السبت 13 أبريل / أبريل 2024

ضغوط على الحكومة.. الهجرة إلى بريطانيا بلغت مستوى قياسيًا عام 2022

ضغوط على الحكومة.. الهجرة إلى بريطانيا بلغت مستوى قياسيًا عام 2022

Changed

تقرير لـ"العربي" حول الجدل المستمر بشأن خطة وزارة الداخلية البريطانية لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا (الصورة: غيتي)
بموجب الإجراءات الجديدة، لن يكون بإمكان الطلاب الأجانب بعد الآن الانتقال من تأشيرة طالب إلى تأشيرة عمل قبل إكمال دراستهم في بريطانيا.

في وقت تواجه فيه بريطانيا نقصًا في اليد العاملة لا سيما في قطاعي الزراعة والصحة، سجلت البلاد عام 2022 رقمًا قياسيًا للهجرة بلغ 606 آلاف شخص، وهو ما يضع الحكومة المحافظة التي وعدت بخفض تدفق المهاجرين و"استعادة السيطرة على الحدود" بعد بريكست، تحت الضغط.

وبعدما نشر مكتب الإحصاء الوطني البريطاني هذه الأرقام، اليوم الخميس، رد رئيس الوزراء ريشي سوناك قائلًا على قناة "آي تي في" إن "الأرقام عالية جدًا بكل بساطة، وأريد خفضها".

وتتعرض الحكومة لانتقادات إذ تتهمها المعارضة العمالية بأنها فقدت السيطرة على ظاهرة الهجرة.

فرض قيود مشددة

وبحسب مكتب الإحصاء فإن "أبرز عوامل هذه الزيادة هم الأشخاص القادمون إلى بريطانيا من دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي للعمل أو الدراسة أو لأسباب إنسانية بينهم الوافدون من أوكرانيا وهونغ كونغ".

وأدت سلسلة غير مسبوقة من الأحداث العالمية، ورفع القيود بعد وباء كوفيد لمستويات قياسية من الهجرة الدولية إلى بريطانيا، بحسب المكتب. والسنة الماضية كان هناك 1,2 مليون وافد إلى بريطانيا فيما غادر البلاد 557 ألف شخص.

وغالبية الوافدين في 2022 قدموا من دول خارج الاتحاد الأوروبي (925 ألفًا) وحل مواطنو الاتحاد الأوروبي وعددهم 151 ألفًا في المرتبة الثانية. وفي 2021 بلغ عدد المهاجرين 488 ألف شخص مقابل 606 آلاف في 2022.

وقبل يومين من إعلان هذه الأرقام القياسية، أعلنت الحكومة فرض قيود مشددة على لم شمل الأسر للطلاب الأجانب، في إجراء سيدخل حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني القادم، وسيشمل كل الطلاب باستثناء باحثي الدراسات العليا.

وعام 2022، جرى إصدار حوالي 136 ألف تأشيرة دخول لطلاب أجانب مقابل 16 ألفًا في 2019 بحسب الأرقام الحكومية.

بالإضافة إلى ذلك فإن الطلاب الأجانب لن يكون بإمكانهم بعد الآن الانتقال من تأشيرة طالب إلى تأشيرة عمل قبل إكمال دراستهم.

سوناك: إجراءات فعالة

وقال ريشي سوناك إن هذه الإجراءات "أكثر فعالية من أي شيء جرى إعلانه سابقًا في مجال مكافحة الهجرة".

واعتبرت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان اليمينية الثلاثاء الماضي، أن الإجراءات الجديدة تشكل "توازنًا عادلًا" وستتيح "على المدى المتوسط" إعادة أرقام الهجرة إلى مستوى ما قبل كوفيد.

وسيطرت مسألة الهجرة ومراقبة الحدود على النقاش خلال حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016 والتي أدت إلى بريكست، وتبدو موضوعًا حساسًا أيضًا في الانتخابات التشريعية المرتقبة العام المقبل.

وفشلت الحكومات المحافظة المتعاقبة في الحد من الهجرة الشرعية أو غير الشرعية، بينما في 2022، عبر أكثر من 45 ألف مهاجر، في رقم قياسي أيضًا، المانش بشكل غير شرعي.

وكان شعار "أوقفوا السفن" أحد البنود الخمسة بين أولويات ريشي سوناك.

وتريد الحكومة أيضًا أن ترسل إلى دول ثالثة مثل رواندا بعض طالبي اللجوء، لكن هذا المشروع الذي جرى الطعن به أمام القضاء، بات في طريق مسدود.

ولدى الحكومة أيضًا مشروع لمنع المهاجرين الواصلين بشكل غير شرعي من طلب اللجوء في بريطانيا وتسهيل اعتقالهم وإبعادهم.

وتطالب الشركات البريطانية من جهتها منذ أشهر بتخفيف سياسة منح التأشيرات في بريطانيا لأن هناك فنادق ومطاعم وشركات نقل بري أو مزارع تعاني منذ بريكست وكوفيد-19 نقصًا خطيرًا في اليد العاملة.

وأقر ريشي سوناك مؤخرًا بأنه سيكون عليه منح عشرات آلاف التأشيرات الموسمية للزراعة في تعارض كما يبدو مع موقف وزيرة الداخلية.

وتحدثت سويلا برافرمان منتصف مايو/ أيار الجاري، في مؤتمر للمحافظين المتشددين لتعلن أنها "لا ترى سببًا وجيهًا لعدم تمكن بريطانيا من تدريب سائقي شاحنات وقاطفي فاكهة من الداخل من أجل خفض الهجرة".

ووعد سوناك على "آي تي في" بأنه سيتم تدريب أشخاص في بريطانيا للعمل في القطاعات التي تواجه نقصا.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close