الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

تنظيم الدولة يتبنى هجوم قندهار.. كيف ستتعامل طالبان مع التصعيد؟

تنظيم الدولة يتبنى هجوم قندهار.. كيف ستتعامل طالبان مع التصعيد؟

Changed

تفجير قندهار يفرض تحديات إضافية أمام طالبان (غيتي)
تفجير قندهار يفرض تحديات إضافية أمام طالبان (غيتي)
نددت وزارة الخارجية الأميركية بالهجوم الدامي الذي استهدف مسجدًا للشيعة في قندهار، فيما شدد مجلس الأمن الدولي على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية".

يتحدى تنظيم الدولة حركة طالبان ويهدد استقرار حكمها بل ويضرب في عقر دارها في مدينة قندهار، بعد أن استهدف مجددًا مسجدًا للشيعة في المدينة الواقعة جنوب أفغانستان.

ونددت حركة طالبان بالهجوم الذي يعد ثاني عملية دامية لتنظيم الدولة في غضون أسبوع، وخلف عشرات القتلى وأضعافهم من الجرحى.

وتبنى التنظيم الجهادي في بيان نشره على قنواته في تطبيق تلغرام هجوم الجمعة، وقال: إنّ انتحاريين نفذا هجومين منفصلين داخل المسجد خلال صلاة الجمعة.

وأضاف: "فجّر الانتحاري الأول سترته الناسفة في رواق المسجد، بينما فجّر الانتحاري الآخر سترته الناسفة في وسطه".

ويأتي الهجوم بعد أسبوع تمامًا على هجوم انتحاري استهدف مصلّين شيعة في مدينة قندوز (شمال) وتبناه تنظيم الدولة.

"الوفاء بالالتزامات بمحاربة الإرهاب"

من جهتها، نددت الولايات المتحدة بالهجوم. وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس دعوة واشنطن إلى طالبان لـ"الوفاء بالتزاماتها بمحاربة الإرهاب، وعلى وجه الخصوص معالجة التهديد المشترك الذي نواجهه" والمتمثل بـ"تنظيم الدولة- ولاية خراسان".

وأضاف برايس: "نحن مصممون على ضمان عدم تمكن أي مجموعة من استخدام الأراضي الأفغانية مرة أخرى كمنصة انطلاق لشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو دول أخرى".

مجلس الأمن يدين الهجوم الإرهابي

أما مجلس الأمن الدولي فقد أدان "بشدة" الهجوم الدامي الذي وقع في مسجد بقندهار. وذكر في بيان صدر في وقت متأخر مساء الجمعة أن هذا الهجوم "يأتي في أعقاب عدة هجمات أخرى ضد المؤسسات الدينية في أفغانستان، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على مسجد جوزار السيد آباد في قندوز".

وأعاد أعضاء مجلس الأمن "التأكيد أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين".

وشدد أعضاء المجلس على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم للعدالة.".

وحث البيان "جميع الدول علي التعاون بنشاط مع جميع السلطات المعنية في هذا الصدد، وذلك وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

إضعاف حكومة طالبان

وجاء هجوم قندهار بعد آخر مشابه استهدف مدينة قندوز شمالي البلاد قبل أسبوع، حيث تتمدد التفجيرات كما تتمدد المخاوف في أفغانستان.

وأعلنت طالبان أنّها وجهت قواتها إلى التحقيق في الهجوم وتقديم مرتكبيه إلى العدالة، لكن العدالة تقف أمام تحديات المرحلة وقد لا تستطيع طالبان مواجهة التنظيم المسلح إلا بتعاون استخباري مع دول المنطقة.

وفي هذا السياق، يرى الأكاديمي الأفغاني بشير موحد في حديث إلى "العربي"، أن تنظيم داعش يريد إضعاف حكومة طالبان، حيث يعمل على تكوين خلافته في أفغانستان على غرار العراق.

ويعتبر أنه في حال عدم وجود دعم من حكومات أخرى فلن تستطيع حكومة طالبان القضاء على التنظيم.

صعوبات كثيرة أمام طالبان

وتدور أفغانستان في حلقة مفرغة عنوانها عدم الاستقرار وسط معضلة عقود من الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية من دون أفق يعيد الطمأنينة إلى الشارع الأفغاني.

ومن جهته، يعتبر الباحث في الشأن الأفغاني نصرت عبد الله في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن الحكومة الجديدة في أفغانستان تواجه صعوبات عدة وتحديات كبيرة من بينها الموضوعين الاقتصادي والأمني.

ويرى أن تنظيم الدولة أكبر تحد أمام الحكومة الأفغانية الجديدة، بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية التي تواجه أفغانستان والضعف الأمني وعدم الاعتراف الدولي بتلك الحكومة، حيث يعتقد أن هناك جهات مهزومة تحاول إحراج الحكومة وإفشالها من خلال تلك المعركة.

اجتماع موسكو نقطة إيجابية لطالبان

وبالنسبة إلى المؤتمر الدولي الذي ستستضيفه موسكو في 19 أكتوبر/ تشرين الأول بشأن أفغانستان، فيرى أن روسيا قلقة من عمليات تنظيم الدولة في البلاد من خلال ظهوره القوي في المشهد الأفغاني.

ويلفت إلى أن روسيا التي لا تعترف بالحكومة الجديدة لطالبان قد تبحث في كيفية التعامل معها، حيث يعد هذا "الاجتماع نقطة إيجابية من أجل التمهيد للاعتراف بطالبان".

ويقول الباحث في الشأن الأفغاني: إن مسألة القضاء على تنظيم الدولة أمر صعب للغاية لذلك طالبان بحاجة إلى مساعدة دولية والعمل المشترك مع الدول المجاورة والكبرى للقضاء على هذا التنظيم.

ويضيف: أن رسائل التنظيم من التفجيرات تهدف إلى إحراج الحكومة الجديدة التي تقودها طالبان وإفشالها وإسقاطها، حيث فكرته متعارضة مع طالبان وسط التنافس المحتدم بينهما على نوعية حكم أفغانستان.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close