مضت أعوام منذ مقتل بابلو إسكوبار، لم يفقد خلالها إمبراطور تجارة المخدرات والجريمة المنظمة في كولومبيا هالته في عيون من والوه ومن حاربوه في آن معًا.
وقُتل الرجل في الثاني من ديسمبر عام 1993 في إطلاق نار مع الشرطة الكولومبية، ويظل الاعتقاد سائدًا على الجانبين، بأنه مخلّص من جهة وشر خالص من جهة أخرى.
أما الأسرار التي اكتنفت حياته فيُعتقد أن الكثير منها لا يزال عصيًا على الكشف، أو على الأقل لم يحن وقت خروجه للعلن بعد.
ثم أطلق النار عليهم
قبل عام تقريبًا، وبعد نحو ثلاثة عقود على مقتله، عُثر على بعض أموال إسكوبار مخبأة داخل جدار منزل يقع في ميديلين بمنطقة لاس بالماس.
ولم تكن تلك الأموال التي بلغت قيمتها 18 مليون دولار ووُضبت داخل حقيبة بلاستيكية إلى جانب آلة كاتبة وهواتف تعمل بالأقمار الصناعية وقلمًا ذهبيًا وكاميرا، أولى اكتشافات ابن أخ "الأسطورة" واسمه نيكولاس في الأماكن التي اعتاد عمه الاختباء فيها.
وأفاد موقع "ميرور" البريطاني في هذا الصدد بأن إسكوبار قام بدفن ذهب وأموال من تجارة المخدرات بقيمة مليارات الدولارات في مواقع مختلفة. ثم أطلق النار على الرجال الذين كلّفهم بالمهمة لإبقاء المواقع سرية.
ماذا وجد ابن شقيق "ملك المخدرات" #بابلو_إسكوبار بعد عقود من مقتل عمّه؟#أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/PZqVM9tbEv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 25, 2020
وكان بابلو إسكوبار، الذي وُلد في مدينة "ريونغرو" بكولومبيا في الأول من ديسمبر عام 1949، قد أنشأ كارتل للمخدرات في مدينة ميديلين في السبعينيات.
ويشير موقع "الإندبندنت" إلى أن الرجل وبحلول عام 1980 كان مسؤولًا عما يُقدّر بنحو 80% من الكوكايين المهرّب إلى الولايات المتحدة. وقُدّرت أرباحه بنحو 420 مليون دولار في الأسبوع الواحد. حتى إنه قام مرة بإحراق مليوني دولار عندما شعرت ابنته بالبرد.
وفيما صنّفته مجلة فوربس ضمن قائمة المليارديرات لمدة 7 سنوات متتالية بين العامين 1987 و1993، عُد إسكوبار الملقب بـ"ملك الكوكايين" سابع أغنى رجل في العالم عام 1989.
إلى ذلك، اعتُبر كارتل إسكوبار مسؤولًا عن أكثر من 5000 جريمة قتل بين عامي 1989 و1993.
وقُتل أكثر من 46 ألفًا في حربه المفتوحة مع الحكومة الكولومبية والولايات المتحدة في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين.
يراه البعض أسطورة ويلقبه آخرون بـ"روبن هود كولومبيا".. ربع قرن على مقتل إمبراطور تجارة المخدرات بابلو إسكوبار 👇 pic.twitter.com/W9eNjjozeO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 3, 2018
في مسقط رأسه ميديلين، ينقسم المواطنون إزاء إرثه الجدلي المجبول بدموية وحشية تجاه خصومه وسخاء منقطع النظير لأبناء جلدته من الفقراء.
فقد أسهمت أموال "تجارته" بإعمار المدارس والمساكن والمستشفيات وملاعب كرة القدم، واكتسب شعبية كبرى أطالت عمر الحرب الأهلية مع خصومه.
عندما اعتقلته السلطات الكولومبية عام 1991، احتُجز بابلو في سجن صمّمه بنفسه وسماه "الكاتدرائية".
وفرّ في صيف 1992 من حبسه بعدما احتجز مسؤوليَن حكوميَّين ومدير السجن كرهائن. ثم قضى في العام التالي.