اقتحمت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء عدة أحياء في البلدة القديمة من نابلس موقعة عددًا من الشهداء وعشرات الإصابات. وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات عسكرية.
ودعت مجموعة "عرين الأسود" أبناء نابلس للمشاركة في صد عملية اقتحام المدينة من قبل جيش الاحتلال وهو ما فجّر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "عرين الأسود".
"عرين الأسود"
وقد تصدى مقاومون لقوات الاحتلال وأطلقوا صوبها وابلًا من النيران، في حين أفاد شهود عيان بانتشار قناصة الاحتلال على أسطح المنازل والمباني المطلة على مركز المدينة وعلى أحياء البلدة القديمة وتعمّدوا إطلاق النار باتجاه الفلسطينيين والمدنيين.
في غضون ذلك، منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى البلدة القديمة ونقل العديد من الجرحى الذين أصيبوا خلال المواجهات، فيما تطوّع أهالي نابلس لنقل الجرحى والدفاع عن مدينتهم.
وتعيش مدينة نابلس ومخيماتها لليوم الرابع عشر تحت حصار مشدد فرضه جيش الاحتلال عقب مقتل أحد جنوده على يد "عرين الأسود".
ووصل التفاعل مع وسم "عرين الأسود" إلى نحو 3 ملايين و700 ألف تفاعل، بينما وصل عدد التعليقات 920 ألف تعليق، فيما ناهزت المشاركات 120 ألف مشاركة. وبلغت نسبة التفاعل مع هذا الوسم في ساعة الذروة مليونين ونصف المليون مشاركة.
انتقام جماعي
ومن جهته، رأى الكاتب الصحفي حافظ أبو صبرا أن ما يحدث في نابلس يمكن اعتباره انتقام جماعي من أهالي نابلس لأنهم شكلوا الحاضنة الاجتماعية التي احتضنت مجموعة "عرين الأسود" وهو تنظيم مسلّح أنشأه مجموعة شبان فلسطينيين من أبناء الجيل الجديد ويطلق عليه الشارع اسم "جيل التيك توك".
وقال أبو صبرا في حديث إلى "العربي" من نابلس: "إن جيل التيك توك هو الذي يقود المرحلة اليوم تحت شعار تغيير الوضع القائم الذي فرضته حكومة الاحتلال على الفلسطينيين من خلال استمرار جرائمها وتنكيلها بهم بالتعاون مع المستوطنين".
مرحلة النضال الجديد
وأوضح أن أعمار الشبان المنتمون لمجموعة "عرين الأسود" لا تتجاوز الـ35 عامًا. وأضاف أبو صبرا: "أعتقد أن الشهيد جميل العموري الذي ارتقى في يونيو/ حزيران من العام الماضي هو قائد مرحلة النضال الجديد، حيث بدأت من بعده التشكيلات العسكرية مثل كتيبة جنين وعرين الأسود".
واعتبر أن ممارسات الاحتلال من مصادرة أراضي وجرائم الإعدام الميداني وهدم المنازل أثّرت على الجيل الحالي وجعلته يتموضع في منطقة واحدة.
ولفت إلى أن صوت نابلس مسموع رغم الحصار ووصل إلى مختلف أنحاء الضفة الغربية الليلة الماضية حيث خرج الأهالي بمسيرات داعمة لنابلس.
واعتبر أبو صبرا أن الاحتلال أطلق عملية "كاسرة الأمواج" لاجتثاث هذه الحالة النضالية حيث يخلق هؤلاء الشباب حالة من التعاطف على وسائل التواصل الاجتماعي تخلق من كل واحد منهم رمزًا.
وتحدث عن خوف الاحتلال من هذه الحالة النضالية. وأضاف: "أعتقد أننا في زخم الانتفاضة الثالثة التي جاءت مختلفة عن الانتفاضتين السابقتين بأدواتها وتكتيكها وبأسلوبها".