الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

قمة بايدن للديمقراطية.. محاولة للحد من الاستبداد أم حشد عالمي ضد الصين؟

قمة بايدن للديمقراطية.. محاولة للحد من الاستبداد أم حشد عالمي ضد الصين؟

Changed

ترى الصين أن مؤتمر الديمقراطية الأميركي يهدف إلى الحشد ضدها، فيما تعتبره روسيا محاولة أميركية جديدة للتفريق بين الدول وإذكاء الصراع في ما بينها.

دعت الولايات المتحدة نحو 110 دول للمشاركة في قمة حول الديموقراطية، مستثنية عدة دول أبرزها روسيا والصين من الدعوة.

ويبدو أن القمة تتسق مع نهج واضح أفصح عنه الرئيس جو بايدن منذ دخوله إلى البيت الأبيض ويهدف إلى "الدفاع عن التجارب الديمقراطية حول العالم".

وتعتبر الصين أن هذا التطور يهدف إلى الحشد ضدها، فيما تعتبره روسيا محاولة أميركية جديدة للتفريق بين الدول وإذكاء الصراع في ما بينها.

كما أبدت بكين معارضتها الشديدة للدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى تايوان للمشاركة في القمة المقرر عقدها الشهر المقبل.

في المقابل، شكرت سلطات تايوان الرئيس الأميركي على قراره دعوة الجزيرة.

ومن الشرق الأوسط، غيّبت الدعوة جميع الدول ما عدا إسرائيل والعراق.

"أهداف عدة وراء المؤتمر"

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية وليم لورانس رأى أن هناك عدة أهداف من وراء القمة أهمها جمع الدول الديمقراطية من أجل إنشاء تكتل جديد يعمل على تعزيز الأمور المتعلقة بالديمقراطية كالشفافية والمحاسبة ومحاربة الفساد.

وأشار في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أنه وبالرغم من أنه قد يختلف مع قرار استثناء بعض الدول أو دعوة البعض الآخر، إلا أنه شدد على أن الأمور الإيجابية من خلال المؤتمر هي إذكاء الديمقراطية وإيصال صوت الدول.

واعتبر أن هناك انتكاسات وتراجعات في الديمقراطية وانجرافًا نحو الاستبداد في العالم، لافتًا إلى أن دولًا كالصين تتحدث عن تقدم اقتصادي، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة تحاول أن تقول إن النمو الاقتصادي بحد ذاته لا يكفي لأن الشعوب تستحق الحصول على حقوقها وعلى الديمقراطية.

"استبدال المشاكل الحقيقية بأخرى وهمية"

الباحث السياسي يفغيني سيدروف أكد أن موسكو لم تنزعج من عدم دعوتها إلى المؤتمر الأميركي، إلا أنها تعتبر أن المبادرة عبارة عن محاولة أخرى لرسم خطوط فصل جديدة في العلاقات بين الدول.

وأوضح في حديث إلى "العربي" من موسكو أن غياب العديد من الدول التي لها دور مهم في الشؤون العالمية يثير الاستغراب لدى موسكو.

واعتبر أن هناك انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان في العالم بمباركة ومشاركة من الولايات المتحدة الأميركية. وقال إن "الديمقراطية المزيفة التي سعت واشنطن إلى نشرها والترويج لها في العالم مشروع مني بالفشل الذريع". 

وشدد على أنه كان من الحري دعوة جميع دول العالم إلى هذا المؤتمر أو معظمها على الأقل، من أجل التباحث بالعديد من النقاط الأخرى التي تهم العالم مثل أزمة المهاجرين والأمن في قطاع الطاقة.

ورأى أن واشنطن تحاول أن تستبدل المشاكل الحقيقية التي تواجهها دول العالم بأخرى وهمية لا أهمية لها على أرض الواقع.

"إعادة رسم للصراع"

أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فريحات أشار إلى أن هذا المؤتمر ليس للتعريف بالديمقراطية بل بالـ"لا ديمقراطية"، موضحًا أن المقصود بالتحالف الذي تسعى واشنطن لإنشائه هو إقصاء دول معينة غير ديمقراطية ومستبدة بحسب التعريف الأميركي.

وشدد في حديث إلى "العربي" من الدوحة على أن في قائمة الدول التي دعيت إلى المؤتمر إشكالية كبيرة، تتمثل بوجود أنظمة "فاشية" مدعوة بينها النظام اليميني في البرازيل ونظام الاحتلال العسكري المتمثل بإسرائيل، فيما تم تغييب حلفاء تقليديين للولايات المتحدة مثل تركيا.

ولفت إلى أن القمة تمثل إعادة رسم وتعريف للصراع يتجاوز ما كان عليه الحال أيام الحرب الباردة.

وقال إن الديمقراطية عنوان المؤتمر تهدف لقيام اصطفاف جديد بهدف توجيه الصراع باتجاه الصين بالدرجة الأولى وروسيا بالدرجة الثانية إضافة إلى كل من لا يتفق مع سياسية الولايات المتحدة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close