تزخر البلدة القديمة في العاصمة الأردنية عمّان بمكتبات بارزة تقدم كتبًا متنوعة، توارثها المشرفون على المكتبات عن الأباء والأجداد، ويسعون للحفاظ عليها لتكون معلمًا ثقافيًا وتاريخيًا مهمًا.
ومن أبرز هذه المكتبات مكتبة دولاب الجاحظ التي تأسست في القدس عام 1922 وانتقلت إلى عمان وتوارثتها 4 أجيال، وكذلك مكتبة "كشك الثقافة" التي تُعَدّ مقصدًا بارزًا للقراء، تمّ توارثه أيضًا عن الآباء.
وتشكّل مكتبات البلدة القديمة تركة ثقافية حرستها أجيال سارت على مبدأ القراءة قبل التجارة لتكون قصة زاخرة بالأدب وأكثر من مجرد مكتبة.
"دولاب الجاحظ"
من القدس إلى عمّان، انتقلت رحلة "دولاب الجاحظ" الذي حمل على أرففه الخشبية القديمة كتبًا تنوّعت بين الماضي والحاضر ومخطوطات يزيد عمرها عن 800 عام.
وتوارثت مكتبة الجاحظ على خاصرة شارع البلدة القديمة المعروفة بوسط عمّان، أربعة أجيال من الجد المؤسّس لها في القدس عام 1922.
ويصف صاحب المكتبة هشام المعايطة الحمل بـ"الثقيل"، مشيرًا إلى أنّ هذه المكتبة تنقلت من العراق إلى فلسطين، ومن باب العامود إلى الأردن، قبل أن ترتكز عند ما يعتبرها "النقطة الإستراتيجية" في عمّان وسط البلد.
"كشك الثقافة"
ولا تختلف مكتبة "كشف الثقافة" التي تُعَد بدورها مقصدًا للقراء في البلدة القديمة، حيث تفترش الكتب الأرصفة وتباع في أكشاك، في تقليد شكّل ثقافة المكان.
في هذه المنطقة، تبدو المكتبات معينًا لا ينضب، ويقول الأبناء إنّ اتباع منهج القراءة للجميع هو سر للبقاء، كما أنّ العلاقة مع الكتاب تقوم على النصح والمشورة ولا تقف على البيع والشراء.
ويقول صاحب مكتبة كشك الثقافة يزن حسن إنّ الهدف الذي دفع والده لإنشاء المكتبة لم يكن تجاريًا البتّة، "فأحيانًا يأتي قارئ فقير ليس معه ثمن الكتاب فنعطيه إياه مجانًا".
