تجتهد إسرائيل في إخفاء كل ما من شأنه أن يمنح الفلسطيني هوية تتسق مع تاريخه وحقه في الأرض، ويعتقد كثيرون أن الطريق الوحيد لإحباط هذه الرغبة الإسرائيلية هو إثبات الذات الفلسطينية بكل طريقة ممكنة والاحتفاظ بهوية الفلسطيني وتعزيزها.
وفي مسيرة اللاعب الفلسطيني عدي الدباغ الكروية من التألق الشيء الكثير الذي أهلّه لأن يكون أول لاعب فلسطيني محترف في أوروبا، بتمثيله نادي رويال شارلروا البلجيكي.
وقد استطاع عدي الدباغ أول من أمس التربع على عرش الهداف التاريخي لمنتخب فلسطين بستة عشر هدفًا، بعد أن أحرز ثلاثة أهداف في مباراة المنتخب الفلسطيني مع منتخب بنغلاديش، متجاوزًا الهداف السابق فهد العتال صاحب الأربعة عشر هدفًا.
ولم يكن الطريق إلى هذا النجاح الذي حققه الدباغ سهلًا، فقد ترصدته إسرائيل على هذه الطريق مرات وقدمت للدباغ إغراءات عدة لتمثيلها واللعب ضمن منتخبها والتخلي عن تمثيل المنتخب الفلسطيني، لا سيما وأنه من سكان مدينة القدس المحتلة.
وقال الدباغ في مقابلة صحافية سابقة: كثيرًا ما كان يتم اعتراضي على الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش من أفراد الأمن الإسرائيليين لمحاولة إثنائي عن قراري اللعب للفدائي ترغيبًا أو ترهيبًا.. وكنت مضطرًا في كل مرة لتوضيح أنني فلسطيني ورغبتي هي اللعب لمنتخب بلادي.
هداف الدوري الكويتي
وبعد أن فقد الاحتلال الأمل في استقطاب الدباغ، بدأت مرحلة جديدة من التضييق عليه والحد من حركته وتعقيد إجراءات سفره وتنقله رغم عروض الاحتراف التي كانت تأتيه.. إلى أن تمكن من الاحتراف للمرة الأولى عام 2021 في النادي العربي بالكويت، ليساعد النادي في تحقيق لقب دوري الكويت ويحوز هو لقب هداف الدوري.
وقد تفاعل رواد مواقع التواصل مع مشوار عدي الدباغ من الاضطهاد الإسرائيلي إلى الهداف التاريخي للفدائي.
وكتب عامر: "هذه مقاومة، الصمود أمام مغريات الاحتلال أحد أقوى أشكال المقاومة لأن هناك ما يغريك به الاحتلال، فأنت تقاوم مرتين، تقاوم المغريات وتقاوم محاولات الإبادة".
بدورها، قالت مدى: "أقل القليل في إحباط هدف إسرائيل بإبادتنا هو كبير جدًا في كتاب التاريخ.. شكرًا عدي الدباغ وشكرًا لكل من قاوم".
وكتب علي: إسرائيل تحاول استقطاب الكفاءات الفلسطينية لتلميع صورتها أمام العالم بأنها دولة ديمقراطية، وهي في الحقيقة تسعى لقتل كل الشعب الفلسطيني.
