الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

اكتشاف واعد يخصّ بعض أكثر الأورام عدوانية.. ما جديد علاج السرطان؟

اكتشاف واعد يخصّ بعض أكثر الأورام عدوانية.. ما جديد علاج السرطان؟

Changed

فقرة من برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على اكتشاف واعد مرتبط ببعض السرطانات (الصورة: غيتي)
حدد العلماء أجزاء من الحمض النووي تساعد على انتشار السرطان وتساهم بمساعدة الأورام على اكتساب مقاومة للأدوية المضادة للمرض.

تكثر التساؤلات يومًا بعد يوم عن سبب عجز العلماء حتى اليوم عن اكتشاف علاج يقضي على مرض السرطان نهائيًا، لكن ما لا يعلمه كثيرون أن السرطان يبدأ من خلية ما من أصل مئات الخلايا التي تتواجد في الجسم البشر، ما يجعل الإنسان يقف بمواجهة مئتي نوع من السرطان.

وهذا يعني أن السرطان ليس مرضًا واحدًا، بل 200 مرض مختلف، كل منها يحتاج إلى شكل مختلف من أشكال البحث العلمي والتشخيص والعلاج.

وجديد هذا الملف ما اكتشفه العلماء من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا حديثًا، وهو علاج عبر DNA الحمض النووي الذي يرتبط بالجينات المسببة للمرض. فقد استطاع الباحثون اكتشاف كيفية تصرف هذه الأجزاء من الحمض النووي داخل الأجسام.

وحدد العلماء أجزاء من الحمض النووي تساعد على انتشار السرطان، وتساهم بمساعدة الأورام على اكتساب مقاومة للأدوية المضادة للمرض.

وأضاف الباحثون أن اكتشاف هذه الأجزاء من المادة الجينية المعروفة باسم الحمض النووي خارج الصبغيات أو "إي سي دي إن إيه" يمكن أن يحدث ثورة في علاج بعض الأورام الأكثر عدوانية التي تؤثر على الناس اليوم.

وتتكون هذه الأجزاء الجينية من حلقات صغيرة من الحمض النووي، وتبقى على قيد الحياة خارج الكروموسومات التي تعد المستودعات الرئيسية لخلايا الإنسان والمواد الجينية والتي توجه نحو الأجسام وتحدد خصائصها الفردية.

وقال العلماء إنه تم الكشف عن وجود هذه الأجزاء الأصغر منذ سنوات، ولكن الإعلان عن أهميتها في  مجال السرطان تم حديثًا، مؤكدين أنها تعمل كجينات مسببة للسرطان التي فصلت نفسها بطريقة ما عن كروموسومات الشخص، وبدأت تتصرف بطرق تتحايل على القواعد الطبيعية لعلم الوراثة.

اكتشاف واعد مرتبط ببعض السرطانات

وبشأن العلاقة بين الجينات والأورام السرطانية، يوضح الاستشاري في الأورام علاء شبلاق، أن العلاقة قوية وأساسية لكنها معقدة.

وفي حديث إلى "العربي"، يشرح الشبلاق أن السرطان هو عبارة عن خلية طبيعية فقدت قدرتها على السيطرة على الانقسام والنمو والتكاثر، ما يسبب حدوث طفرات في جينات معينة.

ويشير إلى أن حدوث طفرات جينية هو أمر أساسي لنشوء السرطان بغض النظر عن طبيعة الطفرة الجينية وعن الأسباب التي تؤدي إلى هذه الطفرات، لافتًا إلى أنه كلما زادت معرفة وعلم العلماء للطفرات الجينية والجينات كلما زاد فهمهم للسرطان كمرض، وبالتالي إمكانية تشخيصه وعلاجه.

ويشير إلى أن العلماء اكتشفوا في ستينيات القرن الماضي وجود بعض الحمض النووي خارج النواة وأطلقوا عليه اسم Extrachromosomal DNA، من دون معرفة عمل الحمض النووي وظيفته، فتم تجاهل الأمر، إلى أن تم اكتشاف البحث الجديد.

ويلفت الشبلاق إلى حدوث بعض الأورام من دون أن يكون هناك طفرات جينية في الجينات التي يتم فحصها في الكروموسوم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر غير طبيعي ولا تفسير له، ولذلك حاول العلماء البحث عن وجود طفرات في أماكن أخرى ومنها Extrachromosomal DNA، حيث وجدوا في بعض هذه الجينات طفرات جينية تؤدي لحدوث السرطان.

وفيما يفيد أن هذه الجينات تعمل بشكل غريب وخبيث، يوضح أن العلماء اكتشفوا أن بعضها يخرج ويهرب من النواة عندما يبدأ العلاج، ويختبئ حتى يتوقف العلاج ليعود مرة أخرى، ويؤدي إلى إحداث المرض.

ويضيف الشبلاق أن هذه الجينات ليس لها علاقة بالعمل الطبيعي للخلايا، بمعنى إذا تمت إزالتها بطريقة ما يمكن أن يشفى المريض من السرطان بدون حدوث أي أعراض جانبية خطيرة على الجسم بشكل عام.

ويخلص إلى أن الأمل الآن هو أن يتم التوصل إلى علاج يعمل على حذف هذه الجينات والتخلص منها، وبالتالي السيطرة على المرض، إلا أنه يشير إلى أن البحوث ما زالت في طور التطوير والتجريب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close