الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

شفي من فيروس نقص المناعة والسرطان.. علاج واعد يعيد "مريض دوسلدورف" للحياة

شفي من فيروس نقص المناعة والسرطان.. علاج واعد يعيد "مريض دوسلدورف" للحياة

Changed

إضاءة سابقة في برنامج "صباح جديد" حول اكتشاف فرص جديدة لعلاج مرضى نقص المناعة (الصورة: غيتي)
شُخّص المريض الذي لم تُذكَر هويته والبالغ 53 عامًا بإصابته بفيروس نقص المناعة البشرية (اتش اي في) في العام 2008.

في خطوة جديدة على طريق محاربة المرض، أصبح رجل يُعرف بلقب "مريض دوسلدورف"، ثالث شخص يُعلَن شفاؤه من فيروس نقص المناعة البشرية نتيجة خضوعه لعملية زرع نخاع عظمي، ساهمت كذلك في معالجته من سرطان في الدم كان مُصابًا به، على ما كشفت دراسة الإثنين.

ولم تُسجَّل حتى الآن في المجلات العلمية سوى حالتي شفاء أخريين لمريضين في برلين ولندن من فيروس نقص المناعة البشرية والسرطان في آن.

ونشرت مجلة "نيتشر ميديسن"  تفاصيل معالجة مريض دوسلدورف.

وشُخّص المريض الذي لم تُذكَر هويته والبالغ 53 عامًا، بإصابته بفيروس نقص المناعة البشرية (اتش اي في) في العام 2008، ثم أصيب بعد ثلاث سنوات بسرطان الدم النخاعي الحاد، وهو نوع من سرطان الدم يشكّل خطرًا كبيرًا على حياة المريض.

زرع نخاع عظمي

ودخل المريض عام 2013 عملية زرع نخاع عظمي باستخدام خلايا جذعية وفرتها متبرعة تعاني طفرة نادرة في جينة "سي سي ار 5" (CCR5)، تحدّ من دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى الخلايا.

وتوقف مريض دوسلدورف في 2018 عن تناول العلاج الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية والمتمثل في تناول مضادات الفيروسات.

وبعد أربع سنوات، أتت نتائج فحوص للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية كان يجريها المريض بصورة دورية، سلبية.

كما أشارت الدراسة إلى أنّ "هذا الإنجاز يمثل ثالث حالة شفاء من فيروس نقص المناعة البشرية"، لافتةً إلى أنّ شفاء مريض دوسلدورف يوفر "رؤية مهمّة يُؤمَل أن تساهم في توجيه الاستراتيجيات المستقبلية المرتبطة بالعلاج".

وقال المريض في بيان: "أنا فخور بفريق الأطباء العالميين الذين نجحوا في معالجتي من فيروس نقص المناعة البشرية وسرطان الدم في الوقت نفسه".

"احتفال كبير"

وأضاف: "أقمتُ احتفالًا كبيرًا لمناسبة الذكرى العاشرة على خضوعي لعملية زرع نخاع عظمي في يوم عيد الحب الذي صادف الأسبوع الفائت"، لافتًا إلى أنّ المتبرعة "كانت ضيفة شرف" في الاحتفال.

وسبق أن أُعلن عن شفاء شخصين آخرين، الأول عُرف بـ"مريض نيويورك" والثاني بـ"مريض مدينة الأمل"، من فيروس نقص المناعة البشرية والسرطان، في مؤتمرات علمية خلال العام الفائت، مع العلم أنّ تفاصيل معالجتهما لم تُنشر بعد.

ومع أنّ السعي للتوصل إلى علاج لفيروس نقص المناعة البشرية بدأ منذ زمن، إلا أنّ عملية زرع نخاع عظمي تُعتبر خطرة في هذه الحالة، وتكون مُناسبة تاليًا لعدد محدود من المرضى الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية وسرطان الدم في آن.

ويشكل العثور على متبرع بنخاع عظمي يعاني طفرة نادرة في جينة "سي سي آر 5" (CCR5)، تحديًا كبيرًا.

وقال اسير ساس سيريون من معهد باستور الفرنسي، وهو أحد معدي الدراسة، "خلال عملية الزرع، يتم استبدال الخلايا المناعية للمريض كلها بتلك الخاصة بالمتبرع، ما يجعل ممكنًا اختفاء غالبية الخلايا المصابة بالفيروس".

وأضاف: "إنّ تضافر كل العوامل لكي تشكل عملية الزرع علاجًا ناجحًا لفيروس نقص المناعة البشرية وسرطان الدم، يمثل حالة استثنائية".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close