Skip to main content

عادات خاطئة وتبعات خطيرة.. هل يمكن أن تسبّب العدسات اللاصقة العمى؟

الأربعاء 22 فبراير 2023

رغم الفوائد الطبية والجمالية لعدسات العين اللاصقة، إلا أنها قد تتلف أنسجة العين في حالات معينة مثل النوم والاستحمام بها، أو الاقتراب من مصادر النيران أثناء ارتدائها.

وهذا ما حدث لشاب أميركي عشريني، فقد عينه بعد أن نام لفترة قصيرة والعدسات اللاصقة بعينيه لمدة لا تتجاوز الـ40 دقيقة، بهدف الاستراحة من العمل، نهاية العام الماضي.

فعندما استيقظ الشاب، لاحظ احمرارًا في إحدى عينيه لكنه لم يهتم بالأمر لأنه يعاني دائمًا من التهاب بسبب استعمال العدسات اللاصقة.

وحين راجع الطبيب، تبين أنه مصاب بالتهاب القرنية، وهو التهاب ناجمٌ عن إصابة العين ببكتيريا تتلف الأنسجة، ليضطر الشاب على إثر ذلك إلى ترك دراسته وعمله من أجل التركيز على علاج عينه اليمنى التي أصيبت بالعمى.

أضرار العدسات اللاصقة

ومن أضرار العدسات اللاصقة، زيادة احتمال الإصابة بعدوى أمراض العين وجفافها، بالإضافة إلى نقص نسبة الأكسجين الواصل إلى القرنية ما قد يتسبب بتورمها وصولًا إلى مشاكل في الرؤية.

كما قد يؤدي استخدام العدسات اللاصقة إلى إجهاد العيون، وخدش القرنية، والتهاب الملتحمة، فضلًا عن زيادة إفراز الدموع وتنمية الحساسية من الضوء.

ومن رام الله، يرى يوسف نصر الدين استشاري طب وجراحة العيون، أن ما حصل مع الشاب الأميركي العشريني يعدّ حالة متوقّعة نتيجة الاستعمال الخاطئ لعدسات العيون اللاصقة.

ويحذّر نصر الدين من أن الاستعمال الخاطئ لهذه العدسات أصبح أمرًا شائعًا جدًا بين الناس في وقتنا الحالي، وهو حالة طبية مستجدة لم تختبر في الماضي، وذلك بعد انتشار العدسات التجميلية التجارية التي قد تسبّب الكثير من المشاكل الصحية.

ويوضح في حديث مع "العربي": "الحالة التي اختبرها الشاب الأميركي يمكن أن تحدث لغيره، ولكن يبدو أن ما فاقم حالته هو العلاج المتأخر، مما أدى إلى تعتيم القرنية الكامل وفقدانه للبصر".

وينبّه استشاري طب وجراحة العيون في هذا السياق من أن بعض المرضى قد يقومون بدورهم في تأخير تلقي العلاج، ويحضرون بعد فوات الأوان إلى العيادات الطبية.

عدسة العين اللاصقة - غيتي

ضرورة الوعي الصحي

وعن معرفة مدى ملاءمة العدسات اللاصقة لأعيننا، يلفت نصر الدين إلى أن الطبيب هو الوحيد الذي يقرر ذلك، ولكن "أكبر مشكلة هي أن العدسات اللاصقة أصبحت تباع في الصيدليات والمراكز التجارية".

ويشرح يوسف نصر الدين، أن العامل في مراكز البصريات إذا لاحظ وجود مشكلة ما ترتبط بالحساسية أو جفاف العينين، سيحوّل المريض إلى الطبيب المختص مباشرة كي يقدم له العلاج الفعال.

ويضيف: "لكن ما يحدث في المحلات التجارية، هو التعامل مع المريض بعدم مسؤولية ومن منظور تجاري فقط.. وحتى لو حاولت وزارات الصحة ملاحقة مثل هذه المخالفات إلا أنه لا يمكن السيطرة على جميع مراكز البيع".

لذلك، يدعو استشاري طب وجراحة العيون الفلسطيني المواطنين إلى تنمية "الوعي الصحي" تفاديًا للإصابة بالالتهابات البكتيرية، إلى جانب الالتهابات الفيروسية والفطرية التي يكون علاجها صعبًا جدًا.

وبالتالي يدعو نصر الدين إلى الابتعاد عن العدسات اللاصقة قدر الإمكان خصوصًا إذا لم يصفها الطبيب المختص، وذلك لأن النظارات الطبية بعيدةً عن العين بينما العدسات الطبية تكون ملاصقةً للقرنية، والتي هي أهم جزء في العين.

المصادر:
العربي
شارك القصة