الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

صناديق باريس الخضراء.. سوق الكتب المستعملة قلب السياحة الفرنسية

صناديق باريس الخضراء.. سوق الكتب المستعملة قلب السياحة الفرنسية

Changed

تقرير لـ"العربي" عن سوق الكتب المستعملة في باريس (الصورة: غيتي)
تعد أكشاك بيع الكتب في الهواء الطلق قلب باريس السياحي، وتعمل السلطات على المحافظة عليه وسط مطالبات من أصحاب المهنة بتحسين ظروفهم.

يشتهر الحي اللاتيني في العاصمة الفرنسية، بسوق للكتب المستعملة الذي يمتد على طول 3 كيلومترات ويضم آلاف الكتب، ويشكل أحد معالم باريس السياحية.

وتنتشر الصناديق الخضراء المخصصة للكتب في جميع أنحاء باريس، لتروي قصة تربط العاصمة بتاريخ الكتب والثقافة والأدب الفرنسي من روايات منسية، وصحف كانت شاهدة على تاريخ ما قبل الحروب وما بعدها.

وفي جزيرة سان لويس بالحي الشهير، يخطو رشيد بوانو أولى خطواته في عالم بيع الكتب القديمة والمستعملة في الهواء الطلق، فبعد أن وافقت بلدية باريس على ملفه أصبح الشاب ينتمي رسميًا إلى عائلة باعة الكتب في الصناديق الخشبية على ضفاف نهر السين.

ويقول رشيد إنه وقبل التحاقه بهذه المهنة، كان يأتي إلى الحي اللاتيني لشراء بعض الكتب التي تستهويه، مضيفًا: "كنت مهتمًا جدًا بالعلوم الإنسانية والفلسفة، وتعرفت على بعض البائعين ما مكنني من معرفة بعض أسرار المهنة".

فرشيد الذي كان يعمل ميكانيكيًا في سفن الصيد البحري، قاده شغف القراءة وحبه لعالم الكتب إلى هذه القطعة الخشبية التي ستكون مقر عمله اليومي المتطلب الذي يشترط معرفة سوق الكتاب، ورصيدًا متنوعًا من الثقافة والصبر أيضًا.

900 صندوق لبيع الكتب في باريس

وبحسب جيروم كليه، فإن ما يجعل المتقدمين لمهنة بيع الكتب على الأرصفة أقوياء هو "توفر المعرفة الجيدة عند أصحاب العمل بتجارة الكتب ومتابعة أسعارها، كما معرفة أهمية الكتاب وكيفية بيعه والتعامل مع الزبائن".

ويوجد حاليًا أكثر من 900 صندوق خشبي لبيع الكتب في الهواء الطلق، يديرها 226 بائعًا على مساحة 3 كيلومترات تضم أكثر من 300 ألف كتاب في كل المجالات المعرفية والفنية والأدبية، ومختلف التخصصات العلمية والتقنية.

إضافةً إلى ذلك، تعد تلك الأكشاك قلب باريس السياحي حيث تعمل السلطات على المحافظة عليه واستقراره.

تمسك بالمهنة

من جهة أخرى، تعترف أوليفيا بولسكي رئيسة دائرة الثقافة والفن في بلدية باريس بوجود منافسة في عالم بيع الكتب على المنصات الرقمية، لكنها تؤكد إصرار السلطات على "التمسك بهذه المهنة لما تقدمه من روابط إنسانية".

ولتحقيق هذه الغاية، كشفت بولسكي أن البلدية لم تفرض على باعة الكتب منذ سنوات طويلة أي إيجار لاستخدام الأماكن العامة.

وعلى الرغم من أن باعة الكتب لا يدفعون أي رسوم لبلدية باريس من أجل حجز مواقعهم على ضفتي نهر السين، إلا أنهم يطالبون اليوم بدعم مادي من البلدية لكونهم عنصرًا مهمًا في المشهد السياحي والثقافي.

كما يشدد أصحاب هذه المهنة، على أنه أصبح من الصعب عليهم كسب المال من أعمالهم وبات بعضهم يلجأ إلى بيع الهدايا التذكارية واللوحات المطبوعة والملصقات بدل بيع كلاسيكيات الأدب الفرنسي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close