يوسع الاحتلال الإسرائيلي هجماته المدفعية والجوية على بلدة جباليا ومخيم جباليا، مستهدفًا المدارس ومراكز الإيواء المكتظة بالنازحين بشكل مباشر.
وأدت الهجمات الإسرائيلية البرية والجوية إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، في ظل عدم قدرة فرق الإسعاف والدفاع المدني والإنقاذ على انتشال الضحايا نتيجة القصف المستمر، ووسط حالة من النزوح الجماعي.
أكبر مخيمات قطاع غزة
ويقع مخيم جباليا في الشمال الشرقي من مدينة غزة، بالقرب من قرية تحمل الاسم ذاته، على مسافة كيلومتر واحد عن الطريق الرئيسية غزة – يافا.
ويعد هذا المخيم من الأكبر للاجئين الفلسطينيين في القطاع، وهُجر إليه المواطنون على يد العصابات الصهيونية منذ النكبة وهو شاهد على تاريخ النضال الفلسطيني.
أُسس مخيم جباليا عقب نكبة 1948 وسكنه أكثر من 35 ألف لاجئ فلسطيني، ليصل تعداد سكانه عام 2023 إلى 116011 لاجئ فلسطيني مسجل لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
ويعرف عن هذا المخيم، الذي تشرف فيه "الأونروا" على تقديم الخدمات الاجتماعية، بأنه يشهد اكتظاظا سكانيًا شديدًا.
وقد كان شرارة انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي عرفت باسم "انتفاضة الحجارة"، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1987.
مجازر مخيم جباليا
وتعرّض المخيم طيلة عقود لمجازر واستهدافات من قبل الاحتلال، كان من أبرزها قصف الجيش الإسرائيلي للمخيم عام 2004 لمدة 71 يومًا بصورة متواصلة ما أسفر عن استشهاد 100 فلسطيني.
وعام 2005، استهدف الاحتلال الإسرائيلي عرضًا عسكريًا لحركة "حماس" في مخيم جباليا، أسفر عن استشهاد 19 فلسطينيًا منهم طفلان.
بعدها، قصفت القوات الإسرائيلية مدرسة الفاخورة عام 2009، ليستشهد فيها أكثر من 40 فلسطينيًا. وتلت ذلك مجزرة أخرى عام 2014، بعد قصف مدرسة تابعة لـ"الأونروا"، استشهد على إثرها 20 فلسطينيًا.
العدوان الإسرائيلي على غزة
أما خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، فقد كان لجباليا حصة كبيرة من المجازر والاستهدافات الدموية بحق المدنيين.
ففي 9 أكتوبر 2023، تم تدمير مربع سكني قرب المستشفى الإندونيسي، ما أسفر عن سقوط 400 فلسطيني بين شهيد وجريح.
واستشهد 200 فلسطيني في مجزرة أخرى بمدرسة الفاخورة، نفذها الاحتلال في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم.
ووسط كل ذلك، تشير تقديرات ببقاء 805 آلاف فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة، على الرغم من استمرار العدوان ومنع وصول المساعدات والإمدادات الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق.
