الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

شدد على ضرورة تفعيل المساعدات.. أمير قطر يدعو لانتهاج مقاربة عملية تجاه أفغانستان

شدد على ضرورة تفعيل المساعدات.. أمير قطر يدعو لانتهاج مقاربة عملية تجاه أفغانستان

Changed

اعتبر أمير قطر أن العزلة والحصار يؤديان إلى استقطاب المواقف وردود الأفعال الحادة، أما الحوار والتعاون فيمكن أن يقودا إلى الاعتدال والتسويات البناءة (قنا)
اعتبر أمير قطر أن العزلة والحصار يؤديان إلى استقطاب المواقف وردود الأفعال الحادة، أما الحوار والتعاون فيمكن أن يقودا إلى الاعتدال والتسويات البناءة (قنا)
استضافت إيطاليا قمة خاصة بمجموعة العشرين لمناقشة الوضع في أفغانستان، مع زيادة المخاوف من كارثة إنسانية في البلاد.

أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ضرورة دعم الشعب الأفغاني وحفظ حقه في العيش بكرامة، إضافة إلى تحقيق المصالحة والتعايش "من دون إقصاء الأطياف المختلفة في البلاد"، بهدف "بناء مستقبل مشرق للأجيال الحاضرة والمستقبلية".

وطالب أمير قطر في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي لمجموعة العشرين بشأن أفغانستان الذي يعقد في مدينة روما بدعوة من الحكومة الإيطالية، المجتمع الدولي بـ"إعطاء أولوية للملف الأفغاني لترجمة النوايا الحسنة إلى أفعال، بهدف ضمان حقوق الأفغانيين بالوصول إلى الغذاء والدواء والتنمية".

كما دعا حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان إلى "بذل الجهود كافة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وحماية حقوق الإنسان" في البلاد.

الاعتدال والتسويات البناءة

وأعرب أمير دولة قطر عن ثقته بأن الحكومة الأفغانية ستتعامل مع الأفغانيين كلهم على أنهم "شعب واحد من دون تمييز بينهم".

وذكّر أمير قطر بتوقيع اتفاق الدوحة في 29 فبراير/ شباط 2020 بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان. وقال: "إن هذا الاتفاق جاء تتويجًا للحوار المباشر بينهما، والذي طلب منا شركاؤنا الدوليون المبادرة إليه ورعايته. كانت هذه بداية الطريق نحو ما نأمل في أن يصبح سلامًا مستدامًا في أفغانستان".

وأشار إلى أن الاتفاق شمل عدة محاور، على رأسها إطلاق حوار بين الفرقاء الأفغان أنفسهم، بالإضافة إلى انسحاب قوات التحالف من الأراضي الأفغانية شريطة ألا يتم استغلال الأراضي الأفغانية لأي أنشطة تهدد الدول الأخرى.

وأضاف أن مسؤولية استيفاء الالتزامات في هذا الشأن تقع اليوم على عاتق حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان، كما تقع على المجتمع الدولي مسؤوليات جمة تجاه أفغانستان، في صدارتها المساعدات الإنسانية والإغاثية والتي لا تحتمل التأخير.

وشدد أمير قطر على أن التجربة أثبتت أن العزلة والحصار يؤديان إلى استقطاب المواقف وردود الأفعال الحادة، أما الحوار والتعاون فيمكن أن يقودا إلى الاعتدال والتسويات البناءة، مشيرًا إلى أن قطر جعلت من الحوار وتسوية النزاعات ركيزة أساسية لسياستها الخارجية.

كما أكد على ضرورة ضمان حرية التنقل والحركة، مشيرًا إلى أن دولة قطر كانت وما زالت إحدى أكثر الدول سعيًا لاستقبال الأفغان وتيسير حركة دخولهم وخروجهم إلى أفغانستان ومنها.

ولفت إلى أن "قطر ساهمت في أكبر جسر جوي في التاريخ، كما أن الفرق الفنية القطرية ساهمت في إعادة تأهيل مطار كابل خلال 10 أيام".

حقوق الإنسان والمواطن

وتحدث أمير قطر في كلمته عن حقوق الإنسان والمواطن، مؤكدًا أنها لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، "وليس ذلك فقط، بل إن المقاصد الحقيقية للشريعة الإسلامية السمحة القائمة على العدل والمساواة والرحمة بعد الإيمان تشجع على منح هذه الحقوق".

وقال: إن دولة قطر تتخذ من الشريعة الإسلامية مصدرًا لتشريعاتها، وقد تبوأت المرأة فيها منصب الوزيرة والقاضية وغيرهـا من المـناصب العامة. ومن نافل القول إنه لا يمكن النهوض بالمجتمعات في البلدان الإسلامية مع تعطيل نصف المجتمع عن العمل والتعليم.

وجدد أمير دولة قطر دعوة مجموعة العشرين والمجتمع الدولي إلى انتهاج مقاربة عملية تجاه المسألة الأفغانية، تترجم من خلالها الأقوال والنوايا الحسنة إلى خطوات عملية، تضمن الموازنة بين حقوق الشعب الأفغاني في الحرية والكرامة وحقوقه في الوصول إلى الغذاء والدواء والتنمية.

واعتبر أن ذلك يتطلب أن يكون هناك موقف دولي موحد وخطة طريق ترسم المسؤوليات والواجبات المنوطة بحكومة تسيير الأعمال في أفغانستان وتوقعات المجتمع الدولي منها، من دون فرض وصاية، "وتوضح في المقابل مسؤولياتنا وواجباتنا جميعا تجاه هذا البلد وشعبه".

قمة خاصة

واستضاف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قمة خاصة بمجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى اليوم الثلاثاء، لمناقشة الوضع في أفغانستان، مع زيادة المخاوف من كارثة إنسانية في البلاد.

وقال مكتب دراجي في بيان: "تشمل النقاط التي ستركز عليها القمة الدعم الإنساني العاجل للشعب الأفغاني، والحرب ضد الإرهاب، وحرية التنقل في داخل البلاد، والحدود المفتوحة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة