الأحد 12 مايو / مايو 2024

رئيسة المفوضية الأوروبية في أزمة.. تفرّد في القرارت أم "كبش فداء سهل"؟

رئيسة المفوضية الأوروبية في أزمة.. تفرّد في القرارت أم "كبش فداء سهل"؟

Changed

رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين (غيتي)
تركّزت عاصفة الانتقادات على القرار الذي اتخذته المفوضية بفرض ضوابط على تصدير اللقاحات، وتناولت أسلوب فون دير لايين الشخصي في تولي المسؤولية.

تواجه رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين أعمق أزمة سياسية منذ توليها منصبها، بسبب التأخر في تسلّم دول الاتحاد الأوروبي للقاحات الموعودة، والقرار المتعجل الذي أصدرته بفرض ضوابط على صادرات اللقاحات.

وعلى الرغم من أن فون دير لايين لا تزال تحظى بدعم قوي من باريس ولندن، لكن عاصفة الانتقادات التي تعرّضت لها كشفت مخاوف تتعلق بالاستراتيجية التي تتبعها بروكسل لتأمين لقاحات لسكان التكتل.

وتركّزت الانتقادات في بروكسل ودبلن ولندن على القرار الذي اتخذته المفوضية بفرض ضوابط على تصدير اللقاحات عند الحدود بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية، وهي خطوة أُبطِلت لاحقًا.

كما أن السياسيين والمواطنين على السواء في جميع دول التكتل أعربوا عن إحباطهم بسبب معدلات التطعيم المنخفضة ضد كوفيد-19، مقارنة بالولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.

ووصلت الانتقادات أيضًا إلى تناول أسلوب فون دير لايين الشخصي في تولي المسؤولية، واتهمها البعض في بروكسل بالاعتماد على دائرة ضيقة حولها وتجاوز خبراء المفوضية.

ودعت الكتل السياسية الرئيسية في البرلمان الأوروبي الوزيرة الألمانية السابقة إلى جلسة مساءلة؛ ما ينذر بحصول أزمة. وحتى رئيس المفوضية السابق جان-كلود يونكر انضم إلى المنتقدين، وبينهم دبلوماسيون لا يُخفون في مجالسهم الخاصة امتعاضهم من أداء فون دير لايين.

وفي مقابلة مع "لوموند" الفرنسية، اعترفت فون دير لايين باتخاذ بعض الخطوات الخاطئة، وقالت: "عندما تتخذ قرارات عاجلة، وفي عام الأزمة اتخذنا نحو 900 قرار، هناك دائمًا فرصة لإخفاق ما".

دائرة ضيقة

واعتبر إريك موريس من مؤسسة روبرت شومان في بروكسل، أن من الطبيعي أن تكون فون دير لايين في الواجهة بسبب إمساكها بهذا الملف. وقال: "فون دير لايين تحت ضغط الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي التي لا ترى اللقاحات تصل في الوقت الذي تنظر فيه إلى تصاعد توقعات الناس".

ومن وجهة نظر موريس، فإن رئيسة المفوضية من خلال استراتيجيتها المتفائلة في التواصل الإعلامي أوجدت مناخًا إيجابيًا مع توقعات كبيرة. لكن فون دير لايين، في معرض الدفاع عن نفسها، تعتبر أنها تحولت إلى "كبش فداء سهل" للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عندما توّلت مسؤولية الخطة.

ويقول المدافعون عنها وعن المفوضية: إنه لو لم تتولّ بروكسل مسؤولية تنسيق سياسة اللقاحات، لكانت اندلعت حكمًا منافسة بين عواصم دول الاتحاد الأوروبي تؤدي إلى هيمنة قرارات الدول الكبيرة مثل فرنسا وألمانيا على الدول الأصغر.

كما يدافع هؤلاء عن نهج أوروبا الحذر في الترخيص للقاحات والتفاوض مع الشركات المصنعة بشأن البنود التي تتعلق بالمسؤولية في حال حدوث ضرر، إضافة إلى السماح للوكالة الأوروبية للأدوية بفحص اللقاحات.

لكن في غضون ذلك، حذّرت شركات اللقاحات بأنها قد لا تتمكن من الوفاء بالتزاماتها في التسليم كما ورد في الاتفاقات، ما أثار جدلًا كبيرًا.

تحمّل المسؤولية

وجاء رد فون دير لايين عنيفًا، خصوصًا على شركة الأدوية البريطانية السويدية العملاقة "أسترازينيكا"، متهمةً إياها بالتقصير في التزامها تأمين إمدادات اللقاحات لحكومات دول الاتحاد الأوروبي. لكن، بعدما كشفت المفوضية استراتيجية شفافة تهدف لمراقبة صادرات اللقاحات من مصانع أوروبية، ووقف عند الحاجة؛ وجدت فون دير لايين نفسها مجبرة على التراجع.

فالقواعد الجديدة التي نشرتها الصحافة قبل تعديلها بشكل سريع، أثارت غضب دبلن ولندن، خاصة عبر تفعيل بند في اتفاق "بريكست" لمراقبة الحدود الأيرلندية. والتراجع عن هذا البند من قبل المفوضية جاء "مذلًا"، واتُهمت فون دير لايين بمحاولة تحميل أشخاص خارج مكتبها بالمسؤولية عن "هذه الهفوة".

وقال العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين في بروكسل إن ميل فون دير لايين للاعتماد على دائرة صغيرة من المساعدين الموثوق بهم أدى إلى خذلانها هذه المرة.

وأفاد أحدهم لوكالة "فرانس برس" أن رئيسة المفوضية تعتمد على "مجموعة صغيرة جدًا من المسؤولين معظمهم من الألمان، ولا تستخدم بشكل فعلي البيروقراطية الهائلة التي تضم 30 ألف موظف أوروبي".

وشددت فون دير لايين في لقاء، مساء الثلاثاء، مع النواب الأوروبيين على أنها تتحمل "مسؤولية كل ما يحدث في المفوضية".

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close