الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

عاصفة "أصحاب ولا أعز".. هل يُمنع عرض المنتج العربي الأول من نتفليكس؟

عاصفة "أصحاب ولا أعز".. هل يُمنع عرض المنتج العربي الأول من نتفليكس؟

Changed

نافذة من "العربي" على الجدل في مصر حول فيلم "أصحاب ولا أعز" ( الصورة: مواقع التواصل)
شكل فيلم "أصحاب ولا أعز" مصدر انقسام كبير في المجتمع المصري بين مؤيد ومعارض لعرضه وسط اعتراضات أخذت طابعًا رسميًا وقانونيًا.

تحول فيلم "أصحاب ولا أعز" إلى حالة جدلية كبيرة، حيث مازال يثير انقسامًا واسعًا وانتقادات في مصر، بعد عرضه على منصة نتفليكس كأول فيلم عربي تقوم المنصة الشهيرة بإنتاجه. 

ودفعت القضايا الأخلاقية والاجتماعية نوابًا ومحامين مصريين إلى تقديم بيانات برلمانية ودعاوى قضائية، وضغوطات على وزارة الثقافة والمصنفات الفنية لمنع عرض الفيلم في البلاد، لـ"تنافيه مع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع المصري"، بحسب ما تضمنته تلك الاعتراضات. 

واضطرت نقابة المهن التمثيلية المصرية، لإصدار بيان دافعت فيه عن الممثلة منى زكي التي تلقت سيلا من الانتقادات والحملات الإلكترونية، بسبب مشاركتها في الفيلم الذي تناول مواضيع عدة، كالمثلية الجنسية والخيانة الزوجية والتربية الحديثة.

واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن المملثة المصرية ظهرت في مشهد غير لائق وخادش، حتى إن البعض طالبوا زوجها الممثل أحمد حلمي باتخاذ موقف من مشاركتها. 

وقالت النقابة التي يتولى رئاستها النقيب أشرف زكي: إنها مؤتمنة لحماية والدفاع عن حرية الإبداع "التي تشكل جزءًا أساسيًا من وجدان الفنانين المصريين".

ثقافة المنع

وفي هذا الإطار، اعتبر الصحافي المتخصص في الشأن الفني آدم ياسين في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن بيان النقابة "كان متوازنًا للغاية، ويتعارض مع ما اعتاد عليه الوسط الفني من النقابات التي ترفع عصا التأديب، كنقابة المهن الموسيقية التي ترفع شعار الأخلاق لتحجيم الأعمال الفنية". 

وأكد ياسين أن المطالبات بمنع الفيلم هي مطالبات "مضحكة"، خاصة أن المشاهد يعيش وسط عالم بات الحصول فيه على منتج فني، عملية سهلة للغاية من خلال عشرات المنصات التي تعرض شتى الأنواع الفنية، وتتنوع في تقديم الثقافات المختلفة والإبداع الفني.  

ورأى ياسين أنه قد فات على المطالبين بمنع العمل، أن الفيلم ليس مصريًا وأحداثه تقع في لبنان، وسأل ياسين: "هل من الممكن تصدير ثقافة المنع إلى الثقافة اللبنانية، التي بطبعها تتناول قضايا متحررة، ومنها ما هو جنسي".

مسؤولية الفنان

بالمقابل، قال أستاذ الشريعة الإسلامية حاتم عبد العظيم: إن "الفن مسؤولية، كما أن الفنان يجب أن يكون متحملًا لتلك المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، خاصة أنه يتوجه بفنه إلى مجتمع له ثقافته وتقاليده، وحدوده الأخلاقية، فالمسألة تتعدى كونها مجرد قصة وسيناريو إيطالي الأصل، وقامت جهة باستنساخه بممثلين وفنانين مصريين وعرب".

وإلى جانب منى زكي يشارك في الفيلم الممثل الأردني إياد نصار، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي تمثيلًا، والمسرحي اللبناني جورج خباز، إلى جانب كل من اللبنانيين عادل كرم، وفؤاد يمين، وديامان أبو عبود، وهو من إخراج وسام سميرة، وأشرف على تعريب النسخة الإيطالية اللبناني غابريال يمين.

وأضاف عبد العظيم في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أنه لا يمكن أن يقال بأن الفليم لبناني فقط، بل هو يخاطب المجتمع العربي كله، بمجرد تعريب النسخة الأصيلة.

ورأى أستاذ الشريعة أنه بات معلومًا بأن العالم تجاوز قدرة البعض على "المنع" بحكم التكنولوجيا ووسائل التواصل وغيرها، لذلك فإن التركيز هنا يجب أن يكون على مسؤولية الفنان، وإحساسه فيما يختار من أعمال تناسب الذوق المصري.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close