بعد انفجار مرفأ بيروت.
لقاءات مكثفة
والتقى عبد اللهيان، القادم من العاصمة الروسية موسكو، كذلك رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على أن يلتقي لاحقًا وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وكذلك سيعقد لقاءات في مقر السفارة الإيرانية مع ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية.
ومنذ نحو عامين، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تسببت بانهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعدم توفر النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، تشكلت الحكومة برئاسة ميقاتي، عقب 13 شهرًا من التعثّر، إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، في 10 أغسطس/آب 2020، بعد انفجار مرفأ بيروت.